«فول الصويا» يدعم محادثات التجارة الأوروبية ـ الأميركية

TT

«فول الصويا» يدعم محادثات التجارة الأوروبية ـ الأميركية

بالتزامن مع انطلاق المباحثات الصينية الأميركية، أعلنت المفوضية الأوروبية، أمس، أن الولايات المتحدة تسهم حالياً بنسبة نحو 75% من واردات الاتحاد الأوروبي من فول الصويا، ما يظهر استعدادها لمعالجة التوترات التجارية، وذلك قبل زيارة تقوم بها مسؤولة التجارة في الاتحاد الأوروبي لواشنطن.
وتوترت العلاقات التجارية بين بروكسل وواشنطن منذ أن أعلن الرئيس ترمب زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم العام الماضي، مع التهديد بإجراء مماثل ضد قطاع السيارات في الاتحاد الأوروبي.
وفي يوليو (تموز) الماضي، التقى ترمب مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بهدف تهدئة الخلاف التجاري، وتعهدا من بين أمور أخرى «بالعمل على الحد من الحواجز وزيادة التجارة» في سلع من بينها فول الصويا. ومع ذلك، لم يتحقق سوى تقدم ضئيل في العلاقة التجارية بشكل عام منذ ذلك الحين.
ومن المقرر أن تلتقي سيسيليا مالمستروم، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة، اليوم (الثلاثاء)، نظيرها الأميركي روبرت لايتهايزر، لإجراء جولة جديدة من المحادثات وفقاً لإطار وضعه ترمب ويونكر في يوليو الماضي.
وقال المتحدث باسم المفوضية دانيل روزاريو، إن «الفكرة تتمثل في تنفيذ المزيد من أجندة التجارة الإيجابية التي اتفق عليها» ترمب ويونكر، مضيفاً أن كل ما تم الاتفاق عليه في يوليو هو مطروح على الطاولة.
واتفق ترمب ويونكر في ذلك الوقت على استهداف إلغاء الجمارك تماماً على السلع الصناعية، فيما عدا السيارات، وتقليل الحواجز في ما يتعلق بالخدمات والكيماويات والأدوية والمنتجات الطبية. ولكن لم يتضح بعد ما الذي سوف تشمله المفاوضات، وفقاً لما قالته مالمستروم لوكالة الأنباء الألمانية الشهر الماضي.
وقالت مالمستروم إن «الأميركيين ليسوا حريصين تماماً على بدء العملية لتحديد ذلك، ما يعرف بتحديد النطاق»، مشيرةً إلى أنها تأمل أن تكون لديها فكرة أوضح بعد محادثات هذا الأسبوع.
وعقب المحادثات الثنائية، سوف يناقش الجانبان غداً (الأربعاء)، مسألة الممارسات التجارية غير النزيهة مع نظيريهما الياباني، مع تسليط الضوء على الصين. وتم تعزيز مبيعات فول الصويا كمثال على التعاون التجاري الناجح بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على الرغم من أن الزيادة في الواردات الأميركية تُعزى إلى حد كبير إلى انخفاض الأسعار.
ومنذ يوليو، زادت صادرات فول الصويا الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من الضعف، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2017، حسبما أعلنت المفوضية الأوروبية، أمس. وفي الأسابيع المقبلة، تتوقع المفوضية الأوروبية التوقيع على اقتراح بالترخيص باستخدام فول الصويا الأميركي في إنتاج الوقود الحيوي، وهي خطوة من شأنها أن تعزز الصادرات الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر، حسبما قالت المفوضية في بيان.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 14 مليون طن من فول الصويا سنوياً لعلف الماشية وإنتاج الحليب، وكان معظم وارداته تأتي قبل ذلك من البرازيل.


مقالات ذات صلة

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

الاقتصاد مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث في فعالية نهاية العام الماضي (أرشيفية - أب)

ترمب: لا صحة حول حصول تغييرات في خطط التعريفات الجمركية

نفى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يوم الاثنين تقريراً صحافياً ذكر أنّ مساعديه يدرسون خططاً لفرض رسوم جمركية لن تشمل سوى الواردات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفاع العقود الآجلة للأسواق الأميركية بقيادة قطاع التكنولوجيا

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الاثنين، مستفيدة من ارتفاع متأخر الأسبوع الماضي، حيث اشترى المستثمرون أسهم التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)

في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

يستكشف مساعدو الرئيس المنتخب دونالد ترمب خططاً لفرض تعريفات جمركية على جميع البلدان، ولكنها ستغطي فقط الواردات الحيوية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطّلعين على الموضوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد قارب صغير أمام منصة النفط والغاز البحرية «إستير» بالمحيط الهادئ في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

سيحظر الرئيس الأميركي جو بايدن تطوير النفط والغاز البحري الجديد على طول معظم السواحل الأميركية، وهو قرار قد يجد الرئيس المنتخب دونالد ترمب صعوبة في التراجع عنه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تسارع التضخم بمنطقة اليورو إلى 2.4 % بسبب تكاليف الطاقة

أنابيب بمنشآت وصول خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» في لوبيمن بألمانيا (رويترز)
أنابيب بمنشآت وصول خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» في لوبيمن بألمانيا (رويترز)
TT

تسارع التضخم بمنطقة اليورو إلى 2.4 % بسبب تكاليف الطاقة

أنابيب بمنشآت وصول خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» في لوبيمن بألمانيا (رويترز)
أنابيب بمنشآت وصول خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» في لوبيمن بألمانيا (رويترز)

تسارعت وتيرة التضخم بمنطقة اليورو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهي زيادة غير مرحب بها، لكنها كانت متوقعة، ومن غير المرجح أن تمنع «البنك المركزي الأوروبي» من مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.

وقال «مكتب الإحصاءات الأوروبي (يوروستات)»، يوم الثلاثاء، إن التضخم في الدول العشرين التي تتقاسم اليورو ارتفع إلى 2.4 في المائة خلال ديسمبر الماضي مقارنة بـ2.2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الذي سبقه، وهو ما يتماشى مع التوقعات في استطلاع لآراء خبراء اقتصاديين أجرته «رويترز». وقد ساهمت أسعار الطاقة وارتفاع تكاليف الخدمات في هذا التسارع.

ومع أن التضخم قد ظل فوق هدف «البنك المركزي الأوروبي» البالغ اثنين في المائة خلال الآونة الأخيرة، فإن البيانات على مدار الأشهر المقبلة قد تكون متقلبة، مع توقعات تشير إلى انخفاض التضخم في النصف الثاني من العام؛ مما يتيح إمكانية تحقيق الهدف. وكان «البنك المركزي الأوروبي» قد خفض أسعار الفائدة 4 مرات في العام الماضي، وأعلن أن هدفه بات في متناول اليد، مما يفتح المجال لمزيد من تخفيف السياسات، رغم أن السرعة والتوقيت لا يزالان موضع نقاش.

وظل التضخم الأساسي، الذي يعدّ مؤشراً مهماً على استقرار نمو الأسعار، ثابتاً عند 2.7 في المائة، بينما تسارع مكون الخدمات؛ أكبر عنصر في سلة أسعار المستهلك، إلى 4 من 3.9 في المائة. إضافة إلى ذلك، أظهر مسح للمستهلكين من «المركزي الأوروبي» ارتفاعاً في توقعات التضخم للأمدين القريب والمتوسط، حيث رجحت الأرقام أن تبلغ 2.4 في المائة بعد 3 سنوات، وهو ما يتجاوز 2.1 في المائة بالمسح السابق وهدف «البنك المركزي الأوروبي».

ورغم ارتفاع التضخم في ديسمبر الماضي، الذي توقعته الأسواق بعد أن أظهرت بيانات من إسبانيا وألمانيا هذا الاتجاه، فإن رهانات خفض أسعار الفائدة لا تزال قائمة، مع توقعات بأن تخفَّض الفائدة في اجتماع 30 يناير (كانون الثاني) الحالي. ومع ذلك، لم يعد المستثمرون يتوقعون تخفيضات متواصلة في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل؛ إذ يرون فرصة بنسبة 50 في المائة لأن يتجنب «المركزي الأوروبي» الاجتماع في النصف الأول من العام. ومن المتوقع أن ينخفض سعر الفائدة على الودائع من 3 إلى 2 في المائة بحلول نهاية العام.

ويعود التحفظ في السوق إلى قوة الدولار الأخيرة، مما يزيد من تكلفة واردات السلع الأساسية، ويؤثر على الأسعار من خلال زيادة تكاليف الطاقة، بما في ذلك وقود السيارات. وقد يرتفع الدولار أكثر إذا نفذت الإدارة الأميركية الجديدة المقترحات بشأن التعريفات التجارية، وهو ما يُحتمل أن يُعدّ تأثيراً لمرة واحدة ولا يستدعي تغييرات في السياسة الاقتصادية.

وبشأن الاتجاهات الأساسية، فإنه حتى أكبر أعضاء «مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي» تشدداً يتفقون على أن التضخم تحت السيطرة إلى حد كبير، وأن الهدف في متناول اليد.

من ناحية أخرى، يظل النمو الاقتصادي في المنطقة ضعيفاً، وسوق العمل تتباطأ، وتشير البيانات إلى أن وتيرة التوظيف تتراجع بشكل كبير منذ أشهر عدة.