توجه لاتهام نتنياهو رسمياً بالفساد قبل الانتخابات

أنصاره يشنون حملة على المستشار القضائي للحكومة

TT

توجه لاتهام نتنياهو رسمياً بالفساد قبل الانتخابات

كشفت مصادر في تل أبيب عن أن مجموعة من كبار رجال القضاء الحاليين والسابقين نصحوا المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، بتقديم لائحة اتهام بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دون ربطها بموعد الانتخابات.
وأشارت المصادر المقربة من وزارة القضاء إلى أن مندلبليت عقد اجتماعاً تشاورياً سرياً، الأسبوع الماضي، مع عدد من كبار رجال القضاء وبعض مَن خدموا في الماضي في مناصب مستشارين قانونيين ومدّعين، لسماع آرائهم حول ملفات الفساد الخاصة برئيس الوزراء. وأوضحت أن النصيحة القانونية التي أجمعوا عليها أثارت غضب رجال نتنياهو وفتحت الباب أمام موجة تحريض جديدة على المستشار، لدرجة اتهامه بـ«العمالة».
ولفتت إلى أن مندلبليت «متخبط جداً» خلال هذه الفترة، «فهو من جهة يريد أن يكمل الإجراءات القانونية كما هي، ومن جهة ثانية يخشى أن يُتهم بأنه يحاول التأثير على نتيجة الانتخابات ضد نتنياهو، ومن جهة ثالثة يخشى أن يُتهم بخدمة مصالح نتنياهو في حال قرر تأجيل البت في الموضوع». ونقلت عنه قوله، خلال لقائه المستشارين، إنه مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة المقررة في 9 أبريل (نيسان) المقبل، تصبح مسألة تقديم لائحة الاتهام «قضية تتجاوز مجرد المسألة القانونية، وذات أثر سياسي بالغ فقد يكون لها تأثير على نتائج الانتخابات وتحديد هوية القيادة السياسية».
ومما تسرب عن هذا الاجتماع وجود إجماع على أن احتمال إغلاق ملفات الفساد التي يشتبه بها نتنياهو «غير وارد على الإطلاق»، وأن القضية التي تشغل بال المستشار هي فقط توقيت استدعاء نتنياهو إلى جلسة استماع، قبيل توجيه لائحة الاتهام. ولفتت المصادر إلى أن مندلبليت اتخذ قراره بالفعل بالإعلان عن استدعاء نتنياهو لجلسة استماع قبيل الانتخابات، لكنه يريد الاطمئنان إلى صحة القرار. وناقش مع الحاضرين مدى قانونية الإعلان عن جلسة استماع بحق نتنياهو قبل موعد الانتخابات، وما إذا كانت هناك مشكلة قضائية تحول دون ذلك. وأكدت المصادر أن جميع المشاركين في الجلسة أجمعوا على أنه يجب اتخاذ القرار والإعلان عنه قبل موعد الانتخابات. وأضافت أن المستشار القضائي قال إن «نشر القرار قبل الانتخابات هو واجبنا تجاه الجمهور الذي سيذهب للإدلاء بصوته. سأبذل أقصى جهودي لإتمام العمل على الملفات بأسرع وقت ممكن». وشدد على أن الأمور ستسير بهذا الاتجاه إذا لم تكن هناك حاجة إلى استكمال التحقيق. وحسب مصادر إعلامية، كان بين الحضور المدعي العام الإسرائيلي شاي نيتسان، ورؤساء المحكمة العليا السابقون: أهارون باراك، ودوريت بينيش، ومئير شمغار، ونائب رئيس المحكمة الإسرائيلية العليا الحالي إلياكيم روبنشتاين، إضافة إلى مدعي الحكومة الإسرائيلية السابقين: عدنه أربيل، وموشيه لادور، وغابرييل باخ، والمستشارَين القضائيَّين السابقَين للحكومة: يهودا فاينشتاين ويتسحاق زمير. وقد أجمعوا على ضرورة نشر القرار حتى موعد أقصاه مطلع مارس (آذار) المقبل، أي قبيل إجراء الانتخابات بشهر على أقل تقدير.
وما إن نُشرت هذه المعلومات حتى هبّ رجال نتنياهو يهاجمون المستشار. وقال محامو رئيس الوزراء في بيان: «نحن نقدِّر أنه لن تكون هناك جلسة استماع لأنه لا يوجد أي شيء أصلاً. هذا إجراء غير ديمقراطي بالبدء بجلسة استماع قبل الانتخابات، لأن إجراءً كهذا لن ينتهي قبل إجراء الانتخابات. لا يُعقل أن يسمع الجمهور رواية واحدة فقط ولا يسمع الرأي الثاني. كما أنه في كثير من الحالات أدى سماع الطرف الثاني إلى إغلاق الملفات. لذلك فإن الإعلان عن جلسة استماع خلال الحملة الانتخابية من دون الاستماع إلى الطرف الآخر (نتنياهو) هو تشويه لإرادة الناخب وضرب للمسار الديمقراطي والعملية الديمقراطية».
وظهرت، أمس، شعارات ضد المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية تحرّض عليه، على حائط في بلدة أور عكيفا، جاء فيها: «مندلبليت عميل». وتأتي هذه الكتابات بعد أيام من الكشف عن أن مجهولين قاموا بتخريب في قبر والد مندلبليت.
من جهة ثانية، كشفت مصادر سياسية أن الإدارة الأميركية رفضت طلباً إسرائيلياً رسمياً بالتحقيق مع وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو، في إطار التحقيقات التي تجريها في قضايا فساد يُتهم بها نتنياهو، ضمن ما يُعرف بـ«ملف 1000».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن المسؤولين في الإدارة الأميركية رفضوا طلب وزارة القضاء الإسرائيلية جمع أدلة من المسؤولين البارزين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لفحص الشكوك في أن نتنياهو تصرف لمساعدة رجل الأعمال أرنون ميلتشين في الحصول على تأشيرة إقامة في الولايات المتحدة. ورداً على سؤال وجهته «هآرتس» حول ما إذا كانت هناك أي نية لاستئناف القرار، أجاب مصدر قانوني: «لا يوجد مثل هذا الاحتمال، الأمر أصبح من خلفنا».



الخارجية الإسرائيلية: بيان القمة العربية الطارئة لم يعالج حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر

صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)
صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)
TT

الخارجية الإسرائيلية: بيان القمة العربية الطارئة لم يعالج حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر

صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)
صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)

رفضت إسرائيل بيان القمة العربية الطارئة بشأن قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، وقالت إنه لم يعالج حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر «وظل متجذراً في وجهات نظر عفا عليها الزمن».

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن «بيان القمة العربية الطارئة يعتمد على السلطة الفلسطينية والأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وكلاهما أظهر مراراً دعم الإرهاب والفشل في حل القضية».

وأضافت في بيان: «لا يمكن أن تظل (حماس) في السلطة، وذلك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

وفي إشارة إلى مقترح قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإبعاد سكان غزة من القطاع، قالت الخارجية الإسرائيلية: «الآن، مع فكرة الرئيس ترمب، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار بناء على إرادتهم الحرة. هذا أمر يجب تشجيعه، لكن الدول العربية رفضت هذه الفرصة دون منحها فرصة عادلة، واستمرت في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل».

واعتمدت القمة العربية الطارئة في القاهرة خطةً لإعادة إعمار غزة تستغرق بشكل كامل خمس سنوات. وتستغرق المرحلة الأولى عامين، وتتكلف 20 مليار دولار، بينما تتكلف المرحلة الثانية 30 مليار دولار.

وأكد البيان الختامي للقمة دعم استمرار عمل الأونروا، كما أكد أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

كما اقترح البيان نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة والضفة الغربية، ودعا إلى تعزيز التعاون مع القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا لإحياء مفاوضات السلام.

ورحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالخطة التي قدمتها مصر وشركاء عرب آخرون بشأن غزة، وأكد أن الاتحاد الأوروبي ملتزم تماماً بالمساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط ومستعد لتقديم الدعم الملموس للخطة.