هيغيربيرغ: حصولي على جائزة أفضل لاعبة في العالم انتصار للسيدات

سجلت 300 هدف خلال مسيرتها وحصلت على أربعة ألقاب للدوري الفرنسي وأبطال أوروبا ثلاث مرات

هيغيربيرغ خلال تتويجها بجائزة أفضل لاعبة في العالم (رويترز)
هيغيربيرغ خلال تتويجها بجائزة أفضل لاعبة في العالم (رويترز)
TT

هيغيربيرغ: حصولي على جائزة أفضل لاعبة في العالم انتصار للسيدات

هيغيربيرغ خلال تتويجها بجائزة أفضل لاعبة في العالم (رويترز)
هيغيربيرغ خلال تتويجها بجائزة أفضل لاعبة في العالم (رويترز)

أشارت اللاعبة النرويجية آدا هيغيربيرغ إلى أنها تريد أن يتذكرها الجميع باعتبارها أول سيدة تفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة كرة قدم في العالم، بعد أن أفسد مقدم الحفل لحظة حصولها على أفضل جائزة فردية في عالم الساحرة المستديرة، عندما سألها عما إذا كان يمكنها تقديم رقصة تويرك على المسرح.
وقالت اللاعبة النرويجية البالغة من العمر 23 عاماً: «لقد خرجت الأمور عن السيطرة، وأريد أن يكون الاهتمام بتلك اللحظة التاريخية التي حصلت فيها على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعبة في العالم، وما يعنيه ذلك بالنسبة لي».
لقد تجمع عظماء كرة القدم في العالم في العاصمة الفرنسية باريس لتتويج ملك جديد على عرش اللعبة واختيار اللاعب الأفضل في العالم، وشهد حفل هذا العام أمراً لم يحدث على مدار تاريخ الجائزة التي انطلقت قبل 62 عاماً، وهو اختيار أفضل لاعبة كرة قدم في العالم.
وبعدما هيمن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وغريمه التقليدي كريستيانو رونالدو على جائزة أفضل لاعب في العالم على مدار السنوات العشرة الماضية، جاء النجم الكرواتي لوكا مودريتش، الذي قاد منتخب بلاده للوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2018 بروسيا، ليكسر هذا الاحتكار ويحصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في عالم كرة القدم لعام 2018.
وشهدت الحقبة الجديدة أيضاً منح جائزة أفضل لاعبة كرة قدم في العالم لنجمة المنتخب النرويجي ونادي أولمبيك ليون الفرنسي آدا هيغيربيرغ، التي سجلت خلال مسيرتها الكروية ما يقرب من 300 هدف وحصلت على لقب الدوري الفرنسي الممتاز للسيدات أربع مرات، وعلى لقب كأس فرنسا ثلاث مرات، وعلى بطولة دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات.
وفي لحظة حصولها على الجائزة، وجهت هيغيربيرغ كلمة إلى الفتيات الصغيرات في جميع أنحاء العالم تطالبهن بأن «يؤمِنّ بأنفسهن».
لكن مقدم الحفل، مارتن سولفيج، سألها: «هل تستطيعين أن ترقصي رقصة التويرك؟» وردّت هيغيربيرغ بهدوئها المعتاد قائلة: «لا». لكن ما حدث أثار ضجة كبيرة للغاية وشعوراً بالغضب الشديد. وكان نجم التنس العالمي أندي موراي، وهو مؤيّد قوي لحقوق المرأة من أوائل من أعربوا عن غضبهم، ووصف مستويات التمييز الجنسي في الرياضة بأنها «غير حقيقية».
وتساءل موراي على حسابه على «إنستغرام»: «لماذا لا تزال النساء تواجه مثل هذه المواقف السخيفة؟ وفي المقابل، ما الأسئلة التي تم توجيهها للاعبين مثل مبابي ومودريتش؟ كنت أتوقع أن تُوجّه إليها أسئلة تتعلق بكرة القدم».
وأجرت هيغيربيرغ حواراً مع صحيفة «الغارديان» قالت فيه إنه من المهم أن يكون هناك «شعور بالغضب في كل موقف يُثار فيه هذا الموضوع»، لكنها حريصة كل الحرص على إبعاد الأمور عن قضايا التحيز الجنسي، وأن تتحدث عما تعنيه هذه الجائزة بالنسبة لها.
وقالت اللاعبة النرويجية: «لقد كانت ليلة رائعة لكل النساء بشكل عام، وللسيدات اللاتي يلعبن كرة القدم بشكل خاص. أريد حقاً أن أتوجه بالشكر لكرة القدم الفرنسية لمساعدتي على الظهور بهذا الشكل. أنا أعلم أننا في عام 2018 وأن الطريق ما زال طويل، لكن في الوقت ذاته من المهم إظهار الخطوة الكبيرة التي قفزتها كرة القدم النسائية للأمام».
وتضيف: «لقد انتابني شعور رائع في حقيقة الأمر. إنني أحاول ألا أستخدم كلمة فخورة في كثير من الأحيان، لكنني كنت فخورة جداً في حقيقة الأمر، لأنني كنتُ في وضع يسمح لي بالترويج لكرة القدم للسيدات، وهو الأمر الذي أشعر تجاهه بحماس كبير».
وتتابع: «إنها ليلة نحتفل فيها بأفضل لاعبي كرة القدم في العالم، رجالاً وسيدات. إنهم مثلنا تماماً، ونحن نعمل بكل جد كل يوم لكي نحقق أشياء كهذه. هناك احترام متبادل، وليس هناك أي فرق. الشيء اللطيف في مثل هذه الليالي هو أنه لا يكون هناك تفرقة بين الجنسين، وهذا هو ما يجب أن يكون دائماً».
وكانت قائمة 15 لاعبة المرشحات للحصول على جائزة أفضل لاعبة في العالم تضمنت سبع لاعبات من نادي ليون، وهو ما يُعدّ دليلاً على قوة الفريق الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات. تقول هيغيربيرغ عن ذلك: «إنها تظهر العقلية التي تتمتع بها المجموعة. إنها جائزة للفريق بأكمله بقدر ما هي جائزة فردية. أعلم أنني قدمتُ مستويات رائعة خلال الموسم، لكننا حققنا أشياء رائعة معاً».
وعندما عادت إلى فرنسا تلقت هيغيربيرغ تحية حارة مما يقرب من 60 ألف متفرج في ملعب غروباما الخاص بنادي أولمبيك ليون. وتقول عن ذلك: «لقد كان شيئاً رائعاً أن أعود إلى ملعب فريقي مرة أخرى، فهو ملعب رائع وتلقيت تحية من جماهير رائعة، وهذا أكبر دليل على مدى تقديرهم لكرة القدم».
وتضيف: «هذه هي فلسفة مالك نادي ليون، جان ميشال أولاس، وفلسفة النادي أيضاً. إنها طريقة حديثة للتفكير. لدينا كل ما نحتاج إليه لكي نقدم أداء على أعلى مستوى، ولذا أشعر بأنه يجب النظر إلى النادي على أنه مثال يحتذى به. هذا ليس شيئاً بناه أولاس في عام واحد، لقد كان مشروعاً يتطلب وقتاً طويلاً، وكان أولاس صبوراً، وأصبح لديه الآن أفضل فريق. لقد بدأ هذا المشروع يؤتي ثماره».
وبالنسبة لمن اعتاد على الفوز بشكل مستمر، سواء على مستوى الفريق أو على المستوى الفردي، قد تتخيل أنه من الصعب للغاية أن يكون هناك حافز بشكل مستمر لتحقيق النجاح، لكن هيغيربيرغ تشير إلى أن تحقيق الفوز وإحراز الأهداف بات شيئاً يشبه الإدمان بالنسبة لها، وتقول: «عندما تفوز ببطولة للمرة الأولى، تكون هناك رغبة للقيام بذلك مراراً وتكراراً وينتابك شعور مستمر بالنهم والرغبة المتواصلة في تحقيق الانتصارات. قد يتساءل الناس: ما الذي سيفعله الفريق بعد فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات؟ الإجابة بالطبع هي الفوز بالبطولة مرة أخرى، إذا كان ذلك باستطاعتنا. إن ما يميز أفضل الرياضيين في العالم هو أن يكونوا قادرين على اللعب في أعلى مستوى عاماً بعد عام».
وخلال الموسم الماضي، سجلت اللاعبة النرويجية 15 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، وهو رقم قياسي، كما تمكّنت من تسجيل عدد الأهداف التي سجلها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال الفترة ذاتها. وسجلت هيغيربيرغ 41 هدفاً في 41 مباراة بدوري أبطال أوروبا لتصبح على بُعد عشرة أهداف فقط من لقب الهداف التاريخي لهذه البطولة. لكن قد يبدو من الصعب أن تضع هيغيربيرغ هذا الهدف نصب عينيها لتحقيقه خلال الموسم الحالي.
وتقول عن ذلك: «أنا لا أفكر كثيراً في عدد الأهداف التي يتعيّن عليَّ تسجيلها. أنا أعمل بكل قوة وأستعد بشكل جيد للموسم المقبل. وأعرف جيداً أنه عندما أستعد بشكل جيد فإن النتائج ستكون على ما يرام في نهاية المطاف». لكن ما ينقصها الآن هو حصولها على بطولة مع منتخب بلادها، ويبدو أنه من الصعب تحقيق ذلك الأمر في وقت قريب.
وكانت هيغيربيرغ قد اتخذت قراراً باعتزال اللعب الدولي مع منتخب النرويج عام 2017، بسبب ما وصفته بـ«عدم التزام الاتحاد النرويجي لكرة القدم النسائية، وهو ما يعني أن أفضل لاعبة في العالم الآن لن تشارك في كأس العالم المقبلة بفرنسا الصيف المقبل».
تقول هيغيربيرغ: «لم أكن لأصل لهذه المكانة التي وصلت إليها كلاعبة الآن لو لم ألتزم بالقيم والمبادئ وبما أومن به. من السهل أن تضل الطريق، لكن يتعين عليك أن تتخذ بعض القرارات الصعبة لكي تبقى صادقاً مع نفسك».
وفيما يتعلق بمستقبل كرة القدم النسائية وما يلزم لتطويرها خلال الفترة المقبلة، تقول أفضل لاعبة في العالم: «مهمتنا هي أن نعمل بكل بجد. يتعين على كل لاعبة كرة قدم أن تعمل بكل ما أوتيت من قوة، وألا تشعر بالراحة في كل يوم حتى تقدِّم كرة قدم جيدة. نحن بحاجة إلى مواصلة تقديم كرة قدم جيدة حتى يرى الجميع قيمة هذه اللعبة».
وأضافت: «ما زال هناك طريق طويل يجب أن نقطعه، وهناك معارك صغيرة وحروب أكبر يتعين علينا أن نخوضها. لا يتعين علينا أن نكون وحدنا في هذا الأمر، فنحن بحاجة إلى مساعدة من منظمات وهيئات أكبر، ومن الرجال أيضاً، وممن لديهم القدرة على المساعدة من أجل إحداث الفارق».


مقالات ذات صلة

بينتانكور: لا تقلقوا... أنا بخير

رياضة عالمية رودريغو بينتانكور (رويترز)

بينتانكور: لا تقلقوا... أنا بخير

أعلن رودريغو بينتانكور، لاعب وسط توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، أنه بـ«خير» بعد أن خرج محمولاً على محفة خلال مباراة ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ساشا ستيغيمان (رويترز)

الإعياء يحرم الحكم ستيغيمان من إدارة أول مباراة لدورتموند

ما زال الحكم الألماني ساشا ستيغيمان يعاني من الإعياء، ولن يتمكَّن من إدارة أول مباراة لبوروسيا دورتموند بدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)
رياضة عالمية إيمانويل أغبادو (رويترز)

وولفرهامبتون يتعاقد مع أغبادو مدافع ستاد رانس

قال وولفرهامبتون واندرارز المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، اليوم الخميس، إنه تعاقد مع المدافع إيمانويل أغبادو من نادي ستاد رانس الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية يرغب بوروسيا دورتموند في تحقيق بداية مظفرة للعام الجديد (أ.ف.ب)

بوندسليغا: دورتموند يسعى إلى تقليص الفارق مع ليفركوزن المتألق

يرغب بوروسيا دورتموند في تحقيق بداية مظفرة للعام الجديد عندما يستضيف باير ليفركوزن حامل اللقب الجمعة مع استئناف دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية خوان لابورتا (إ.ب.أ)

تصرفات لابورتا الغاضبة على «لاليغا» حديث الصحافة الإسبانية

في مشهد غير معتاد يعكس التوترات العميقة التي مر بها نادي برشلونة ورئيسه جوان لابورتا، أحدث الأخير ضجة كبيرة بعد قرار المحكمة.

فاتن أبي فرج (بيروت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».