مبادرة نسائية لتنصيب محمد السنوسي ملكاً

الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي
الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي
TT

مبادرة نسائية لتنصيب محمد السنوسي ملكاً

الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي
الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي

أطلقت مئات السيدات الليبيات مبادرة تستهدف «إنقاذ البلاد من التخبط السياسي»، من خلال العودة إلى النظام الملكي، الذي سبق أن حكم ليبيا قبل مجيء الرئيس الراحل معمر القذافي إلى سدة الحكم عام 1969.
واستندت المبادرة، التي جاءت تحت عنوان «سيدات ليبيا لإنقاذ الوطن»، ووقعت عليها قرابة 300 مواطنة حتى ظهر أمس، إلى أنه «لا يوجد مشروع سياسي واضح يحل تعقيدات المشهد الراهن، ويحد من حالة الفشل في إدارة شؤون البلاد، وينهي التدخلات الإقليمية والدولية، بعد أكثر من 7 سنوات هي عمر المرحلة الانتقالية». وقالت السيدات الموقعات على بيان صدر مساء أول من أمس: «نحن سيدات ليبيا من أبناء شعبنا الكريم نتقدم بهذه المبادرة من أجل إنقاذ وطننا، وهي تتلخص في تفعيل دستور الاستقلال، وإعلان العودة الفورية للشرعية الدستورية التاريخية (المغتصبة)، كما كانت عليها البلاد حتى 31 أغسطس (آب) عام 1969».
وطالبت الموقعات على المبادرة بـ«إعادة استحقاق ولاية العهد للأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي ملكاً للبلاد، وتحمّل مسؤولياته الدستورية كاملة، على أن يصدر مراسيم ملكية بحل الحكومات الانتقالية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعيين أعضاء مجلس الشيوخ ليمارسوا اختصاصاتهم بصفة مؤقتة، إلى حين اكتمال تكوين مجلس الأمة خلال سنة واحدة من تاريخ عودة الشرعية الدستورية، تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة في ليبيا».
ودافعت الناشطة الليبية أمينة الحاسية عن دعوة هؤلاء السيدات لعودة الحكم الملكي، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن دستور الاستقلال ما زال قائماً، ولم تلغه أي دساتير جاءت بعده، وما تلاه جاء ضعيفاً، سواء فترة سبتمبر (أيلول) الخاصة بحكم القذافي، أو بعد ثورة 17 فبراير (شباط) 2011».
ورأت الحاسية، وهي من الموقعات على البيان، أن الحكم الملكي «سيتمكن من إنهاء كل الصراعات القائمة التي سمحت بالتدخل الإقليمي والدولي في انتهاك السيادة الوطني»، فضلاً عن أن ذلك «سيقضي على حالة التقسيم السياسي، القائم من حكومات مناطقية تغذيها مطامع شخصية». وزادت الناشطة الليبية موضحة: «إذا تحدثنا عن حقوق المرأة في تلك الحقبة، وبما تنادي به النساء من حقوق وحريات في مشاركتها مؤخراً في الحياة السياسية، فإننا سنجد أن هناك نصوصاً دستورية ضامنة في دستور الاستقلال، كمبادئ عامة في المساواة بين المواطنين والمواطنات».
وذهبت الحاسية إلى أن «الإرادة السياسية، والقوانين التي أصدرتها الحكومة عام 1963، فتحت المجال أمام ترشح المرأة للمناصب السيادية في الدولة... لكن كان الجهل والتخلف مسيطراً على مدى وعيها في تلك الفترة، بينما هناك دول متقدمة لم تمكنها من المشاركة السياسية حتى بعد فترة السبعينات»، مبرزة أن «العمل الوطني واجب على كل مواطن ومواطنة في الظروف التي تمر بها ليبيا، وبالتالي يجب على المخلصين أن يرفعوا أصواتهم، ويبذلوا كل ما في وسعهم لمساعدة مواطنيهم على تحقيق تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، لكي تستعيد ليبيا سيطرتها على مصيرها، والخروج من الأزمة السياسية التي يديرها هواة سياسيون دون المستوى».
ووصفت الموقعات على البيان هذه المبادرة بأنها «تتضمن حلاً جذرياً للخروج من الأزمة إلى أن تستقر ليبيا وتهدأ النفوس... وبهذا ينقطع على الطامعين طريقهم».
وطالبت الموقعات على البيان جميع أبناء الشعب، شرقاً وغرباً وجنوباً، بـ«الوقوف خلف المبادرة، التي وصفوها بأنها الخيار السياسي، وخريطة الطريق الوحيدة التي تضمن مشاركة جميع الليبيين في العملية السياسية، دون إقصاء».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.