المشهد: لوريل وهاردي

> لا يدخل نطاق بعض الأدمغة الجادة أن «لوريل وهاردي» هما أفضل ثنائي كوميدي أنجبته السينما في أي مكان، وأنهما يستحقان أكثر مما حققه ممثلون ظهروا معاً كثنائي أو كمجموعة بما في ذلك الأخوان ماركس. لهذا التفضيل موجباته الفعلية. هما ليسا مجرد ممثلين التقيا ذات مرّة قبل نحو تسعين سنة، وأدلى كل منهما بدلوه من أسباب الضحك ثم انزويا، بل خامة ماثلة إلى اليوم مشغولة بكثير من التجانس والعناية وبسيطة التكوين في الوقت ذاته.
> وهما ما زالا في البال؛ إذ تم تحقيق فيلم جيد عنهما هو «ستان وأولي» لجون س. بيرد. جون س. رايلي يلعب دور أوليفر هاردي (البدين بينهما) وستيف كوغان يؤدي شخصية ستان لوريل. العرض العالمي الأول تم في مهرجان لندن، ثم تلاه عرض في الدورة الأخيرة من «أميركان فيلم إنستتيوت» في لوس أنجليس؛ تمهيداً لعروض تجارية شملت حتى الآن 15 عاصمة.
> وفي الشهر الماضي قامت جمعية أميركية باسم «أبناء الصحراء» بعرض أحد أفضل أفلامهما‪،‬ وهوA Haunting We Will Go (من أعمالهما سنة 1942) عرضاً تجارياً في الشهر الماضي، في صالة «ذا إيجبشن» الشهيرة في هوليوود. «أبناء الصحراء» هو بدوره عنوان فيلم آخر لهما مثلاه سنة 1933، وكلا الفيلمين من بين نحو 100 ظهور مشترك قاما به.
> لوريل لندني المولد قدِم، مثل تشارلي تشابلن، إلى الولايات المتحدة في رحلة للجمعية المسرحية التي كان يمثل فيها وقرّر، بعد انتهاء الجولة الأميركية ومثل تشابلن أيضاً، البقاء في نيويورك. وُلد سنة 1880 وتوفي سنة 1965 بعدما ظهر في قرابة 221 فيلماً. هاردي ولد في أميركا في الثامن عشر من هذا الشهر سنة 1892 وتوفي سنة 1957 وظهر في نحو 412 فيلماَ.
> لوريل الطيب يتصرف كولد صغير وهاردي يعتقد أنه شخص ناضج. بينهما تأتي النكات بلا توقف. الكيمياء بينهما تقترح صداقة وطيدة، وتوفر مساواة نموذجية على عكس الثنائي الآخر (واللاحق) بد أبوت ولو كوستيللو، حيث كان كوستيللو هو سبب الضحك وأبوت يكتفي برد الفعل.
> عليك بلوريل وهاردي على «يوتيوب (على الأقل) إذا أردت تمضية سهرة تنسيك همومك.