«داعش» يقتل سبعة من عائلة إسماعيلية بالسلمية ويعتقل مواطنين اعتصموا ضده في البوكمال

استهداف أحياء في دمشق لليوم الثاني.. وأنباء عن مقتل شخص وجرح آخرين

الغوطة
الغوطة
TT

«داعش» يقتل سبعة من عائلة إسماعيلية بالسلمية ويعتقل مواطنين اعتصموا ضده في البوكمال

الغوطة
الغوطة

استهدف عدد من القذائف المحلية الصنع، مصدرها كتائب مقاتلة، أحياء عدة في العاصمة السورية دمشق أمس، بموازاة ارتفاع حصيلة القصف النظامي بالبراميل المتفجرة على الغوطة الشرقية أول من أمس إلى 50. وفي حين نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم «داعش» أنذر أهالي دير الزور بالابتعاد عن مقراته، بسب تعرضها للقصف، عمدت عناصره إلى قتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة في إحدى بلدات ريف حماه الشرقي.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس بأن «مجموعة إرهابية مسلحة ارتكبت مجزرة بحق عائلة في بلدة المزيرعة في ريف مدينة السلمية بحماه، أسفرت عن استشهاد سبعة أشقاء بينهم طفلان، وإصابة أربعة آخرين»، وفق الوكالة.
من ناحيته، أعلن المرصد السوري مقتل سبعة مواطنين من عائلة واحدة، تنتمي إلى الطائفة الإسماعيلية، على يد «مجموعة تنتمي إلى تنظيم (الدولة الإسلامية) الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق». وقال إن مقتلهم جاء بعد «اقتحام مقاتلين من الدولة الإسلامية منزلهم ليل أول من أمس في منطقة المزيرعة غرب مدينة السلمية بريف حماه الشرقي»، لافتا إلى أن بعض القتلى «سقطوا في إطلاق نار والبعض الآخر بالسلاح الأبيض». وكان تنظيم «داعش» بدأ تقدمه باتجاه ريف السلمية قبل أسبوعين، علما بأن المدينة يسكنها سوريون من الطائفة الإسماعيلية، وتعد أكبر تجمع لهم في سوريا. وتكمن أهميتها الاستراتيجية في أنها خط الإمداد الإلزامي الوحيد للقوات النظامية باتجاه مدينة حلب وريف الرقة.
ويسيطر «داعش» الذي أعلن قبل أكثر من شهر إقامة «الخلافة الإسلامية»، على مناطق واسعة في شرق سوريا وشمالها، ويسعى إلى طرد القوات النظامية منها، وإلى ربطها بمناطق نفوذه الواسعة في شمال العراق وغربه.
وفي ريف حماه الغربي، قتل عناصر من «داعش» مختار بلدة سريحين بعد اقتحام منزله في البلدة، وإطلاق النار عليه مباشرة، وفق ما أورده المرصد السوري، مشيرا إلى أنهم خطفوا شخصين آخرين من المنزل.
أما في العاصمة دمشق، فقد توالى سقوط قذائف «هاون» وصواريخ محلية الصنع على مناطق مختلفة، ما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل وعدد من الجرحى. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر «أهلية» قولها إن «قذيفتي (هاون) سقطتا في منطقة الشيخ رسلان بمحيط حي باب توما، دون أن تسفرا عن إصابات». وأشارت إلى أن «ثلاث قذائف سقطت بمنطقة المهاجرين، وهو الحي الذي يضم قصر الرئاسة السورية، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين، فيما تسبب سقوط قذائف في محيط (المزة 86)، الموالي للنظام، في سقوط إصابات».
وكان العشرات من القتلى والجرحى سقطوا أول من أمس جراء سقوط عدة قذائف صاروخية و«هاون» على مناطق من دمشق، تبنت إطلاقها مجموعة «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» المعارضة، ردا على مجازر النظام التي ارتكبها بقصف جوي على مناطق بريف دمشق.
وفي حين نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله إن «شخصين قتلا وأصيب ستة آخرون جراء سقوط قذائف في مدينة جرمانا بريف دمشق»، ارتفعت حصيلة القتلى في الغوطة الشرقية نتيجة القصف النظامي أول من أمس إلى نحو 50 قتيلا، 30 منهم قضوا جراء قصف الطيران الحربي على بلدة كفربطنا، إضافة إلى 20 آخرين بينهم ثلاثة أطفال قضوا جراء القصف النظامي على مدينة دوما. وأشار ناشطون إلى سقوط عشرات الجرحى في المدينتين.
وفي دير الزور، نفذ الطيران الحربي غارة جوية استهدفت محيط حقل التنك النفطي، الخاضع لسيطرة تنظيم داعش ببادية الشعيطات، في موازاة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي تنظيم داعش والكتائب الإسلامية الموالية لها من جهة أخرى، في حي الحويقة. ونقل المرصد السوري أنباء عن أن تنظيم داعش أنذر أهالي مدينة دير الزور من أجل الابتعاد عن مقراته، بسبب القصف عليها من قبل القوات النظامية والطيران الحربي، ولأنها مستهدفة من «بعض المخربين».
وبعد يوم على تنظيم الأهالي مظاهرة احتجاجية مطالبين بخروج عناصره من كامل محافظة دير الزور، نفذ تنظيم داعش مداهمات طالت منازل عدد من المواطنين في مدينة البوكمال، الخاضعة لسيطرته، وأفاد المرصد السوري بحملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في المدينة.
وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي «جيش المجاهدين» و«كتائب نور الدين الزنكي» ومقاتلي «الكتائب الإسلامية» ومقاتلي «الكتائب المقاتلة» من جهة أخرى، في محيط مدرسة الحكمة على الجهة الجنوبية الغربية لمدينة حلب ومحيط كتيبة الدفاع الجوي وتلة الوضيحي وتلة باروزة بريف حلب الجنوبي. واستهدف الطيران المروحي حي باب الحديد ومناطق في بلدة دارة عزة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت ليلة أول من أمس بين مقاتلي وحدات «حماية الشعب الكردي» ومقاتلي تنظيم داعش في محيط قريتي بيادية ودكرمان بالريف الغربي لمدينة عين العرب، (كوباني بالكردية). وأفاد المرصد السوري بخسائر بشرية في صفوف تنظيم داعش، في وقت استهدف فيه المقاتلون الأكراد مقرات للتنظيم في قرية الأحمدية.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.