جدل حاد في الجزائر بعد تهديد الجيش لضباط متقاعدين

طالبوا بالوقوف ضد ترشح بوتفليقة إذا أبدى رغبة في تمديد حكمه

TT

جدل حاد في الجزائر بعد تهديد الجيش لضباط متقاعدين

خلف الهجوم الحاد الذي شنه الجيش الجزائري ضد ضباط متقاعدين «تجاوزوا حدود واجب التحفظ»، هزات ارتدادية داخل الأحزاب السياسية ومرشحين لانتخابات الرئاسة. فيما توقع مراقبون عودة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش، إلى الجدل المثير حول علاقة الجيش بالانتخابات بمناسبة نزوله اليوم إلى «الناحية العسكرية الثانية» غرب البلاد.
وقالت لويزة حنون، مرشحة اليسار لرئاسية 2019، أمس، بالعاصمة خلال لقاء بكوادر «حزب العمال» الذي ترأسه، إن وزارة الدفاع «ورطت الجيش في السياسة»، في إشارة إلى ما نشرته «مجلة الجيش»، لسان حال وزارة الدفاع في عدد الشهر الحالي، حول خوض عدد من الضباط المتقاعدين في الرئاسية، ودعوة بعضهم قايد صالح إلى الوقوف ضد ترشح بوتفليقة، إذا أبدى رغبة في تمديد حكمه. ورفضت حنون بنفس المناسبة مطالب أحزاب موالية للرئيس تأجيل موعد الانتخابات، المرتقب دستوريا في أبريل (نيسان) المقبل.
من جهته، قال فوزي رباعين، مرشح رئاسية 2014، في مؤتمر صحافي أمس بالعاصمة، إن انتخابات العام الحالي «لن تكون لا نزيهة ولا ذات مصداقية، إذا لم يلتزم الجيش بحياد فعلي في الاستحقاق». مشيرا إلى أن رجال العسكر «لم يكونوا محايدين في أي موعد انتخابي منذ الاستقلال».
بدوره، عبر الإسلامي عبد الله جاب الله، رئيس «جبهة العدالة والتنمية»، أمس، لصحافيين عن نفس الموقف، مطالبا الجيش بـ«الابتعاد عن السياسة»، كما طالب بـ«إصلاحات دستورية حقيقية، فمن دونها لن تشهد البلاد انتخابات نزيهة، ومن دونها سيظل الجيش هو اللاعب الأساسي في الاستحقاقات».
وجاء في النشرة العسكرية أن «الإنجازات التي حققها الجيش، في 2018، وعلى كل الأصعدة، لم ترق لبعض ألعابثين ضيقي الأفق، الذين دُفعوا من طرف بعض الجهات المريبة لتقمص أدوار تفوق كفاءاتهم دون أدنى احترام لمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية». وذكرت أيضا أن «هؤلاء أدلوا بدلوهم في كل المواضيع، كالانتخابات الرئاسية المقبلة، وإتاحة الفرصة للشباب للوصول إلى مناصب المسؤولية في الجيش، ودعوة نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إلى تحمل مسؤوليته في تعزيز المكتسبات الديمقراطية. والتشدق بالبراغماتية والواقعية، ومحاولة تقزيم المكاسب الأمنية، والكثير من المواضيع والمسائل التي لا يفقهون فيها».
وكانت المجلة تقصد، ضمنا، اللواء المتقاعد علي لغديري، الذي صرح لصحيفة محلية بأن قايد صالح «الذي أعرفه لا يمكنه أن يقبل بانحراف المسار الديمقراطي عن مساره»، وناشده «منع الرئيس الترشح لولاية خامسة». ويتوقع مراقبون أن يعود رئيس أركان الجيش إلى هذا الموضوع اليوم عندما يلتقي بالكوادر العسكريين بـ«الناحية العسكرية الثانية»، حيث «سيؤدي زيارة عمل تدوم ثلاثة أيام»، بحسب ما نشرته وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني.
وقبل ذلك بأسبوع، قال صالح مهاجما خصومه: «إن هؤلاء خانهم حس التقدير والرصانة، وهم يدّعون حمل رسالة ودور ليسوا أهلا لهما، ويخوضون دون حرج ولا ضمير في ترّهات وخرافات، تنبع من نرجسية مرضية تدفعهم لحد الادعاء بالمعرفة الجيدة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وبقدرتهم على استقراء موقفها تجاه الانتخابات الرئاسية». وفهم من كلامه أنه سيدعم بوتفليقة إذا أراد البقاء في الحكم.
والحقيقة أن «أفضال» الرئيس على صالح كبيرة، حيث عينه رئيسا لأركان الجيش عام 2004 بعد عزل الجنرال محمد العماري. وبعدها بسنوات منحه منصبا سياسيا، إذ جعله نائبا لوزير الدفاع. ولا يتردد صالح كلما سنحت له الفرصة في الثناء على القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الرئيس بوتفليقة.
والشائع أن الجيش هو من رشح بوتفليقة للحكم عام 1999، وظل يدعمه طيلة 19 سنة من وجوده في السلطة. وكان وراء إقالة الرئيس الشاذلي بن جديد عام 1992، كرد فعل على اكتساح الإسلاميين انتخابات البرلمان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.