بلجيكا: وزير شؤون الهجرة والأجانب يتلقى طرداً به مسحوق غامض بعد تهديدات بالقتل

صدرت تشريعات في عهده لإبعاد المتورطين في قضايا التطرف والإرهاب

إغلاق أحد الأحياء في العاصمة البلجيكية من جانب رجال الشرطة أثناء عمليات مداهمة على خلفية ملف له علاقة بالإرهاب والتطرف (تصوير: عبد الله مصطفى)
إغلاق أحد الأحياء في العاصمة البلجيكية من جانب رجال الشرطة أثناء عمليات مداهمة على خلفية ملف له علاقة بالإرهاب والتطرف (تصوير: عبد الله مصطفى)
TT

بلجيكا: وزير شؤون الهجرة والأجانب يتلقى طرداً به مسحوق غامض بعد تهديدات بالقتل

إغلاق أحد الأحياء في العاصمة البلجيكية من جانب رجال الشرطة أثناء عمليات مداهمة على خلفية ملف له علاقة بالإرهاب والتطرف (تصوير: عبد الله مصطفى)
إغلاق أحد الأحياء في العاصمة البلجيكية من جانب رجال الشرطة أثناء عمليات مداهمة على خلفية ملف له علاقة بالإرهاب والتطرف (تصوير: عبد الله مصطفى)

قال وزير شؤون الأجانب البلجيكي السابق ثيو فرانكين، إنه سبق أن تلقى تهديدات بالقتل أثناء وجوده في منصبه، إلى جانب تهديدات أخرى، مثل الإبلاغ عن وجود متفجرات أو مسحوق مشبوه في ظرف بريدي: «ولكن أن يأتي التهديد إلى المنزل ويهدد أفراد عائلتي، فبالطبع هذا الأمر مختلف». وأعرب الوزير السابق في تصريحات له عقب أداء اليمين القانونية، بعد أن عاد إلى عمله السابق عمدة بلدية لوبيك في الجزء الفلاماني شمال البلاد، أنه يأمل أن يتوصل رجال الشرطة إلى تحديد هوية من قام بإرسال الطرد البريدي الذي كان يوجد به المسحوق المشبوه، الذي تبين فيما بعد أنه عبارة عن دقيق ومواد بلاستيكية.
وكان الوزير السابق قد تلقى تهديداً تمثل في إرسال مسحوق غامض داخل مظروف، مما استدعى إخلاء منزله والقيام بعملية فحص للمسحوق وتكثيف التحريات للكشف عن هوية من وقف وراء هذا التهديد ضد الوزير الذي استقال من منصبه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد أن عرفت البلاد في فترة توليه المنصب صدور تشريعات وقوانين استهدفت المدانين في قضايا التطرف والإرهاب.
وأعطت تلك القوانين الحق للسلطات بإبعاد هؤلاء خارج البلاد، وصدرت قرارات حكومية بالفعل بطرد عدد ممن اعتبرتهم السلطات خطراً على الأمن والمجتمع، سواء عبر خطاب الكراهية أو خطاب التشدُّد أو التورُّط في أعمال إرهابية، خصوصاً في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له بلجيكا في مارس (آذار) من عام 2016، واستهدف مطاراً ومحطة للقطارات الداخلية في العاصمة بروكسل، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 300 آخرين، فقد جرى الإعلان في العاصمة البلجيكية، بروكسل، عن انتهاء فترة الحجر الصحي التي فُرِضت على منزل وزير الهجرة وشؤون الأجانب ثيو فرانكين بعد أسبوعين فقط من ترك منصبه، إثر أزمة حكومية عرفتها البلاد، وأصبح فرانكين الآن عمدة بلدية لوبيك.
وجاء قرار السلطات بفرض الحجر الصحي، وإخلاء المنزل، عقب العثور على مسحوق مشبوه داخل ظرف مغلق وصل إلى منزل الوزير السابق ليلة رأس السنة، وتم إخراج ثيو فرانكين وعائلته من المنزل، بعد أن أخذ فريق الحماية المدنية المغلَّف الذي يحتوي على مسحوق مشبوه، وبعد أن قام الوزير السابق بفتح الظرف.
وقال قائد الشرطة المحلية في لوبيك إنه لم يُصب أيّ فرد من أفراد الأسرة بسوء، وقد خضع أفراد عائلة فرانكين واثنان من المتعاونين في الموقع لفحص طبي أثناء إرسال الحماية المدنية على الفور. وقال قائد الشرطة: «أخذت الحماية المدنية المغلف والمسحوق إلى المختبر حيث تم تحليل كل شيء»، مضيفاً أنه لم يُصب أحد، مما يشير إلى أن المسحوق غير ضار، وأكد قائلاً: «في غضون ذلك، نحاول العثور على الشخص الذي أرسل الرسالة».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال وزير الدولة البلجيكي ثيو فرانكين، إنه منذ بدء تنفيذ القوانين الجديدة الخاصة بإبعاد الأجانب الذين يشكلون خطراً على الأمن العام، وبالتحديد منذ أبريل 2017، جرى سحب أوراق الإقامة القانونية في البلد من 112 شخصاً تورَّطوا في قضايا لها صلة بالإرهاب وجرائم أخرى، ومنها الاغتصاب والسطو المسلح وغيرهما، وهي قوانين اعتمدها البرلمان، وتعطي السلطات الحق في إلغاء أوراق الإقامة للأجانب الذين وُلِدوا على التراب البلجيكي، أو جاءوا إلى البلاد، وهم أطفال أقل من 12 عاماً، وذلك بعد أن يتورطوا في جرائم تشكل خطراً على المجتمع والأمن العام. وأثارت تلك القوانين جدلاً كبيراً أثناء مناقشتها في البرلمان، وهي فترة وصفها الوزير فرانكين بأنها كانت صعبة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.