آل جابر: لن نسمح بتحول الحوثيين إلى «حزب الله»

TT

آل جابر: لن نسمح بتحول الحوثيين إلى «حزب الله»

أكد محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن، أن الميليشيات الحوثية الانقلابية أمام اختبار حقيقي، وهو تطبيق اتفاق استكهولوم الذي رعته الأمم المتحدة الشهر الماضي، مشدداً على أن الجميع ينتظر انسحاب الميليشيات من ميناء ومدينة الحديدة قريباً.
وأوضح آل جابر أن السعودية تؤيد الحل السياسي في اليمن، وتدعم ذلك منذ عام 2011 عندما قدمت المبادرة الخليجية لتسليم السلطة سلمياً، ثم الحوار الوطني الشامل، في الوقت نفسه حذر السفير السعودي من أن المملكة لن تسمح باستنساخ «حزب الله» على حدودها الجنوبية، أو أن يتحول اليمن إلى صومال جديدة.
وقال على هامش ندوة عقدت البارحة ضمن «حوار الجنادرية» تحت عنوان «مستقبل اليمن، الإنسان والتنمية»، «نأمل أن تنجح المسارات السياسية، ونؤمن أن العملية السياسية هي الحل، عندما ينصاع الحوثي للحديث مع الأطراف اليمنية نحن ندعم السلام، يجب أن تكون هناك دولة، ولن نسمح بوجود حوثي على غرار (حزب الله)، ولن نسمح بتحول اليمن إلى صومال».
وبشأن تنصل الحوثيين من اتفاق استكهولوم والمماطلة في تطبيقه، أشار محمد آل جابر إلى أن «الحوثيين معروفون بانقلابهم على كل الاتفاقيات، وهناك أكثر من 70 اتفاقاً وقعوها ولم ينفذوها. نحن أمام عصابة وجماعة إرهابية. هناك ضغوط عسكرية تمت وضغوط مورست على الانقلابيين للعودة إلى الحوار السياسي، (...) الحوثي الآن أمام اختبار حقيقي عليه الانسحاب وتسليم الموانئ والحديدة وعودة الأمور لسلطة الشرعية، وهذا ما ننتظره ونرجو أن يكون قريباً».
وتابع: «الميليشيات الحوثية دمرت الآمال والدولة والنسيج الاجتماعي اليمني والمنظومة العسكرية والأمنية. (عاصفة الحزم) ستنتهي بيمن آمن ومستقر يعمل بمساعدة من أشقائه في المملكة والخليج والمجتمع الدولي، وهذا يحتاج حلاً سياسياً بين جميع الأطراف ينهي الأزمة الحالية ويعيد الحياة للشعب، وسيكون برنامج التنمية وإعادة الإعمار أحد البرامج الرئيسية».
وأكد آل جابر أن «الإنسان اليمني سيكون محور التنمية وهدفها في الفترة المقبلة، ورغم الظروف الصعبة التي تواجه اليمن إلا أنه بجهود الشرعية وأبناء اليمن والمجتمع الدولي لإعمار اليمن، السعودية ستكون أكبر المانحين».
واتهم السفير السعودي، الميليشيات الحوثية، بتدمير اليمن ومؤسسات الدولة تنفيذاً لأجندات خارجية من النظام الإيراني، وذلك للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب، وقال: «بعد أن سيطرت الميليشيات على صنعاء لم تتجه إلى مأرب القريبة، التي تحوي منشآت النفط والغاز، بل توجهت مباشرة إلى عدن البعيدة، وذلك بأوامر إيرانية للسيطرة على باب المندب الاستراتيجي، ثم بدأ تدفق (الحرس الثوري) عبر (طيران ماهان)، وتم إجراء مناورات عسكرية على الحدود السعودية».
بدوره، تحدث العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي، بأن الأوضاع في اليمن تأثرت بثلاثة عوامل تاريخية؛ الأول هو النظام العالمي، ثم وجود دول تدعم الإرهاب، والعامل الثالث هو الداخل اليمني والوضع السياسي والاقتصادي.
وشدد المالكي على أن استقرار اليمن أمنياً وعسكرياً هو استقرار للسعودية والخليج والنظام العالمي، وأضاف: «الهدف الاستراتيجي هو إعادة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. لا يوجد في التاريخ العسكري جماعة إرهابية حصلت على قدرات باليستية».
وفي تعليقه على بعض التقارير الصحافية التي تحدثت عن تجنيد التحالف للأطفال، رفض العقيد المالكي تلك التقارير جملة وتفصيلاً، وقال: «نرفض تلك الادعاءات والمزاعم، التحالف لديه سياسة ثابتة منذ بداية العمليات العسكرية عبر تطبيق القانون الدولي والإنساني (...) لا يوجد أي مجند في القوات السودانية أو أعضاء التحالف أو أي مشاركة أقل من 18 سنة».
إلى ذلك، أوضح الدكتور نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أن اليمن كان نقطة لكل من يريد استهداف السعودية والخليج، وأن المملكة ركزت على دعم الدولة اليمنية الأمني والتنموي ودعم تكتلات اجتماعية على أن تكون منضوية تحت الدولة اليمنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.