بارزاني يأمر قوات البيشمركة بمهاجمة «داعش» على كافة المحاور.. والمالكي يوجه بإسنادها جوا

مصدر عسكري كردي لـ {الشرق الأوسط}: أمنا سد الموصل بالكامل.. ونخوض معارك في سنجار

نازحون إيزيديون يلوذون بجبل سنجار هربا من «داعش» أمس (أ.ف.ب)   و   صورة ضوئية للصفحة الأولى لـ {الشرق الأوسط} أمس  وفيها خبر العراق الذي أكد على عدم سقوط سد الموصل بيد {داعش}
نازحون إيزيديون يلوذون بجبل سنجار هربا من «داعش» أمس (أ.ف.ب) و صورة ضوئية للصفحة الأولى لـ {الشرق الأوسط} أمس وفيها خبر العراق الذي أكد على عدم سقوط سد الموصل بيد {داعش}
TT

بارزاني يأمر قوات البيشمركة بمهاجمة «داعش» على كافة المحاور.. والمالكي يوجه بإسنادها جوا

نازحون إيزيديون يلوذون بجبل سنجار هربا من «داعش» أمس (أ.ف.ب)   و   صورة ضوئية للصفحة الأولى لـ {الشرق الأوسط} أمس  وفيها خبر العراق الذي أكد على عدم سقوط سد الموصل بيد {داعش}
نازحون إيزيديون يلوذون بجبل سنجار هربا من «داعش» أمس (أ.ف.ب) و صورة ضوئية للصفحة الأولى لـ {الشرق الأوسط} أمس وفيها خبر العراق الذي أكد على عدم سقوط سد الموصل بيد {داعش}

بدأت قوات البيشمركة الكردية أمس هجوما مضادا شاملا على «داعش» ومن كافة المحاور بأمر من مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الذي قرر أيضا الخروج من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم في المعركة مع التنظيم المتطرف الذي سيطر على عدة بلدات غرب الموصل كانت خاضعة لسيطرة القوات الكردية واقتربت من سد الموصل، أكبر سدود العراق.
وأصدر البارزاني أمر إلى قيادات البيشمركة والجهات المعنية في الإقليم ببدء الهجوم على داعش من كافة المحاور، في الوقت ذاته أعلنت وزارة البيشمركة في الإقليم أنها وصلت مشارف قضاء سنجار، مبينة أنها تحاصر سنجار وزمار وكافة المناطق التي سيطرت عليها داعش خلال الأيام الماضية.
وقال مسعود بارزاني في بيان «إن أبناء الشعب الكردي اعتادوا على التعايش السلمي وثقافة تعدد الأديان والمحبة، ولم يعتدوا على أي شخص طوال التاريخ، وكانوا دائما يدافعون عن أنفسهم». وتابع بارزاني «بعد أحداث الموصل اتخذت كردستان موقفا دفاعيا، إلا أن الإرهابيين هاجموا كردستان والتي نتج عنها أحداث محزنة خلال الأيام الماضية، لذا قررنا الخروج من مرحلة الدفاع، ومحاربة الإرهابيين إلى آخر نفس، أصدرنا الأوامر لقوات البيشمركة والجهات المعنية الأخرى بمهاجمة المتطرفين وأعداء الكرد وكردستان بكل ما أوتوا من قوة».
من جانبها نقلت شبكة «روداو» الإعلامية المقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني عن فلاح مصطفى مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم: قوله «أبلغنا القنصلية الأميركية في أربيل والسفارة في بغداد أن مرحلة إبداء الشكر انتهت ويجب على الولايات المتحدة أن تساعد إقليم كردستان عسكريا، لأن الإقليم لا يمكنه أن يحارب الإرهاب لوحده»، وأشار إلى أن الجانب الأميركي لم يرفض طلب الإقليم ووعد بدراسته.
بدورها، أعلنت وزارة البيشمركة أنها بدأت منذ فجر أمس هجوما كبيرا من عدة محاور على كافة المناطق التي استولى عليها المسلحون خلال الأيام الماضية، مؤكدة مقتل العشرات من «داعش» خلال المعارك. وقال هلكورد حكمت، المسؤول الإعلامي لوزارة البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا بدأت هجوما كبيرا وبإسناد من الأسلحة الثقيلة التي نملكها على كافة المناطق التي استولى عليها داعش، نحن في تقدم مستمر والعدو بدأ بالانسحاب».
وحول تسليح البيشمركة من قبل الولايات المتحدة، قال حكمت «هذا من اختصاص حكومة الإقليم لكن الولايات المتحدة دخلت على الخط بيننا وبين بغداد للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين لمهاجمة داعش».
وكان الفريق قاسم عطا الناطق الرسمي باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أعلن في بتصريح أمس أن رئيس الوزراء نوري المالكي «أصدر الأوامر لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بتقديم الإسناد الجوي لقوات البيشمركة ضد عصابات داعش». وبالفعل أكدت مصادر مطلعة في أن منطقتا نصر ومجمع خانا سور كانا من بين المناطق التي قصفته الطائرات العراقية أمس.
وفي الشأن ذاته ذكر مصدر عسكري كردي أن قوات البيشمركة التي كانت تحاصر سنجار والمكونة من أكثر من 10 آلاف مقاتل استطاعت مساء أمس دخول المدينة «بعد معارك عنيفة دامت لساعات تمثلت بقصف مكثف لمسلحي داعش داخل المدينة ومن ثم دخولها»، مشيرة إلى أن «اشتباكات عنيفة كانت جارية وسط سنجار بين البيشمركة ومسلحي داعش تكبد خلالها التنظيم المتطرف خسائر كبيرة في الأرواح والآليات». وأضاف المصدر، أن قوات البيشمركة وصلت أيضا إلى جبل سنجار واستطاعت نجدة آلاف الإيزيديين العالقين هناك منذ أيام»، مشيرا في الوقت ذاته أن قوات البيشمركة مستمرة في التقدم باتجاه السيطرة على طريق ربيعة - سحيلا الحدودي لمنع مسلحي داعش من الفرار باتجاه سوريا.
كما ذكر مصدر أمني في قضاء تلكيف أن البيشمركة تتقدم باتجاه زمار، مشيرا إلى أن معارك طاحنة دارت بين البيشمركة وداعش، مبينا أن قوات البيشمركة تستخدم أسلحة ثقيلة ومدافع بعيدة المدى.
وقال المصدر بأن «البيشمركة استعادت السيطرة على ناحية وانة التي تبعد عن سد الموصل بنحو 20 كلم، وأصبح السد الآن آمنا بالكامل»، علما بأن «الشرق الأوسط» كانت الوحيدة من بين كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية التي لم تشر إلى سقوط السد بيد «داعش» بل نقلت عن مصادرها أن السد ظل تحت سيطرة القوات الكردية. وأشار المصدر الأمني كذلك إلى أن قوات البيشمركة «تتقدم لتحرير كافة مناطق الربيعة الحدودية واستطاعت أن تستعيد قريتا الوليد والقاهرة في المنطقة».



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.