الوعود الاقتصادية لبولسونارو تنعش أسواق الأسهم والعملات في البرازيل

{معركة رواتب} تنتظر الرئيس الجديد

وزير الاقتصاد البرازيلي باولو غيديس
وزير الاقتصاد البرازيلي باولو غيديس
TT

الوعود الاقتصادية لبولسونارو تنعش أسواق الأسهم والعملات في البرازيل

وزير الاقتصاد البرازيلي باولو غيديس
وزير الاقتصاد البرازيلي باولو غيديس

ارتفعت الأسهم البرازيلية بقوة وتعززت العملة المحلية في مواجهة الدولار في أعقاب تنصيب جير بولسونارو في منصب الرئاسة، والذي يعتبر أنه يقوم بمهمة تحرير البلاد من «السياسات الاشتراكية» التي هيمنت على صناعة القرار لسنوات طويلة.
وأنهى مؤشر بوفيسبا في بورصة ساو باولو تعاملاته الأربعاء على ارتفاع بـ3.5 في المائة ليصل إلى 91012 نقطة. وارتفع الريال البرازيلي بنسبة 2.4 في المائة أمام الدولار في أفضل أداء يومي خلال أكثر من سبعة أشهر.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الآمال تجددت في أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، والذي عانى من أسوأ ركود اقتصادي، بفضل تعهدات فريق بولسونارو بتخفيض النفقات الحكومية والديون. ويضع بولسونارو على رأس أولوياته، وفقا للفرنسية، انفتاح اقتصاد البلاد وتبسيط النظام الضريبي والخصخصة ولا مركزية الموارد بجانب التركيز على القضايا الاجتماعية.
وتقول وول ستريت جورنال إن الرئيس بولسونارو أصدر عددا من القرارات بعد حلف اليمين الثلاثاء شملت تخفيضا في زيادة مخطط لها في الحد الأدنى للأجور.
وقفزت أسهم شركة الطاقة الحكومية اليتروبراس بنسبة 20.7 في المائة مع توقعات بيع جزء من أصولها. وإن كان المراقبون غير متيقنين إلى أي مدى سيطلق بولسونارو يد وزير الاقتصاد باولو غيديس في الخصخصة، فهو يوافق على هذه السياسة من حيث المبدأ ولكنه يحذر من خصخصة الأصول الأساسية لشركات تابعة للدولة.
من جانبه، صرح وزير الاقتصاد الجديد، المعروف بأنه من أقوى مناصري السوق الحر، بأن سياسات المعاشات في البلاد هي أول وأكبر تحد يواجه الوضع المالي في البرازيل.
ويرى غيديس أن سياسات المعاشات سخية وتساهم بقدر كبير في زيادة الإنفاق العام الذي يثقل اقتصاد البلاد، حيث يتيح نظام المعاشات الحالي للعمال التقاعد وهم في الخمسينات من عمرهم، في سن مبكر عن البلدان المناظرة، وتصل قيمة المعاشات عادة لنحو 70 في المائة من آخر راتب. ويستهلك هذا النظام نسبة ضخمة من النفقات الحكومية وهو ما يزيد مديونيات البلاد.
وبحسب وول ستريت جورنال، سيساهم نظام المعاشات في توليد عجز مالي بقيمة 218 مليار ريال (57.2 مليار دولار) في 2019. مقابل 202.4 مليار ريال في 2018. وسيصل إجمالي نفقات الحكومية إلى 1.4 تريليون ريال في هذا العام.
ووفقا لموقع مركو برس، فإن المستثمرين استشعروا التفاؤل مع صدور تقارير عن أن وزير الاقتصاد وضع مسودة قرار تنفيذي مؤقت لإصلاح قطاع المعاشات قد يساهم في توفير 50 مليار ريال خلال العقد المقبل.
ولا يحظى حزب بولسونارو بأصوات كافية لإقرار قانون جديد للمعاشات في مجلس النواب، لذا ستحتاج حكومة الرئيس الجديد لكسب تأييد أحزاب أخرى. ولاقت محاولات الرؤساء السابقين لتخفيض نفقات المعاشات مقاومة من الاتحادات والمشرعين والقضاء، وفقا لوول ستريت.
ونما الاقتصاد البرازيلي بـ1.3 في المائة فقط في 2018، ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة نموه في العام الجاري إلى 2.5 في المائة، وفقا لاستطلاع رأي للاقتصاديين أجراه البنك المركزي البرازيلي، وعاد الاقتصاد البرازيلي لتسجيل نمو إيجابي في 2017 بعد ركود دام لعامين.
وبجانب معضلة نظام المعاشات، يرى غيديس أن اقتصاد البلاد مقيد بأسعار الفائدة والضرائب المرتفعة وتكاليف العمالة، معتبرا أن النظام الضريبي المثالي هو الذي يولد إيرادات في حدود 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بدلا من 36 في المائة في الوقت الحالي.



ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
TT

ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه حال نشوب نزاع بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، سيتعين على أوروبا الرد «بقوة».

وقال مرشح «حزب الخضر» للمنافسة على منصب المستشار، في مقابلة مع صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية وصحيفة «أويست فرانس» الفرنسية، إن إحدى أفكار الرد هي فرض ضرائب أعلى على شركات التكنولوجيا الكبرى.

وأضاف هابيك، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار: «هناك مقولة مفادها بأن البيانات هي النفط الجديد... إذا اتبعناها، فسنجد أننا نقوم حالياً بمنح قدر كبير من البيانات لشركات أميركية وغيرها من الشركات الكبرى دون أن تدفع مقابل ذلك».

ومن أبرز شركات التكنولوجيا الأميركية: «ألفابيت» المالكة لـ«غوغل»، و«ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» و«واتساب»، و«أمازون» و«أوبر» و«مايكروسوفت» و«أبل».

كان ترمب أعلن مراراً خلال حملته الانتخابية أنه سيزيد الرسوم الجمركية لحماية الاقتصاد الأميركي. وهدد برفع التعريفات الجمركية على دول الاتحاد الأوروبي ما لم تزيد من مشترياتها من النفط والغاز الأميركيين لتضييق الفجوة التجارية مع الولايات المتحدة.

وقال ترمب منتصف الشهر الماضي: «أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال زيادة شراء نفطنا وغازنا. وإلا، فإن التعريفات الجمركية ستطبق كاملة». وواصل ترمب استخدام التهديد بالتعريفات الجمركية كتكتيك تفاوضي مع الدول الأجنبية التي يعتقد أنها تعامل الولايات المتحدة بشكل «غير عادل».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، هدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة بنسبة 25 في المائة على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك، ما لم تكثف تلك الدول ما عدّه تساهلاً في تطبيق قوانين المخدرات والحدود.

وقال هابيك: «نحن على تواصل وثيق داخل الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة، ونقوم بإعداد السيناريوهات المحتملة»، مؤكداً أن الهدف يجب أن يكون الرهان على التعاون، وأضاف: «ولكننا مستعدون لخلاف ذلك».

ومع اقتراب موعد تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في 20 يناير الحالي، دعا زعيم كتلة «حزب الشعب» في البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، إلى اتخاذ إجراءات أوروبية مضادة تجاه أميركا، حال زيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة.

وقال السياسي الألماني، الأسبوع الماضي، إن هذا من شأنه أن يؤثر على الشركات الرقمية الأميركية، ضمن شركات أخرى. وأضاف: «علينا أن نفترض أن ترمب سينفذ بالضبط ما أعلنه: سيكون من الممكن فرض رسوم جمركية بنسبة 20 في المائة على المنتجات الأوروبية قريباً للغاية».

وذكر فيبر أنه يتعين على أوروبا أن تستعد لخطط ترمب «بثقة في النفس»، وقال: «نحن في نفس الحجم الاقتصادي للأميركان، فكل منا يمثل أكثر من 20 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. نحن قادرون أيضاً على اتخاذ تدابير مضادة... تجني الشركات الرقمية الأميركية الكثير من الأموال في الاتحاد الأوروبي، ولا تدفع أي ضرائب تقريباً - وقد يكون ذلك بالتأكيد نقطة انطلاق».

وفي المقابل، أوضح فيبر أن الاتحاد الأوروبي لا يريد حرباً تجاريةً، لأن هذا من شأنه أن يؤدي فقط إلى إضعاف الغرب بوجه عام أمام الصين، على سبيل المثال. وأوضح: «ما نحتاجه هو حلف شمال أطلسي اقتصادي. يجب أن نعرض على ترمب الوقوف معاً ضد الصين».

وذكر فيبر أن السياسة بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب «نوع من مصارعة الأذرع»، وأضاف: «لن يحترم ترمب أوروبا إلا إذا بدت واثقة وموحدة»، وأضاف: «الاتحاد الأوروبي وحده مسؤول عن القضايا الجمركية، ولا يوجد حق نقض من دول منفردة، وهذا يجعلنا أقوياء».