استمرار التوتّر بين فصائل المعارضة في ريف حلب

مخيّم للنازحين في دير بلوط بريف حلب (أ. ف. ب)
مخيّم للنازحين في دير بلوط بريف حلب (أ. ف. ب)
TT

استمرار التوتّر بين فصائل المعارضة في ريف حلب

مخيّم للنازحين في دير بلوط بريف حلب (أ. ف. ب)
مخيّم للنازحين في دير بلوط بريف حلب (أ. ف. ب)

استمر التوتر اليوم (الأربعاء) بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" المدعومة من تركيا، في القطاع الغربي من ريف حلب في شمال سورية. وكانت اشتباكات عنيفة قد دارت بين الجانبين أمس (الثلاثاء) وأسفرت عن مقتل 39 من المسلحين والمدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي التوترات في إطار سعي "هيئة تحرير الشام"، التي تشكل "جبهة فتح الشام" – "النصرة" سابقا - أبرز مكوّن فيها، لتوسيع سيطرتها في المنطقة. وقال ناشطون محليون إن "الهيئة" تستغل سحب جزء من مقاتلي "الجبهة الوطنية" من المنطقة لتوجيههم إلى منبج، حيث تستعد تركيا لشن عملية كبيرة ضد المسلحين من قوات حماية الشعب الكردية التي تشكل الفصيل الأبرز في قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وواصلت "هيئة تحرير الشام" اليوم عملية تثبيت سيطرتها على بلدة دارة عزة في المنطقة. وقال المرصد السوري إن معارك الساعات الأربع العشرين الماضية أسفرت عن مقتل 19 على الأقل من أعضاء "جبهة فتح الشام" و15 من "الجبهة الوطنية للتحرير"، بالإضافة إلى خمسة مدنيين من بينهم طفلان.
وكان المرصد السوري قد نسب إلى "مصادر موثوقة" قبل يومين أن لا صحة للأنباء عن تسليم "قسد" سد تشرين على نهر الفرات، قرب مدينة منبج، لقوات نظام بشار الأسد، وذلك بعد نحو 48 ساعة من انتشار قوات النظام على خطوط التماس بين مناطق وجود القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب، وقوات "مجلس منبج العسكري" و"جيش الثوار" من جانب آخر. وأفادت شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية بأن دخول قوات النظام اقتصر على منطقة العريمة الواقعة إلى الغرب من منبج.
وجدير بالذكر أن القوات الأميركية لا تزال موجودة في المدينة ومحيطها، وتسيِّر دورياتها بشكل عادي في المنطقة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».