حالة ترقب بين ميليشيات طرابلس... واعتقال قيادي متطرف

السراج يتلقى دعوة لحضور القمة العربية... ومحاولة اغتيال استهدفت مسؤول التحقيق في شحنة أسلحة تركية

صورة وزّعها مكتب السراج لتلقيه في طرابلس أمس دعوة من الرئيس التونسي لحضور القمة العربية المقبلة (حكومة الوفاق الليبية)
صورة وزّعها مكتب السراج لتلقيه في طرابلس أمس دعوة من الرئيس التونسي لحضور القمة العربية المقبلة (حكومة الوفاق الليبية)
TT

حالة ترقب بين ميليشيات طرابلس... واعتقال قيادي متطرف

صورة وزّعها مكتب السراج لتلقيه في طرابلس أمس دعوة من الرئيس التونسي لحضور القمة العربية المقبلة (حكومة الوفاق الليبية)
صورة وزّعها مكتب السراج لتلقيه في طرابلس أمس دعوة من الرئيس التونسي لحضور القمة العربية المقبلة (حكومة الوفاق الليبية)

تلقى فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، دعوة رسمية، أمس، لحضور الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية التي ستعقد في 31 مارس (آذار) المقبل بتونس، التي تستعد أيضاً لاستضافة «الملتقى الليبي الجامع». وجاء ذلك في وقت يترقب الشارع الليبي المواجهة الصامتة بين الميليشيات المسلحة التي تهيمن على المدينة وبين فتحي باش أغا، وزير داخلية حكومة السراج.
وفيما بدا بمثابة سقوط لقيادات متطرفة في طرابلس ممن أدرجهم النائب العام الليبي مؤخراً على قوائمه للضبط والإحضار، قالت مصادر أمنية: إن قوة الردع الخاصة التابعة لحكومة السراج تمكنت من اعتقال عماد الغرياني المكنى «أبو الزبير»، وهو أحد قادة تنظيم «أنصار الشريعة» المتطرف في مدينة الزاوية، غرب العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن عملية الاعتقال تمت في مقر تابع للمدعو «أبو عبيدة الزاوي»، المطلوب كذلك من قبل مكتب النائب العام. وأفيد بأن الغرياني كان يحظى في الزاوية بحماية ما يسمى بـ«غرفة عمليات ثوار ليبيا» بزعامة الزاوي عقب سنتين من الفرار من مدينة سرت، شرق طرابلس.
وطبقاً لوسائل إعلام محلية، فإن الغرياني تولى منصب أمير منطقتي «الكيش والبركة» في وسط بنغازي بشرق البلاد إبان المواجهات ضد الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، قبل أن ينضم إلى تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، حيث كان مسؤولاً عن تجنيد العناصر الشابة وضمها إلى الجماعات الإرهابية، وساهم في تجنيد مقاتلين ليبيين شاركوا في نشاطات متطرفة خارج ليبيا، وبخاصة في لبنان، والعراق، والجزائر.
واعتبر موقع «المرصد» الإلكتروني الليبي المحلي، أنه باعتقال الغرياني تتلقى التنظيمات الإرهابية وبقاياها النشطة في غرب البلاد ضربة موجعة بعد الضربات القوية التي تعرضت لها في الشرق على أيدي قوات الجيش الليبي، وبخاصة في بنغازي ودرنة وأجدابيا.
وعلى خلفية حالة الترقب التي تسود بين ميليشيات طرابلس المسلحة وفتحي باش أغا، وزير الداخلية في حكومة السراج التي تدير العاصمة الليبية، انضمت ميليشيات «قوة الردع المشتركة - أبو سليم» إلى كتيبة «القوة الثامنة» المعروفة باسم «النواصي» في نفي علاقتها بالبيان المنسوب إلى «قوة حماية طرابلس» الذي تضمن رداً على تصريحات لأغا اتهم فيها الميليشيات بالسيطرة على القرارين السياسي والاقتصادي في البلاد.
واعتبرت الكتيبتان، وهما جزء من تحالف ميليشيات شكّل مؤخراً ما يعرف باسم «قوة حماية طرابلس»، أن البيان مزور ولا يمثلهما.
بدوره، التقى فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق، في طرابلس، أمس، رئيس الوزراء التونسي السابق الحبيب الصيد بصفته المبعوث الشخصي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي سلّمه دعوة رسمية لحضور القمة العربية المقبلة في تونس خلال شهر مارس المقبل.
وبحسب بيان لمكتب السراج، فقد نقل المسؤول التونسي تحيات الرئيس السبسي، كما ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الوضع السياسي في ليبيا.
وكان السراج قد شدد لدى لقائه أمس أيضاً وزير العمل والتأهيل المهدي الورضمي، وبحضور وزير المالية فرج أبو مطاري، على ضرورة إيلاء منطقة الجنوب أهمية قصوى في هذا المجال، والعمل على وضع سجل للباحثين عن العمل في هذه المنطقة وإيجاد فرص عمل لهم في إطار الخطة التي تبناها المجلس الرئاسي لإحداث تنمية مستدامة تساهم في حلحلة الاختناقات التي يعانيها الجنوب الليبي.
من جهته، أعلن فتحي باش أغا، وزير الداخلية في حكومة السراج، أنه ناقش مع عدد من عمداء البلديات بالمنطقة الجنوبية مساء أول من أمس الوضع الأمني بمنطقة الجنوب الليبي، وكيفية سير العمل داخل مديريات الأمن، مشيراً في بيان إلى أن الاجتماع تطرق أيضاً إلى بعض الصعوبات والعراقيل التي تواجه منطقة الجنوب وإيجاد الحلول الناجعة لحلحلتها.
من جانبها، قالت بعثة الأمم المتحدة، إن نائبة رئيسها للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، ناقشت مع ميلاد الطاهر، وزير الحكم المحلي في حكومة السراج، أوجه التعاون بين الأمم المتحدة والوزارة لتعزيز دور البلديات والسلطات المحلية في ليبيا، كما شددت على ضرورة توفير الدعم للبلديات، وبخاصة في الجنوب الليبي.
وكان ملف الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد على طاولة الاجتماع الذي عقده أمس عماد السائح، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، مع المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقراً له.
وقال السائح: إن هناك خطوات كبيرة تم إنجازها على مسار هذه العملية، و«ننتظر تحديد موعد التنفيذ خلال ستين يوما وفقا لما يقتضيه القانون»، لافتاً إلى أن هناك حاجة إلى إجراء تعديلات على القانون لتمكين المفوضية من تنظيم عملية الاستفتاء على الدستور وفق الأعراف الدولية. وقال: «تواصلنا مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني وطلبنا تخصيص ميزانية بقيمة أربعين مليون دينار، كما تواصلنا مع جهات أخرى استعداداً لهذا الاستحقاق الدستوري». واعتبر أن الهدف «وضع ليبيا على المسار الدستوري وتحقيق الاستقرار والأمان» لهذه الدولة.
وقال عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب: إن السائح أبلغه بأن مفوضية الانتخابات أنهت نحو 90 في المائة من المهام الموكلة إليها، مشيراً إلى أن المفوضية تحتاج إلى موافقة السراج على ميزانية مالية مخصصة لإجراء الاستفتاء المرتقب بقيمة 40 مليون دينار ليبي.
إلى ذلك، أكدت مصادر إعلامية وأمنية، نجاة المسؤول عن التحقيق في قضية شحنة الأسلحة التركية المهربة إلى ليبيا عبر ميناء مدينة الخُمس من محاولة اغتيال جرت أول من أمس شرق المدينة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني قوله: إن النقيب طارق زريقيط المكلف من قبل جهاز مكافحة جمارك الخمس، التحقيق في هذه القضية، تعرّض لعملية اعتراض لسيارته من قِبل أربعة مسلحين بينما كان متجهاً من مقره في مدينة زليتن إلى مكان عمله في ميناء الخمس. وتولى زريقيط التحقيقات في شحنة مثيرة للجدل اتهمت بموجبها سلطات شرق ليبيا تركيا بإرسال سفن تحمل مواد متفجرة وأسلحة إلى المتطرفين.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.