الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين يتضاعف 3 مرات

TT

الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين يتضاعف 3 مرات

في وقت تتسع فيه دائرة الاعتقالات في صفوف تنظيم إرهابي يهودي جديد إلى 5 أشخاص، تبين أن بعض أعضائه متورط في قتل الفلسطينية عائشة رابي وجرح زوجها، جراء رشق سيارتهما بالحجارة، كُشف النقاب عن آخر إحصاءات الشرطة، التي أوضحت أن عدد الاعتداءات اليهودية على فلسطينيين تضاعف أكثر من 3 مرات، من 140 اعتداء في 2017، إلى أكثر من 450 في 2018.
ويحظى هذا النشاط الإرهابي بتشجيع كبير من القيادات السياسية اليمينية المتطرفة، إذ تظاهر أكثر من 600 من قادتهم الميدانيين ورؤسائهم الروحيين، أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء أول من أمس، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين «ووقف الضغوط الجسدية والتعذيب والتنكيل بهم خلال تحقيقات المخابرات». وخلال بحث محكمة أمس في تمديد اعتقال المشتبه بانتمائهم إلى المنظمة الإرهابية، تظاهر مئات من نشطاء اليمين أمام المحكمة وراحوا يطلقون الصافرات للتشويش عليها، وراح محامي الدفاع عنهم أيتان بن جبير، وهو نفسه كان ذات مرة متهماً بقضايا إرهاب، يهاجم المخابرات ويتهمها بالتنكيل والتعذيب لسحب اعترافات بالقوة منهم. وكان «شاباك» (جهاز الأمن العام في إسرائيل) اعتقل 3 فتية قاصرين يتعلمون في مدرسة دينية في مستوطنة في شمال الضفة الغربية المحتلة، في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ثم أوقف اثنين آخرين، أول من أمس، بشبهة الضلوع في قتل عائشة رابي قبل 3 أشهر وجرح زوجها، بحسب ما سُمح بنشره أمس. وكشف «شاباك» عن أنه «بعد 24 ساعة من رشق سيارة عائلة رابي بالحجارة، سافر نشطاء من اليمين المتطرف من مستوطنة يتسهار إلى المدرسة الدينية برحليم، وذلك بهدف إرشاد الفتية الذين يتعلمون في المدرسة اليهودية إلى كيفية مواجهة تحقيقات شاباك»، فيما تم الإبقاء على حظر نشر تفاصيل إضافية من ملف التحقيق، ويشمل أمر حظر النشر تفاصيل وهوية الفتية المعتقلين. وتعقيباً على الانتقادات الموجهة من قبل مجموعات من المستوطنين للتحقيقات مع الفتية، قال جهاز الأمن إن «مزاعم إخضاع الفتية للتحقيق بشكل يتعارض والقوانين المعمول بها، لا أساس لها وعارية عن الصحة، بحيث تهدف هذه الانتقادات لحرف الأنظار عن الشبهات التي تنسب إلى الفتية». وأضاف أن «هذه الانتقادات تهدف إلى تقويض شرعية (شاباك)، لكنها لن تمنعه عن مواصلة النشاط لمكافحة الإرهاب، وضمن ذلك الإرهاب اليهودي». وقال إنه أحبط خلال العام الماضي «مئات العمليات في الضفة الغربية، وضمنها عمليات إرهابية خططت لها مجموعات من اليهود». وأظهرت معطيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ارتفاعاً حاداً في جرائم الكراهية التي ترتكبها العصابات الإرهابية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة من 140 عملية في 2017 إلى 450 في 2018. وحذّرت الأجهزة من أن «السكوت سيتيح ترجمة هذه الاعتداءات إلى جرائم مثيلة بـ(محرقة دوما)» التي راح ضحيتها 3 من أفراد عائلة دوابشة الفلسطينية في نابلس في يوليو (تموز) 2015. ووفقاً لمعلومات المخابرات، فإن معظم الجرائم التي رُصدت العام الماضي، وقعت في محيط مستوطنة «يتسهار» في منطقة نابلس. ونقل عن مصدر أمني تأكيده على تصاعد، جرائم ناشطي اليمين؛ خصوصاً ما يطلق عليهم «شبيبة التلال»، وسط تحذيرات جهات أمنية إسرائيلية من التصعيد في الضفة الغربية المحتلة على ضوء هذه الجرائم.
ونسب المصدر الأمني تلاشي ردع منظمة «شبيبة التلال» وغيرها من عصابات «تدفيع الثمن» إلى قضاء الاحتلال، مشيراً إلى أن المحاكم الإسرائيلية «رفضت خلال العام الماضي تمديد اعتقال ناشطي اليمين المتطرف وطلبات استصدار أوامر إبعاد عن الضفة الغربية لنشطاء من المستوطنين، ما يحفز (شبيبة التلال) على مواصلة أعمالهم العدائية، ويؤدي إلى تآكل حالة الردع».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.