الدولار يواصل التراجع مع توقعات كبح الفائدة

الدولار يواصل التراجع مع توقعات كبح الفائدة
TT

الدولار يواصل التراجع مع توقعات كبح الفائدة

الدولار يواصل التراجع مع توقعات كبح الفائدة

نزل الدولار لليوم الثالث على التوالي مقابل عملات منافسة، أمس (الاثنين)، مع تنامي التوقعات بأن يوقف البنك المركزي الأميركي زيادات أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من بيانات الوظائف الأميركية القوية في ديسمبر (كانون الأول) التي صدرت الأسبوع الماضي، يعتقد مراقبو السوق أن أكبر اقتصاد في العالم يفقد الزخم، وعززت تصريحات لرئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، التوقعات بأن البنك المركزي قد يتبني توقعات أكثر حذراً.
ويوم الجمعة قال باول للجمعية الاقتصادية الأميركية، إن المجلس لا يتبني مساراً محدداً سلفاً لزيادات الفائدة، وإنه سيراعي المخاطر النزولية التي تضعها السوق في الاعتبار. مشيراً إلى إنه على دراية بالمخاطر المرتبطة بالتباطؤ الاقتصادي، وسيتحلى بالصبر والمرونة في قرارات السياسة النقدية هذا العام.
وكان المستثمرون يتوقعون استمرار مجلس الاحتياطي على مسار تشديد السياسة النقدية بعدما رفع الفائدة ثلاث مرات في العام الماضي، لكن الخلاف التجاري الحالي وأرباح الشركات المخيبة للآمال التي أُعلنت في الآونة الأخيرة بددت هذه التوقعات.
ونزل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات منافسة، نحو 0.25% إلى 95.92، مقترباً من أقل مستوى في شهرين الذي سجله الأسبوع الماضي.
وقاد اليورو والدولار الأسترالي المكاسب، واستفاد الأخير من أنباء في مطلع الأسبوع عن تعزيز الصين سياسة التحفيز. وزاد الدولار الأسترالي الذي يتأثر كثيراً بالصين نحو 0.5% إلى 0.7140 دولار أميركي. وارتفع الدولار الأميركي 0.2% أمام اليوان في المعاملات الخارجية إلى 6.8483 يوان.
وفي سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب أمس (الاثنين)، مدعومةً بانخفاض الدولار. لكنّ تحسُّن شهية المستثمرين للمخاطرة حدّ من مكاسب المعدن الأصفر، أحد الملاذات الآمنة.
وما زال سعر البلاديوم في المعاملات الفورية يفوق قليلاً سعر الذهب. وكان البلاديوم قد تجاوز مستوى 1300 دولار للأوقية (الأونصة) يوم الجمعة، ليصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 1310 دولارات.
وبحلول الساعة 07:52 بتوقيت غرينتش أمس، كان السعر الفوري للذهب مرتفعاً نحو 0.4% إلى 1290.42 دولار للأوقية. وزاد سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.5% إلى 1291.90 دولار للأوقية.
وتسببت موجة صعود الأسهم الآسيوية بفعل موقف «المركزي» الأميركي الأكثر ميلاً إلى التيسير النقدي وبيانات الوظائف الأميركية القوية في الحد من الزخم الصعودي للمعدن الأصفر.
وأظهر تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة، يوم الجمعة، أن صافي الوظائف الجديدة بلغ 312 ألف وظيفة في ديسمبر، بما يشير إلى استمرار قوة الاقتصاد الذي قد يهدئ المخاوف من تباطؤ حاد في النمو.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1302.80 دولار للأوقية. وزادت الفضة 0.4% إلى 15.75 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 822.74 دولار بعدما لامس أعلى مستوى له في أكثر من شهر عند 829.30 دولار في وقت سابق من الجلسة.


مقالات ذات صلة

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

الاقتصاد ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

يُرجئ دونالد ترمب فرض التعريفات الجمركية خلال يومه الأول ويراهن بشكل كبير على أن إجراءاته التنفيذية يمكن أن تخفض أسعار الطاقة وتروض التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للعملة المشفرة بتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» وصناديق التقاعد الأميركية... تحول استثماري في ظل التشريعات الجديدة

من المتوقع أن تدفع الإدارة الداعمة للبتكوين، جنبًا إلى جنب مع جهود الضغط المتزايدة في الهيئات التشريعية للولايات، إلى أن تصبح أكثر انفتاحاً على العملات الرقمية.

«الشرق الأوسط» (بنسلفانيا )
الاقتصاد رجل يحمل لافتة عليها صورة ترمب بينما يتجمع أنصاره خارج ساحة «كابيتال وان» تحضيراً للاحتفال بتنصيبه (رويترز)

ترمب يعتزم إحياء «تيك توك»... لكنه يريد ملكية أميركية بنسبة 50 %

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيعيد إحياء الوصول إلى تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بأمر تنفيذي، بعد أن يؤدي اليمين الدستورية، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث أمام تجمع انتخابي في أشفيل (أرشيفية - أب)

المستثمرون يلتقطون أنفاسهم بانتظار تنصيب ترمب

يترقب المستثمرون بفارغ الصبر تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة يوم الاثنين وما تعنيه هذه العودة بالنسبة إلى الأسواق والتجارة العالمية والعلاقات الدولية

الاقتصاد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا خلال اجتماعات صندوق والبنك الدولي في واشنطن 25 أكتوبر 2024 (رويترز)

صندوق النقد يتوقع استقرار النمو العالمي عند 3.3 % في 2025 و2026

توقع صندوق النقد الدولي أن يظل النمو العالمي ثابتاً عند 3.3 في المائة خلال العامَيْن الحالي والمقبل، وهو ما يتماشى بشكل عام مع الاتجاهات العالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
TT

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج

تتسارع الخطى نحو تشييد «برج جدة» بالمدينة الساحلية (غرب السعودية) والذي سيكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع ليصبح أطول برج في العالم عند اكتماله بعد مضي 42 شهراً، أي في عام 2028، ليجسّد الابتكار الهندسي والتقدم التكنولوجي ويصبح علامة فارقة على خريطة المباني الإيقونية العالمية.

«برج جدة» تحت الإنشاء والعمل على قدم وساق للانتهاء في الوقت المحدد

وأُعلن الاثنين، رسمياً استئناف أعمال بناء البرج وصبّ الخرسانة في الرمز العالمي للطموح والتقدم، بحضور الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة»، والمهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة «المملكة القابضة»، والشيخ يسلم بن لادن (مجموعة بن لادن)، والمهندس حسن شربتلي شركة (قلاع جدة للاستثمار العقاري المحدودة)، ومحمد القطري شركة (أبرار العالمية المحدودة).

وأشار الأمير الوليد بن طلال إلى الدعم الذي حظي به «مشروع برج جدة» من الحكومة في سياق رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن أهمية الشراكات في المشروع، حيث قال: «الحكومة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قدّمت دعماً كبيراً لـ(شركة بن لادن) المسؤولة عن تنفيذ المشروع. تم تسديد معظم قروض الشركة؛ ما عزز قدرتها على إدارة وإنجاز المشروع بكفاءة»، لافتاً إلى أن هذا الدعم عكس حرص الدولة على دعم المشاريع الوطنية العملاقة.

وأضاف: «اليوم نعلن رسمياً عن بدء المشروع الخاص باستكمال بناء (برج جدة)، الذي سيصبح الأطول في العالم. وقد تم اليوم البدء في صبّ الخرسانة للدور الـ64، وخلال فترة قصيرة سيتم الانتهاء من بناء دور واحد كل 4 أيام، وذلك حسب الخطة المتفق عليها. إذا سارت الأمور كما هو مخطط»، مشيراً إلى أن المشروع سيكتمل خلال 42 شهراً.

وأوضح أن المشروع يتماشى مع «رؤية 2030» التي أعلن عنها ولي العهد السعودي، مبيناً أن البرج هو جزء من منظومة متكاملة تبلغ مساحتها الإجمالية 5.3 مليون متر مربع، لافتاً إلى أن الجزء الأول الذي يضم البرج يغطي مساحة 1.3 مليون متر مربع. وعند اكتمال المشروع، ستتجاوز استثمارات المشروع حاجز 100 مليار ريال، ومتوقعاً أن يستوعب البرج بين 75 ألفاً و100 ألف نسمة عند اكتماله.

وبيّن أنّ تمويل المشروع يأتي من مصادر متنوعة تشمل التمويل البنكي والمبيعات المقدمة، سواء على المخططات أو على الواقع، وكذلك عبر تمويل المشروع جزئياً من قِبل المالكين أنفسهم. وقال: «لا يوجد أي قلق حول موضوع التمويل، حيث نتعامل مع بنوك عالمية معروفة ولدينا سجل طويل معها».

وعن المزايا والتكنولوجيا المستخدمة، قال الأمير الوليد: «البرج يعتمد على تقنيات متقدمة جداً، بعضها قيد التطوير خصيصاً لهذا المشروع. على سبيل المثال، سيتم استخدام تقنيات جديدة لنقل الخرسانة إلى ارتفاعات تصل إلى 1000 متر. والتصميم النهائي للبرج سيجعل منه تحفة معمارية متميزة على مستوى العالم. والنقطة الأعلى في البرج ستكون أكثر من 1000 متر، لكن الرقم النهائي سيتم الكشف عنه لاحقاً».

جانب من المؤتمر الصحافي (تصوير: غازي مهدي)

وأكد الأمير الوليد بن طلال أن التأثير المتوقع للمشروع يحدث حالياً، حيث ينعكس إيجابياً بشكل هائل على المناطق المحيطة به، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأراضي المحيطة به بشكل ملحوظ، مؤكداً أن المشروع سيكون مركزاً عالمياً يجذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين.

وقال: «نحن بصفتنا مالكين، ممثلين في شركة (المنطقة الثابتة)، و(مجموعة بخش)، و(مجموعة شربتلي)، نهدي هذا المشروع العظيم إلى القيادة السعودية وشعبها. وهذا البرج ليس مجرد بناء، بل هو رمز للنهضة والتطور الذي تعيشه المملكة، وفخر جديد يُضاف إلى إنجازاتها».

من جهته، قال المهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لـ«شركة المملكة القابضة» خلال حفل استئناف أعمال بناء البرج: «يمثل حفل اليوم تجسيداً لرؤية تطلبت سنوات من العمل. وسيكون (برج جدة) منارة للابتكار ومحفزاً للنمو».

ومن المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل كبيرة خلال مراحل البناء وما بعدها.