11.7 مليمتر قد تحدد مصير ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز

كلوب مطالَب بإعادة الثقة سريعاً للاعبيه للإبقاء على حظوظ فريقه في انتزاع اللقب الغائب منذ 28 عاماً

ستونز مدافع سيتي ينقذ الكرة التي سددها ماني من على خط المرمى
ستونز مدافع سيتي ينقذ الكرة التي سددها ماني من على خط المرمى
TT

11.7 مليمتر قد تحدد مصير ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز

ستونز مدافع سيتي ينقذ الكرة التي سددها ماني من على خط المرمى
ستونز مدافع سيتي ينقذ الكرة التي سددها ماني من على خط المرمى

خسر ليفربول، الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، أمام ملاحقه مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد يوم الخميس الماضي بهدفين مقابل هدف وحيد، وهو ما يعني تقليل الفارق بين الناديين إلى أربع نقاط فقط. وبعد نهاية المباراة، كانت هناك حالة من الجدل بشأن الكرة التي سددها اللاعب السنغالي ساديو ماني واصطدمت بالقائم لترتد وتصطدم مرة أخرى بلاعبي مانشستر سيتي قبل أن يُخرجها أحد لاعبي سيتي وهي في طريقها إلى داخل الشباك. وقد أشارت التكنولوجيا الخاصة بخط المرمى إلى أن الكرة كانت على بُعد 11.7 مليمتر فقط من تجاوز خط المرمى بالكامل.
وبسبب هذه الـ11.7 مليمتر، خسر ليفربول المباراة وربما تكون السبب أيضاً في خسارة الفريق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي يذكّرنا بسقوط جيرارد أمام تشيلسي وتسببه في هدف في مرمى فريقه، لكي يُهدي اللقب لمانشستر سيتي أيضاً. وإذا ما وضعنا في الاعتبار عدم فوز ليفربول ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة لأسباب مختلفة، فإن ما حدث أمام مانشستر سيتي وعدم احتساب الكرة هدفاً بسبب 11.7 مليمتر قد يضع ضغوطاً هائلة على لاعبي الفريق وعلى الجمهور الذي بات يشعر بأن سوء حظ غريباً يلازم النادي ويمنعه من الحصول على البطولات.
ومع ذلك، لا يزال ليفربول متصدراً لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق أربع نقاط، وهي الحقيقة التي أصر المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، على تأكيدها عقب نهاية المباراة.
وقال كلوب: «أؤمن بهذه المجموعة من اللاعبين أكثر مما تتخيلوا. كنت على استعداد لدفع أي مبلغ من المال لو أبلغني أي شخص أنني بعد المباراتين ضد سيتي سأتفوق عليه بأربع نقاط. كنت أعتقد أن هذا ليس ممكناً. لو فزنا باللقب في خمسة من آخر عشرة مواسم لكان الأمر مختلفاً. لا نملك هذه الخبرة. ما زلنا في موقف جيد وأنا سعيد للغاية».
وأضاف: «كنت أعلم أن سيتي يستطيع الفوز علينا وهذا ليس أمراً جديداً. فاز علينا 5 - صفر في الموسم الماضي. الأمر لا يتعلق بالتفوق النفسي لطرف أو لآخر. لم نكن محظوظين فقط».
وتجب الإشارة هنا إلى أنه مهما يكون الفريق منظماً ويضع في حساباته كل صغيرة وكبيرة، فقد يلعب الحظ دوراً كبيراً في تحديد نتيجة المباراة، والدليل على ذلك أن تسديدة ساديو ماني قد اصطدمت بالقائم ولم تدخل المرمى، في حين اصطدمت تسديدة ليروي ساني بالقائم ودخلت المرمى وكانت هدف الفوز الذي منح سيتي نقاط المباراة الثلاثة.
وفي الحقيقة، يمكن أن تتسبب هذه الـ11.7 مليمتر في إحباط شديد للاعبي وجمهور ليفربول، إذا ما وضعنا في الاعتبار عدم نجاح النادي في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 29 عاماً، وهو الأمر الذي سيضع ضغوطاً هائلة ولا تُحتمل على لاعبي الفريق. وبالتالي، يواجه كلوب اختباراً قوياً للغاية في ما يتعلق بكيفية نجاحه في تحفيز لاعبيه ومساعدتهم من الناحية النفسية على تجاوز تداعيات ما حدث.
ويجب التأكيد مرة أخرى أن ليفربول قد سبّب مشكلات كبيرة لمانشستر سيتي في هذه المباراة بسبب سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة. وبدا لاعبو مانشستر سيتي لا يشعرون بالراحة، وهو الأمر الذي انعكس على معدل التمريرات الصحيحة الذي انخفض إلى 80.8%، بعدما كان 88.7% في المتوسط خلال الموسم الحالي. وقد تكرر هذا الأمر مع مانشستر سيتي في المباريات الأخيرة، حيث رأينا الفريق يعاني بنفس الشكل أمام ساوثهامبتون الأسبوع الماضي. وبطريقة مختلفة بعض الشيء، أثبت ليستر سيتي وكريستال بالاس أنه يمكن التغلب على مانشستر سيتي. صحيح أن الأمر يحمل قدراً كبيراً من المغامرة عندما تهاجم أمام مانشستر سيتي لأنه قادر على استغلال المساحات الخالية في خط دفاع الفريق المنافس، بالشكل الذي رأيناه في هدف ساني في مرمى ليفربول والذي جاء من تحول سريع من الخلف إلى الأمام، لكنّ الهجوم على مانشستر سيتي يُظهر نقاط الضعف الواضحة في خط دفاع الفريق.
وربما يكون «الإحباط التكتيكي» الذي عانى منه ليفربول، إن جاز التعبير، قد ظهر في بداية الشوط الثاني عندما أصبح يتعين على الفريق أن يهاجم من أجل إدراك هدف التعادل، حيث كان من الواضح للغاية أن ثلاثي خط الوسط، جوردان هيندرسون وجيمس ميلنر وجورجينيو فينالدوم، يفتقرون للإبداع، وهو الأمر الذي عانى منه الفريق أيضاً في الشوط الثاني من المباراة التي خسرها أمام باريس سان جيرمان على ملعب «حديقة الأمراء» في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وعندما غيَّر ليفربول طريقة اللعب إلى 4 - 2 - 3 - 1 تمكّن من فتح ثغرات في دفاعات مانشستر سيتي، وربما يكون السبب في ذلك هو أن فيرناندينيو قد وجد نفسه فجأة وبشكل مباشر أمام روبرتو فيرمينيو، كما أن محمد صلاح قد تحرك للعمق بشكل أكبر بعيداً عن طرف الملعب الذي كان يواجه فيه مراقبة قوية من إيمريك لابورتي، الذي فضل جوسيب غوارديولا الدفع به في مركز الظهير الأيسر وقام بعمل جيد وأوقف خطورة صلاح.
ومرة أخرى كان الدرس واضحاً لأي فريق يلعب أمام مانشستر سيتي وهو أنه إذا كنت تريد أن تغامر وتهاجم فيجب عليك أن تضع مهاجماً صريحاً أمام فيرناندينيو، لأن ذلك الأمر يسبب ارتباكاً شديداً للطريقة التي يلعب بها مانشستر سيتي.
ويجب الإشارة إلى أن مانشستر سيتي ليس الفريق الذي لا يُقهر، ويعاني من العديد من نقاط الضعف الواضحة. لكن الفارق بينه وبين ليفربول قد انخفض إلى أربع نقاط، وهو ما يعطي حافزاً كبيراً لمانشستر سيتي ويضع ضغوطاً كبيرة على ليفربول. وفي المقابل، لا يزال ليفربول متصدراً جدول الترتيب بفضل النتائج الاستثنائية التي حققها في شهر ديسمبر (كانون الأول). ولا يزال فارق النقاط الأربع أمراً جيداً للغاية لليفربول، لكن كما قال المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، فإن المشكلة لا تكمن في خسارة مباراة لكنها تكمن في رد الفعل بعد الخسارة.
ويتعرض أفضل الفرق للخسارة في كرة القدم، وربما بنتائج كبيرة. وبالتالي، فإن ما يتعين على كلوب القيام به الآن هو أن يثبت أن الـ11.7 مليمتر لن تسبب أي مشكلة لفريقه، ويساعد لاعبيه على تجاوز هذا الأمر من الناحية النفسية، لأن المشكلة الأبدية التي تواجه ليفربول هي تلك الفجوة بين الطموح والحقيقة.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».