بولتون يجري محادثات في أنقرة ويتعرّض لانتقاد حادّ من إردوغان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مقر البرلمان في أنقرة (أ. ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مقر البرلمان في أنقرة (أ. ب)
TT

بولتون يجري محادثات في أنقرة ويتعرّض لانتقاد حادّ من إردوغان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مقر البرلمان في أنقرة (أ. ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مقر البرلمان في أنقرة (أ. ب)
في وقت يجري مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم (الثلاثاء) محادثات في أنقرة مع مسؤولين أتراك لمناقشة قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، وجّه إليه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتقاداً حاداً في ما يتّصل بالأكراد الذين تدعمهم واشنطن في سوريا.
واعتبر إردوغان في كلمة ألقاها أمام نوّاب حزبه العدالة والتنمية في البرلمان بأنقرة، أن تصريحات بولتون الأحد خلال زيارة لإسرائيل "غير مقبولة بالنسبة إلينا ولا يمكن التساهل معها". وأكد أن بولتون ارتكب "خطأ فادحاً".
وكان بولتون قال الأحد إن الانسحاب الأميركي من سوريا يجب أن يتم مع "ضمان" الدفاع عن الحلفاء. وصرح قُبيل لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس: "سنناقش قرار الرئيس الانسحاب، ولكن بهدف تنفيذ الانسحاب من شمال شرقيّ سوريا في طريقة تضمن أن تنظيم داعش هُزم ولم يعد قادراً على إحياء نفسه ليصبح تهديداً مجدداً". وأضاف: "وكذلك لنتأكد من الضمان التام للدفاع عن إسرائيل وأصدقائنا الآخرين في المنطقة، وللاهتمام بمن حاربوا إلى جانبنا ضد تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية"، قاصداً بشكل خاص قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوّناتها.
ويرافق بولتون خلال محادثاته مع مسؤولين أتراك، الجنرال جوزف دانفورد الرئيس الحالي لقيادة الأركان المشتركة، والموفد لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" جيمس جيفري، لمناقشة سبل تنفيذ الانسحاب المقرر، كما أكد إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان الأسبوع الماضي.
وعقب وصول بولتون إلى أنقرة أمس (الاثنين)، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الانسحاب من سوريا سيتم بطريقة "حذرة". وكتب في تغريدة: "سنغادر (سوريا) بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال داعش، والتصرّف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة إلى بقية الأمور".
 


اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».