نائبة عراقية تواجه حكماً بالسجن لإطلاقها النار عشوائياً

محامون طالبوا الادعاء العام بمحاسبتها

النائبة وحدة الجميلي كما ظهرت في «فيديو»
النائبة وحدة الجميلي كما ظهرت في «فيديو»
TT

نائبة عراقية تواجه حكماً بالسجن لإطلاقها النار عشوائياً

النائبة وحدة الجميلي كما ظهرت في «فيديو»
النائبة وحدة الجميلي كما ظهرت في «فيديو»

لم تتوقف ردود الفعل البرلمانية والحقوقية والشعبية الغاضبة منذ يومين حيال النائبة وحدة الجميلي التي ظهرت في «فيديو» انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي أمس، وهي تطلق النار العشوائي من مسدس شخصي في ليلة رأس السنة الميلادية. وعلى الرغم من اعتذار الجميلي وقولها في منشور على صفحتها على «فيسبوك»، إنها «امرأة عشائرية وكان عندي زفاف لابن عزيز علينا في الرمادي وفي منطقة ريفية وكان الرصاص خلّبا (أي صوتيا فقط)».
وشغلت الجميلي عضوية مجلس النواب عام 2010 - 2014، وعملت بعد ذلك مستشارة لرئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، ثم فازت عام 2017 بعضوية المفوضية العليا لحقوق الإنسان، وتمكنت من الفوز بمقعد نيابي عن تحالف «المحور الوطني» في الدورة البرلمانية الحالية 2018 - 2022.
ووجهت للنائبة انتقادات شديدة من مختلف الفعاليات العراقية وأرسل 7 محامين إخبارا إلى رئيس الادعاء العام بشأن إطلاق النائب وحدة الجميلي عيارات نارية وطالبوا بمحاسبتها استناداً لقانون العقوبات العراقي.
وذكر المحامون في كتاب الإخبار للادعاء العام: «نود أن نخبركم بارتكاب النائب وحدة الجميلي مخالفة قانونية بدليل واضح لا يقبل الشك، بإطلاق النار في الهواء وهي تمثل شريحة من الناخبين وشخصية معروفة».
وأضافوا أن «الجميلي خالفت نص المادة 495 - 2 من قانون العقوبات، وقرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 570 المنشور في جريدة (الوقائع) العراقية».
وتواجه النائبة الجميلي حكما بالسجن لا يقل عن سنة واحدة إذا ما حوكمت في ضوء المادة المذكورة التي تنص على أن «من أطلق العيارات النارية في المناسبات العامة أو الخاصة داخل المدن والقرى والقصبات دون أن يكون مجازاً بذلك من قبل سلطة مختصة، بالحبس مدة لا تقل عن سنة واحدة ولا تزيد على ثلاث سنوات».
ويقول المحامي محمد مجيد الساعدي أحد المساهمين في كتاب الإخبار إن «مهمتنا ملاحقة المسؤولين وأي جهة تخالف الدستور والقانون وقد ارتكبت النائبة فعلاً مخالفا، لذلك أبلغنا المدعي العام وننتظر منه القيام بالإجراءات المطلوبة في الأيام المقبلة».
ورغم استبعاد الساعدي قيام مجلس النواب بالتصويت على رفع الحصانة عن النائبة تمهيدا لمقاضاتها، فإنه يؤكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوة والمحاسبة لا تسقط بالتقادم وحتى لو لم يرفع البرلمان الحصانة عن النائبة، فإننا سنلاحقها قضائيا بعد انتهاء الدورة البرلمانية بعد نحو 3 سنوات».
ويستغرب كثير من المواطنين قيام نائبة يفترض أن تكون مثالا يحتذى لبقية المواطنين في إطلاق العيارات النارية العشوائية، علما بأن وزارة الصحة أعلنت في إحصائية نهائية عن مقتل طفلة وإصابة أكثر من 700 شخص نتيجة الإطلاقات النارية في احتفالات رأس السنة الميلادية.
بدوره، وجه النائب فائق الشيخ علي انتقادات حادة للنائبة الجميلي، وكتب في «تويتر» مغردا: «المسترجلة، هي المرأة التي تحاكي الرجال في أفعالهم وأحاديثهم وخشونتهم». في إشارة إلى الجميلي.
وأضاف: «لقد أوجد الأميركيون والأوروبيون حَلا سحريّاً للمسترجلة، بإرسالها مع جنودهم للحروب في الدول البعيدة، لكي ترمى هناك من جميع الجهات! بيدَ أننا بالعراق نُرسِل المسترجلة إلى الأنبار لترمي رمي الرجال!».
وعدّت زميلاتها السابقة في البرلمان ورئيسة كتلة «إرادة» النيابية الحالية حنان الفتلاوي قيام الجميلي بإطلاق العيارات النارية «فعلا مشينا» وكتبت في «تويتر»: «برلمانية حالية عمرها أكثر من 50 سنة تطلق العيارات النارية في الشارع!»، وأضافت أن «الاحتفال برأس السنة لا يعني القيام بهذه التصرفات المشينة».
بدوره، يقول الخبير القانوني طارق حرب، إن القانون العراقي النافذ يجرم النائب الذي خرج بمقطع فيديو يطلق العيارات النارية بحال التأكد من صحته بالسجن لسنتين بغض النظر عن وجود الحصانة من عدمها، معتبرا أن مقطع الفيديو الذي «يُظهر النائب وهو يطلق العيارات النارية هو أكبر دليل لتجريمها».
وأشار حرب في حديث لـ«الشرق الأوسط إلى «عدم توقف الإجراءات القانونية ضد النائب حتى مع وجود حصانة، ومن الممكن السير قدما بمحضر الجريمة ومطالبة مجلس القضاء بمخاطبة مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب».
ولفت إلى أن «جرائم الجرم المشهود لا تتعلق بها الحصانة ومن الممكن إلقاء القبض على النائب استناداً لذلك وعدم الانتظار لحين رفع الحصانة عنه».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.