فينالدوم... جندي مجهول ولاعب محوري في تطور أداء ليفربول

نجم خط الوسط لعب دوراً كبيراً في تصدر فريقه جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز

الدور الذي لعبه فينالدوم في تطور أداء ليفربول يستحق مزيداً من الإشادة  -  كلوب لعب دوراً كبيراً في تطور أداء فينالدوم
الدور الذي لعبه فينالدوم في تطور أداء ليفربول يستحق مزيداً من الإشادة - كلوب لعب دوراً كبيراً في تطور أداء فينالدوم
TT

فينالدوم... جندي مجهول ولاعب محوري في تطور أداء ليفربول

الدور الذي لعبه فينالدوم في تطور أداء ليفربول يستحق مزيداً من الإشادة  -  كلوب لعب دوراً كبيراً في تطور أداء فينالدوم
الدور الذي لعبه فينالدوم في تطور أداء ليفربول يستحق مزيداً من الإشادة - كلوب لعب دوراً كبيراً في تطور أداء فينالدوم

عندما يفوز فريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لا بد أن يكون هناك لاعب في المجموعة يقوم بدور محوري، لا يحصل على التقدير اللازم من وسائل الإعلام والمتابعين، لكن هذا اللاعب يحظى دائماً بحب الجمهور والمدير الفني للفريق؛ لأنهم يعرفون جيداً أنه دون وجوده لم يكن الفريق ليحقق هذا النجاح ويحصل على البطولة في منتصف شهر مايو (أيار).
ومن السابق لأوانه أن نقول الآن من هو هذا اللاعب في الفريق الحالي لنادي ليفربول، لأنه من السابق لأوانه من الأساس أن نُسلم بأن ليفربول سيكون هو الفريق الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، خاصة بعد خسارته الأخيرة أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد بهدفين مقابل هدف وتقليل عدد النقاط بينه وبين ملاحقه إلى 4 نقاط فقط.
لكن هناك لاعباً مرشحاً لهذا الدور، نظراً لأنه قد لعب جميع مباريات ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، باستثناء مباراة واحدة، وقام بدور بارز للغاية في تطور أداء الفريق وفي القيام بالواجبات الهجومية والدفاعية التي يطلبها منه المدير الفني الألماني يورغن كلوب.
ومع ذلك، لم يتلقَّ هذا اللاعب الإشادة التي يستحقها في ظل الاهتمام الكبير بلاعبين آخرين في فريق ليفربول. هذا اللاعب هو النجم الهولندي جورجينيو فينالدوم، الذي يقوم بدور «الجندي المجهول» في خط وسط «الريدز».
ويمكن القول بكل بساطة إنه لولا فينالدوم لما حافظ ليفربول على سجله الخالي من الهزائم طول هذه الفترة قبل هزيمته أمام مانشستر سيتي، ولما حافظ الفريق على نظافة شباكه في عدد كبير ومتوالٍ من المباريات، ولما سجل ليفربول هذا العدد الكبير من الأهداف.
ويقوم فينالدوم بالدور الأكبر في الربط بين خطي الدفاع والهجوم، وقدم أداء رائعاً في المباراة التي سحق فيها ليفربول أرسنال بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد، وهي المباراة التي شهدت استبداله قبل النهاية بـ12 دقيقة، وكان من الواضح أن كلوب يسعى لإراحة نجمه الهولندي للموقعة الكبرى أمام مانشستر سيتي. ولدى خروج فينالدوم من الملعب، اهتزت مدرجات ملعب «آنفيلد» بأصوات الجماهير التي تشدو وتغني باسم النجم الهولندي الكبير.
وفي الحقيقة، لم يجد فينالدوم الطريق مفروشاً بالورود أمامه لدى انتقاله إلى ليفربول، قادماً من نيوكاسل يونايتد في فترة الانتقالات الصيفية عام 2016 مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، لكنه واجه كثيراً من الصعوبات. وكانت الشكوك تحوم حول جدوى هذه الصفقة؛ لأن اللاعب الهولندي لم يقدم مستويات كبيرة خلال الموسم الوحيد الذي قضاه مع نيوكاسل يونايتد، وهو الموسم الذي انتهى بهبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وعلاوة على ذلك، لم يسجل فينالدوم مع نيوكاسل يونايتد سوى 11 هدفاً في 38 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو معدل ضعيف بالنسبة للاعب خط وسط مهاجم، مع العلم بأنه قد سجل كل هذه الأهداف على ملعب الفريق، ومن بينها 4 أهداف في مباراة واحدة أمام نوريتش سيتي.
لكن ذلك لم يُثنِ المدير الفني الألماني يورغن كلوب عن التعاقد معه؛ لأنه كان يدرك جيداً أن فينالدوم لديه إمكانات هائلة لم يظهرها بعد. وقال كلوب، عقب التعاقد مع اللاعب الهولندي البالغ من العمر 28 عاماً: «إنه يستطيع أن يلعب في أكثر من مركز، كما أن اللاعبين الهولنديين يكون لديهم وعي خططي جيد». وقد أثبت فينالدوم بما لا يدع مجالاً للشك أن كلوب كان على صواب تماماً.
وتحت قيادة كلوب، لعب فينالدوم في خط وسط مكون من لاعبين اثنين في مباريات، ومن 3 لاعبين في مباريات أخرى، وكان يقوم في بعض الأحيان بدور صانع الألعاب، وفي مباريات أخرى بدور محور الدفاع. ولم يعد دور فينالدوم يقتصر على تسجيل الأهداف، لكنه امتدّ إلى صناعة الأهداف والقيام بأدوار دفاعية كبيرة في ظل طريقة لعب تعتمد على الركض المتواصل والضغط المستمر على حامل الكرة.
ويجب الاعتراف بأن فينالدوم قد وجد صعوبة كبيرة في بداية الأمر من أجل التأقلم مع هذه الطريقة، لكنه أثبت بعد ذلك أن كلوب كان محقاً تماماً عندما تعاقد مع القائد السابق لنادي آيندهوفن الهولندي، الذي قاده للحصول على لقب الدوري الهولندي الممتاز عام 2015؛ لأنه يتمتع بالقوة البدنية والذهنية والالتزام والقدرة على الاحتفاظ بالكرة والذكاء الكروي الكبير.
وشارك فينالدوم لمدة 90 دقيقة في 19 مباراة مع ليفربول هذا الموسم، بما في ذلك 5 مباريات من المباريات الستّ التي لعبها الفريق في دوري أبطال أوروبا. وكانت المباراة الوحيدة التي غاب عنها اللاعب هي المباراة التي فاز فيها ليفربول على بيرنلي بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد، والتي شهدت تغييرات كبيرة على التشكيلة الأساسية لليفربول، بسبب رغبة كلوب في إراحة لاعبيه الأساسيين.
وبالإضافة إلى ذلك، كان فينالدوم هو اللاعب الأفضل في ليفربول في كثير من الأمور، بما في ذلك عدد التمريرات الصحيحة (906 تمريرات)، وعدد المراوغات الناجحة (12 من أصل 19 مراوغة)، فضلاً عن قدرته الفائقة على الربط بين خطي الدفاع والهجوم وتقديم الدعم اللازم والمتواصل للمهاجمين.
وقال كلوب عن فينالدوم في شهر أغسطس (آب) الماضي: «فينالدوم لديه القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، بناء على المواقف التي تواجهه، وهذا أمر رائع بالنسبة لنا». كما وصفه المدير الفني الألماني بأنه لاعب «مذهل» بعد الفوز على أرسنال، الذي كان الانتصار الثامن على التوالي للفريق في جميع البطولات.
ومن بين الأسباب التي جعلت فينالدوم يؤدي بهذا الشكل القوي خلال الموسم الحالي هو تعاقد النادي مع لاعبين في مركزه.
هما نابي كيتا وفابينيو. وكان يُعتقد أن فينالدوم سيشارك في عدد أقل من الدقائق والمباريات بعد إبرام النادي هاتين الصفقتين، لكن العكس هو ما حدث، وأصبح اللاعب الهولندي هو الأساسي الذي لا غنى عنه في خط وسط الفريق.
وخلال مباراة ليفربول الأخيرة أمام مانشستر سيتي لعب فينالدوم في خط وسط مكون من 3 لاعبين، إلى جوار هندرسون وجيمس ميلنر، وكانت مهمته الأساسية تتمثل في الضغط على لاعبي مانشستر سيتي، وخاصة ديفيد سيلفا وبيرناردو سيلفا، واستخلاص الكرات وإرسالها سريعاً إلى خط الهجوم. ورغم خسارة ليفربول أمام مانشستر سيتي، فإنه لا يمكن التقليل من الدور الهائل الذي يقوم به فينالدوم في خط وسط فريقه خلال الموسم الحالي بسبب قدرته الفائقة على استخلاص الكرات والتمرير المتقن والعودة لتقديم الدعم اللازم للمدافعين، وهي الصفات التي تجعله أحد أبرز اللاعبين في الفريق الحالي لليفربول، والمساهم الأكبر في وجوده على الصدارة كمرشح بارز لإحراز اللقب.


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟