ما هو جيش فاغنر؟

- يقف وراء تشكيل هذه الميليشيا ضابط سابق في الاستخبارات الروسية يدعى ديمتري أوتكينوكان. ورغم أن الكرملين ينفي أي علاقة للسلطات الروسية بهذه التشكيلات، لكن الضابط سبق أن استُقبل مع نائبه آندريه تروشيف في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016 في الكرملين، وظهر على شاشات التلفزيون خلال حفل خاص لتكريم «أبطال» سوريا عبر تقليدهما أوسمة تثميناً لجهودهما في «تحرير» مدينة تدمر السورية من سيطرة تنظيم «داعش». وفي اليوم نفسه، التقطت صورة لهما مع بوتين.
وعمل أوتكين الذي يُلقّب بفاغنر حتى عام 2013 قائداً لقوة خاصة تتكوّن من 700 جندي في القوات المسلحة الروسية، أما تروشيف فلقد شارك في حرب أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وعمل سابقاً في القوات الخاصة للشرطة الروسية. وتشير التقارير إلى أن هذه الميليشيا تضم آلاف المرتزقة بينهم جنود وضباط متقاعدون في الجيش الروسي. ويدير بريغوجين هذا الجيش من وراء الكواليس.
وفي سوريا شارك هذا الجيش في أعمال قتالية منذ عام 2015، بدأت في هجوم اللاذقية في أكتوبر التي هدفت إلى السيطرة على الساحل السوري وإنهاء سيطرة الفصائل المعارضة على مساحات واسعة فيه. قبل أن ينتقل إلى شمال حلب في فبراير (شباط) من العام التالي، وهو الهجوم الذي نجح في كسر حصار نبل والزهراء الذي استمرّ ثلاث سنوات، مما أدى فعلياً إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي للمعارضة السورية من تركيا.
ولعب «جيش فاغنر» دوراً أساسياً بعد ذلك في الهجوم على تدمر في مارس (آذار) 2016 الذي أسفر عن السيطرة على المدينة قبل أن يعود تنظيم «داعش» لاحتلالها في هجوم مباغت قرب نهاية العام، ما أثار غضب موسكو التي وجهت انتقادات إلى قيادات عسكرية سورية في ذلك الوقت.
وتدخل المرتزقة الروس مجدداً في بداية 2017 لإعادة السيطرة على المدينة. وشارك بعد ذلك في حملة وسط سوريا منتصف عام 2017 التي هدفت إلى السيطرة على مدينة السخنة الاستراتيجية، قبل أن يشارك في الهجوم على حماة في سبتمبر (أيلول) من العام ذاته. ثم خاض معارك للسيطرة على حقول نفطية قرب دير الزور استمرّت بين سبتمبر ونوفمبر من عام 2017.
وخاضت مجموعات من هذه القوات بالتزامن مع معارك دير الزور سلسلة مواجهات في شمال غربي سوريا في الفترة بين أكتوبر 2017 وفبراير 2018، هدفت إلى السيطرة على تقاطع محافظات حماة وحلب وإدلب، قبل أن تتعرض في فبراير من عام 2018 إلى الضربة الكبرى التي يقال إنها زعزعت وجودها في سوريا، بعدما خسر مئات المقاتلين دفعة واحدة في الهجوم الأميركي على وحداته عندما حاول الاقتراب من القوات الكردية المدعومة من جانب واشنطن، قرب حقل خشام النفطي ما أسفر عن سقوطه تحت قصف مركز من جانب القوات الأميركية.