قال تقرير أميركي صدر مع بداية العام الجديد، عن توقعات النشاطات الإرهابية خلال العام، إن الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة «بالغت» في تصوير خطر الإرهاب القادم من الشرق الأوسط، وإن العام الجديد، وأعواما أخرى بعده، ستشهد نشاطات إرهابية أكثر من القادمين من جمهوريات روسيا، ومن مسلمي دول جنوب آسيا، مثل بنغلاديش، ومسلمي الروهينغا.
وقال التقرير، الذي نشرته دورية «فورين بوليسي» يوم الأربعاء، إن «الطريقة التي ينظر بها الغربيون إلى الإرهاب، قد عفا عليها الزمن بشكل خطير. على مدى عقود، ركز المسؤولون في الحكومات الغربية على الهجمات التي أطلقها الشرق أوسطيون. لكن اليوم، يأتي التهديد الحقيقي بشكل متزايد من شرق آخر، من جمهوريات وسط آسيا الإسلامية، ومن مسلمي جنوب آسيا».
وأضاف التقرير أن «التهديد الذي يشكله إرهابيو الشرق الأوسط ظل ينخفض لبعض الوقت. حتى خلال الحرب ضد الدولة الإسلامية، كان مسلمون روس شاركوا في الهجمات الكبيرة في الغرب».
وأشار التقرير إلى هجمات مهاجرين من الشيشان في بوسطن، في الولايات المتحدة. وإلى هجوم أوزباكستاني أميركي بشاحنة، عام 2017 في نيويورك. وهجوم في السويد، في العام نفسه، قام به مهاجرون من وسط آسيا. والتفجير الانتحاري في مطار إسطنبول، عام 2016، الذي قام به مسلم روسي. والهجوم عام 2017 على ملهى ليلي في المدينة نفسها، بقيادة مسلم من أوزبكستان. وقال التقرير: «توجد أسباب كثيرة للزيادة في الإرهاب المناهض للغرب القادم من عالم ما بعد السوفيات. خلال السنوات الأخيرة، كان المتطرفون في الشرق الأوسط مشغولين كثيرا بالصراعات المحلية في العراق وسوريا واليمن. في غضون ذلك، تلاشت قوة تنظيم داعش بعد هزيمته شبه الكاملة في العراق وسوريا». وأضاف التقرير: «في الوقت نفسه، حولت الحروب في الشرق الأوسط المتشددين من المناطق الناطقة بالروسية، الذين كانوا يركزون في السابق على محاربة الحكومات القمعية في الداخل، إلى إرهابيين عالميين».
وأشار التقرير إلى أنه، مع حلول عام 2017، توافد ما لا يقل عن 8.500 مقاتل من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش». وأن تلك التجربة «وفرت لكثير من هؤلاء المتطرفين فرصتهم الأولى لمواجهة قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وأيضا، جعلتهم يبحثون عن الانتقام، مقتنعين بأن العمليات المستقبلية يجب أن تستهدف الغرب، وذلك على ضوء عقود من عداء روسي مستميت ضد الدول الغربية».
وأشار التقرير إلى التطورات في مجالات مثل الاتصالات والمواصلات، التي جعلت «الجهاديين الذين كانوا قاتلوا الأنظمة الروسية المركزية لأن يسافروا بسهولة أكثر حول العالم، أكثر بكثير من العرب الذين يحملون جوازات سفر عراقية أو سورية أو يمنية، ينظر إليها العالم في شكوك».
وأشار التقرير إلى تزايد اضطهاد المسلمين في مناطق آسيوية، مثل غرب الصين، وجنوب آسيا، وأن تقارير إخبارية نقلت، في العام الماضي، وصول مسلمين من بلاد القوقاز إلى معسكرات اللاجئين المسلمين الروهينغا في بنغلاديش، الذين كانوا هربوا من ميانمار (بورما). ونقلت تقارير إخبارية من سوريا أن أحد زعماء المجموعة الناطقة بالروسية التابعة للمتشددين في سوريا، قال إنه يعتزم إرسال بعض من أبناء شعبه إلى بنغلاديش، لمساعدة المتطرفين هناك، وأيضا لاجئي الروهينغا. وأن هذا يمكن أن يعزز قدرات «الجهاديين» المحليين الذين يقومون بعمليات مناهضة للغرب في المنطقة، بما في ذلك الذين هجموا على مخبز في دكا في عام 2016.
وقال التقرير: «في السنوات القادمة، سيزيد التهديد الإرهابي القادم من روسيا. عندما سقطت (داعش)، كان الإرهابيون الناطقون بالروسية قادرين على الفرار من العراق وسوريا بسهولة أكثر من المقاتلين الأجانب في الشرق الأوسط. الآن، عادوا، وصاروا مختبئين في مناطق روسية، أو في جمهوريات إسلامية، أو في دول أوروبية». وأضاف التقرير: «خلق إهمال الحكومات، وقمع المسلمين المتدينين في كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، أهدافا جذابة للمتطرفين الذين يبحثون عن مجندين جدد».
تقرير أميركي: إرهاب 2019 من روسيا وجنوب آسيا
تقرير أميركي: إرهاب 2019 من روسيا وجنوب آسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة