الجزائر تدافع عن «مقاربتها الأمنية» في ترحيل عرب

وزير الداخلية: نخشى أن يصبح بلدنا عرضة لحروب أجنبية خلال سنوات

TT

الجزائر تدافع عن «مقاربتها الأمنية» في ترحيل عرب

بينما تتعرض الجزائر لضغط شديد حالياً من طرف تنظيمات حقوقية دولية، بسبب ترحيل عشرات اللاجئين السوريين وبعض الأقليات العربية، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رئيس الوزراء أحمد أويحيى، أن بلاده رفضت طلبا من الاتحاد الأوروبي يتعلق بإقامة «مراكز إيواء مؤقتة» للمهاجرين السوريين على أراضيها.
وقال حسن قسيمي، مدير الهجرة بوزارة الداخلية، في تصريحات لعدة وسائل إعلام محلية أمس، إن «الجزائر تتمسك بموقفها من قضية الرعايا العرب، الذين رحلتهم منذ أيام إلى النيجر، فهؤلاء محل شبهة انتماء إلى جماعات إرهابية، ويشكلون خطرا على أمنها». ورفض قاسيمي الرد على تنظيمات حقوقية أجنبية ومحلية، عبرت عن استيائها من طرد عشرات السوريين والفلسطينيين واليمنيين، على أساس أنهم تنقلوا إلى الجزائر هربا من الاضطرابات، التي تعيشها بلدانهم، وطلبا للأمن والحماية.
وكان قاسيمي قد صرح مطلع الأسبوع بأن المرحلين «محل شكوك بكونهم مناضلين إسلاميين، وعلى هذا الأساس، تعتقد السلطات أنهم يشكلون خطرا على أمنها، ومن حقها إذن إبعادهم». مبرزا أن الجزائر «احتضنت 50 ألف سوري خلال السنوات الأخيرة لأسباب إنسانية. لكن لا يمكننا استقبال أعضاء جماعات مسلحة، فارين من سوريا عندما يتعلق الأمر بأمننا».
وبحسب المسؤول نفسه، فإن الجزائر تواجه «شبكة إجرامية، ويتعين علينا أن نكون على أعلى درجة من اليقظة لكي لا نسمح لهم بدخول الجزائر».
ويوجد وزير الداخلية نور الدين بدوي منذ يومين بأقصى الجنوب، حيث شهدت المنطقة اعتقال وسجن 53 سوريا ويمنيا وفلسطينيا، دخلوا منذ شهرين من الحدود النيجرية. وشدد الوزير في تصريحات للصحافة أمس على أن الجزائر «لن تتردد في استعمال كل الوسائل لحماية أمنها». ونقل عن الوزير قوله أيضا: «لو فتحنا حدودنا على مصراعيها، فسيتوافد علينا الملايين في غضون سنوات قليلة، وسيكون بلدنا حينها عرضة لصراعات طائفية وحروب لا علاقة لنا بها، ولهذا السبب تحركت أجهزتنا الأمنية مبكرا لمنع الخطر الذي يحدق بنا».
ونشرت وكالة الأنباء الحكومية أمس تقريرا عن الهجرة السرية، د فاعا عن مقاربة الحكومة لهذه الظاهرة. ونقلت على لسان أويحيى أن الاتحاد الأوروبي «اقترح علينا نهاية يونيو (حزيران) الماضي إقامة مراكز لمعالجة طلبات اللجوء في بلدان شمال أفريقيا. غير أننا رفضنا ذلك، كما رفضته بلدان شمال أفريقيا التي لا تريد أن تؤدي الدور، الذي ينبغي أن تقوم به دول شمال المتوسط، وهو منع اللاجئين والمهاجرين الذين يتحدرون من بلدان الساحل من الوصول إليها».
وقال أويحيى أيضا إن «بلدان جنوب المتوسط تدعو أوروبا إلى معالجة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، وهي اقتصادية وأمنية أساسا. كما تدعوها إلى تعاون أكبر لوقف التدفقات الكبيرة للمهاجرين إلى شمال أفريقيا، حتى لا يصلوا إلى جنوب أوروبا».
وبحسب وكالة الأنباء الحكومية فإنه «في الوقت الذي يبقى فيه النقاش مفتوحا حول هذه الظاهرة، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة (165 بلدا) في مرحلة أولى، بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبأغلبية كبيرة على الميثاق العالمي للهجرة، الموجه لدعم التعاون الدولي من أجل هجرة آمنة ونظامية ومنتظمة».وتهدف هذه الوثيقة غير الملزمة إلى تعزيز التعاون المتعلق بالهجرة العالمية في جميع جوانبها. أما البلدان التي رفضت الميثاق فقد أكدت أنها تريد المحافظة على تسيير محلي لتدفقات الهجرة.
وفيما يشبه التأكيد على أن الجزائر ليست محطة لغالبية المهاجرين السريين، الذين يتنقلون إلى أوروبا من الساحل، أفادت الوكالة بأن «أكثر من 113482 مهاجرا ولاجئا، تمكنوا من الوصول بشكل غير قانوني إلى السواحل الأوروبية في سنة 2018 عبر طريقين رئيسيين: الأول غربي عن طريق المغرب نحو إسبانيا، والثاني شرقي انطلاقا من ليبيا نحو إيطاليا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.