المخابرات الإسرائيلية تمنع نشر وثائق عن قمع مظاهرات لليهود الشرقيين

TT

المخابرات الإسرائيلية تمنع نشر وثائق عن قمع مظاهرات لليهود الشرقيين

بعد أن منعت المخابرات الإسرائيلية نشر وثائق حول طرد الفلسطينيين من وطنهم في سنة 1948، اتضح أنها ترفض نشر وثائق أيضاً حول أحداث وادي الصليب التي وقعت في حيفا وقمعت فيها قوات الشرطة والمخابرات الإسرائيلية مظاهرات اليهود الشرقيين القادمين من الدول العربية.
وكُشفت هذه الحقيقة في دعوى رفعتها إلى المحكمة العليا «جمعية حقوق المواطن» في إسرائيل، وقالت فيها إن «الشاباك» رفض طلباً تقدم به المؤرخ في جامعة ميريلاند الأميركية شاي حزكتني، الذي يبحث في شؤون استيعاب هجرة اليهود العرب في إسرائيل في خمسينات القرن الماضي، والذي طلب الاطلاع على الملفات السرية لاحتجاجاتهم وقمعها.
وتقول الجمعية إن المؤرخ صُدم من رفض طلبه وصُدم أكثر حين عللوا الرفض بالقول إنه «بسبب احتياجات الدفاع عن أمن إسرائيل». وأشارت إلى أن «جواب المخابرات مضلل وكاذب ومخالف للقانون الذي يلزم الدوائر الحكومية بمساعدة الباحثين العلميين».
وقال الدكتور حزكتني إن لديه معلومات تفيد بأن المخابرات الإسرائيلية بقيادة رئيسها عاموس منور، في حينه، ساهمت ليس فقط في قمع الاحتجاجات بل كان لها دور في إشعالها. وأضاف أن «أحداث وادي الصليب ليست فقط مسألة قانونية، بل هي عبارة عن جرح مفتوح في المجتمع الإسرائيلي لن يندمل إلا إذا عُرفت الحقيقة كاملة».
يُذكر أن «أحداث وادي الصليب» وقعت في عام 1959، حين قام سكان الحي اليهودي من أصول عربية ورومانية، وعددهم يصل إلى 20 ألف نسمة، بالتظاهر احتجاجاً على أوضاعهم. فقد تم في حينه إسكانهم في بيوت سكّان الحي العرب الذين هُجِّروا عام 1948، والشقق كانت مُهمَلة وصغيرة ومن دون بنى تحتيّة مقبولة من مياه أو تصريف مجارٍ، بينما أُسكن من جاءوا من أوروبا الغربية في بيوت حديثة في منطقة قريبة.
وفي ليلة الثامن من يوليو (تموز) 1959، تفجَّر إحباط سكان الحي، ودخلوا في صدام مع قوات الشرطة التي بطشت بهم، وتحول احتجاجهم إلى شبه انتفاضة، فأعلن سكان الحي عن إضراب، وهاجمت الجموع نادي اتحاد النقابات ونادي حزب «مباي» الحاكم، ونجمت أضرار كبيرة، وأُصيب عدد من رجال الشرطة، وصعد المتظاهرون إلى حي «الهادار»، وألحقوا أضراراً بممتلكات مهاجري أوروبا الغربية، ونتيجة لذلك انتشرت أعمال احتجاج في بلدات أخرى.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.