سعوديات يؤسسن مشروعاتهن الاستثمارية بأفكار مبتكرة

إحداهن تحوّل فائض الأطعمة إلى «سماد» وأخرى تستثمر في ملابس «بروفشنال»

TT

سعوديات يؤسسن مشروعاتهن الاستثمارية بأفكار مبتكرة

نجحت مستثمرات سعوديات في الخروج من بوتقة المشروعات التقليدية والاستثمار في مجالات جديدة، مستفيدات من تسهيلات الحكومة السعودية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وعرضت سعوديتان تجربتيهما مع الاستثمار خلال لقاء بعنوان «ملهمات 2018» في الخبر، وقالت وعد أبو نيان، عضو مجلس شابات أعمال المنطقة الشرقية عضو مجلس إدارة ومستثمر في مشروع «أوفر» المختص بإعادة تدوير فائض الأطعمة وتحويلها إلى أسمدة عضوية: «(أوفر) يهتم بإعادة تدوير فائض الأطعمة وحفظ النعمة، وبدأت القصة حين أردنا أن نبتكر مشروعاً استثمارياً جديداً وله قيمة داخل المملكة».
مشيرة إلى أن أول ما يخطر في البال عادة عند سماع إعادة التدوير هو المتعلق بالبلاستيك والورق في ظل حداثة فكرة تدوير فائض الأطعمة.
وأضافت: إن كثيراً من فائض الأطعمة يذهب إلى المرادم، في حين أن بالإمكان الاستفادة منه ليكون ذا قيمة وفي الوقت ذاته صديقاً للبيئة.
وعن جدوى فائض الأطعمة المهدر، أوضحت أبو نيان، أن مشروع «أوفر» سعى إلى تعزيز التنمية الزراعية في السعودية من خلال توفير سماد عضوي مصنع محلياً بدلاً من استيراده من الخارج بمبالغ عالية، وذلك من خلال تمكين الأفراد والجهات المهتمة بالأغذية من امتلاك آلات من شأنها تحويل فائض الأطعمة إلى سماد عضوي، يستفاد منه في الزراعة أو إعادة البيع للمزارعين.
إلا أن الصعوبة ربما تكمن في إقناع السعوديين بهذه الفكرة الجديدة، وهنا ذكرت أبو نيان، أنه لم يكن هدف المشروع في البداية بيع آلات إعادة التدوير، بل توعية الناس. وتابعت: «بدأت بورش توعوية، وفي عام 2016 لمسنا تغيراً في وعي الناس، ومع (رؤية المملكة 2030) زاد الوعي بأهمية هذه الفكرة».
وشددت على أهمية الخروج من قالب المشروعات التقليدية والمكررة. وتابعت: «لا بد أن يكون للمشروع إضافة قيمة على الاقتصاد الوطني، ولو كان المشروع مكرراً فمن المهم أن يحمل رسالة تفيد المجتمع وتخدم عجلة التنمية».
وتتفق معها سيدة الأعمال دينا الفارس، مؤسسة «قمرة» نائب رئيس مجلس سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية، التي شاركت في اللقاء من خلال التعريف بتجربتها في الاستثمار.
الفارس أسست العلامة التجارية «قمرة» التي تختص بتصنيع ملابس السيدات العاملات، أو ما يُعرف بأزياء «بروفشينال»، بحيث يرتدين زياً مناسباً لبيئة العمل السعودية.
وأوضحت الفارس، أنها كانت تفكر خلال مشوارها في الأعمال الإدارية بكيفية الحفاظ على أنوثة المرأة وفي الوقت ذاته إيجاد لباس عملي مناسب ومحتشم.
وقالت: «وجدت أن كثيراً من الفتيات مضطرات إلى ارتداء العباءات طيلة الوقت أو يفضلن العمل في مكان للسيدات فقط، ولاهتمام السعوديات باللباس والأناقة لمست الحاجة إلى إيجاد ملابس تناسب المرأة العاملة وتلبي حاجتها للأناقة وتحاكي أسلوبها بشكل عصري».
وتطرقت إلى أن ماركات عالمية تهتم بذلك، لكن السعوديات أعلم بالزي الذي تفضله المرأة السعودية، مشيرة إلى أن مشروعها يتضمن كذلك تحسين بيئة العمل السعودية، وإيجاد قواعد لإتيكيت التعامل المهني.
وبيّنت أنها حاولت من خلال «قمرة» أن تكون منصة للتواصل بين السيدات، وإعطاءهم أدوات لكيفية الجلوس في الاجتماعات والحضور إلى العمل والتعامل مع زملاءهم الإناث والذكور.
وعن الآلية الفعلية لنشر هذه الأفكار، أوضحت الفارس، أن ذلك يكون من خلال المحاضرات والاستشارات الشخصية والورش التفاعلية، وكذلك عن طريق حملة بالتعاون مع علامتين تجاريتين.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.