مجلة «الفيصل» السعودية: ملف عن الصداقة

مجلة «الفيصل» السعودية: ملف عن الصداقة
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: ملف عن الصداقة

مجلة «الفيصل» السعودية: ملف عن الصداقة

تطرح مجلة الفيصل في عددها الجديد موضوع الصداقة: مواجهة ضد تقويض السلام، فتكرس له ملفا لما يحتله مفهوم الصداقة من موقع أساسي في حياة الأفراد والمجتمعات والدول أيضا، فهو يضفي على العلاقات طابعا إنسانيا أصيلا، على الرغم أن هذا المفهوم لم يعد يحظى باهتمام نقدي، ولم يجذب دارسين ونقاد حديثين لتأمله من زوايا مختلفة. شارك في الملف: سعيد توفيق، عز الدين عناية، هاشم صالح، رفيف صيداوي، إميل أمين، محمد مظلوم، سليمان الحقيوي، عبد الرحمن الدرعان، عبد الرحمن موكلي، إبراهيم الحسين، جار الله النبي الحلو، هالة البدري، سميحة خريس، سلوى بكر، إستبرق أحمد، نسرين بلوط، صلاح السروي وعلوان الجيلاني.
أما الحوار فمع الباحث نايف الروضان، الذي يقول إن «الكرامة هي أكثر الاحتياجات البشرية إلحاحاً وإن الأمن العالمي لا يمكن اختزاله في بُعد واحد، وإنه يمكن قياس فرص بقاء الأفكار التنظيرية من فنائها، بالنظر في مسببات قيام وسقوط آيديولوجيات ونظم سياسية عبر التاريخ. وتنشر «الفيصل» عددا من المقالات لكل من: حسن حنفي، علي حرب، تركي الحمد، أحمد الفيتوري، مسفر الغامدي، حسن عجمي وحزامة حبايب. في باب «دراسات» «‎قراءة في شعر وديع سعادة» لوائل فاروق، و«نار جلجامش في مصباح زرقاء اليمامة» لربيع محمود‏. وفي باب «رسائل» يطالع القارئ رسائل تبادلها فيصل دراج ومحمد ملص تعكس الاهتمامات والمشاغل لدى الناقد الفلسطيني والسينمائي السوري، خلال الفترة (1968 ـ 1975). وتكتب الباحثة سعاد الحكيم مقالة في باب «تصوف» بعنوان «تمتعْ بالنوم وازددْ معرفة: نظرة صوفية على ‏ثقافة النوم».
‏ويعالج رضوان السيد في «قضايا» قضية الدين والدولة والإحيائيات الإسلامية، متسائلا: «متى يتحرر الدين من المهمات السياسية لتشارك فئات المجتمع في إقامة الدولة المدنية؟». ويواصل الناقد فيصل دراج كتابة سيرته الذاتية، متوقفا هذه المرة عند تجربته في بيروت. وفي «ثقافات» تناقش أماني أبو رحيمة كتاب «الإنسان بلا محتوى» للمفكر الإيطالي جورجيو أغامبين، لتكشف مأزق الفنان الذي يقف مشدوهاً أمام البياض ‏المرعب ‏للصفحة الفارغة. ويكتب عماد أبو صالح عن الشاعرة الروسية بيلّا أخمدولينا‎ التي أقامت أمسيات شعرية في ملاعب كرة القدم وتعد ‎نجمة حقيقية وأيقونة للحرية و«كنز الشعر الروسي». ونقرأ أيضا موضوعا عن ‏الترجمة بوصفها نوعاً من الاغتراب والنفي، بحسب الباحثة البرتغالية دومينيك فاريا، وترجم الموضوع حميد عمر. ويكتب ماجد الشيباني عن فلسفة الجمال والدراسات ما بعد الفينومينولوجية. ويرسم محمد بكاي برورتريها بالكلمات للكاتبة هلين سكسو. وتتناول الباحثة الأميركية جولاي بلالاك شخصية الأمير عبد القادر كأسطورة أدبية في الغرب. ويثير باب «فضاءات» عددا من الرؤى حول «الجسد مشتبها به»، تضمن كتابات لجيل دلوز وأنتونين أرتو، وحوارات مع فتحي بن سلامة ومفكرين آخرين، ترجمة: محمد الحبيب بنشيخ. وفي «تراث» نقرأ دراسة «بعنوان «دائرة المحبين» لخالد التوزاني تتناول قيمة وأثر جلال الدين الرومي لدى الديانات كلها. وفي «موسيقى» يتأمل محمد الإدريسي الكيفية التي صنع بها «يوتيوب» ثورة الموسيقا ‏الكاريبية؟ ‏وكيف أسهم ذلك في انتقال المركزيات الفنية والموسيقية العالمية إلى الأطراف‏. وفي «سينما» مقالة للكاتب عبد الكريم ‏قادري حول تجربة السينمائي الراحل برناردو بِرتولوتشي. وفي «تشكيل» تحاور هدى الدغفق التشكيلي فيصل السمرة، الذي ميزت ‏الجرأة والبعد ‏الفلسفي أعماله. وتنشر «الفيصل» قراءات لكل من عبد الله المتقي ورضا عطية ومنذر مصري في كتب لأحمد بوقري وعدنان محمد وإبراهيم سلامة، ‎كما نطالع حوارا مع باتريك شاموازو حول النيوليبرالية بصفتها عملية غادرة تستنزف إنسانية الإنسان: ترجمة سامية شرف الدين. وفي «مدن» يكتب إدريس مقبول إطلالة على العلاقات المتلاشية في المدينة العربية.
أما كتاب العدد فجاء بعنوان «فردوس المدينة الضائع» للشاعر والكاتب علاء خالد، وهو قراءة في رواية الصحراء.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.