السعودية: هيئة جديدة للتجارة الخارجية مع تسارع وتيرة التنويع الاقتصادي

صندوق النقد توقع ارتفاع النمو إلى 2.4 % في 2019

برامج رؤية المملكة 2030 تسير على قدم وساق فيما يتعلق باستراتيجية رفع نسبة الصادرات السعودية غير النفطية (تصوير: خالد الخميس)
برامج رؤية المملكة 2030 تسير على قدم وساق فيما يتعلق باستراتيجية رفع نسبة الصادرات السعودية غير النفطية (تصوير: خالد الخميس)
TT

السعودية: هيئة جديدة للتجارة الخارجية مع تسارع وتيرة التنويع الاقتصادي

برامج رؤية المملكة 2030 تسير على قدم وساق فيما يتعلق باستراتيجية رفع نسبة الصادرات السعودية غير النفطية (تصوير: خالد الخميس)
برامج رؤية المملكة 2030 تسير على قدم وساق فيما يتعلق باستراتيجية رفع نسبة الصادرات السعودية غير النفطية (تصوير: خالد الخميس)

رجح مختصون أن يشهد عام 2019 تسريع وتيرة تنويع الاقتصاد السعودي إلى مستويات أعلى في مختلف المجالات، في ظل شراكات استثمارية وتنظيمات جديدة على صعيد التجارة الخارجية، وهو ما يؤكده قرار مجلس الوزراء السعودي، أمس، بإنشاء هيئة للتجارة الخارجية، حيث ستحدد صياغة السياسات التجارية للسعودية، ومتابعتها، بمشاركة الجهات المعنية، بما يؤدي إلى زيادة وتنويع التبادل التجاري مع العالم الخارجي.
وستلعب الهيئة دوراً في بلورة الاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية لفتح الأسواق، وحماية الصناعات الوطنية من الممارسات الضارة، وتعظيم مكاسب المملكة من عضويتها في المنظمات، ووصولها نحو أهم الاقتصادات العالمية. في وقت توقع فيه صندوق النقد الدولي ارتفاع نمو الاقتصاد السعودي إلى 2.4 في العام الجديد.
من ناحيته، أفاد ياسين آل سرور رئيس غرفة التجارة الخارجية السعودية نائب رئيس الغرفة التجارية العالمية، بأن برامج رؤية المملكة 2030 تسير على قدم وساق فيما يتعلق باستراتيجية رفع نسبة الصادرات السعودية غير النفطية، التي ارتفعت أخيراً من 16 في المائة إلى 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
ولفت آل سرور إلى أن نتائج استراتيجية الرؤية ساهمت في رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي في السعودية من 3.8 في المائة إلى المعدل العالمي 5.7 في المائة، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية تخطى أكثر من 224 مليار دولار، ما يؤشر لزيادتها في عام 2019.
من جهته، رجح محمد الحمادي رئيس مجلس الأعمال السعودي المغربي لـ«الشرق الأوسط»، أن يشهد عام 2019 توقيع الكثير من الاتفاقيات المعززة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين السعودية وعدد من دول آسيا وأفريقيا، فضلاً عن دول أخرى في طريقها لتنفيذ اتفاقيات سابقة من شأنها أن تزيد من وتيرة تنويع الاقتصاد الوطني والصادرات السعودية في الأسواق العالمية.
وأكد الحمادي متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على تجاوز التحديات التي تواجه الاقتصادات الإقليمية والدولية، وهو ما يدلل على عمق الاستراتيجية السعودية المعززة لتنويع الاقتصاد، في حين بينت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن الصادرات غير النفطية قفزت بنسبة 26.2 في المائة في أول 9 شهور من العام المنصرم، مقارنة مع الفترة المقابلة من 2017. وبيَّن الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف، أن السعودية تسعى بتوجيه وتخطيط من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لتنويع مصادر الدخل، مشيراً إلى أن ذلك أثمر تحقيقاً إيجابياً لنتائج رؤية المملكة 2030 ونمواً مضطرداً في زيادة الإيرادات غير النفطية.
وأضاف باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه النتائج الإيجابية أكدتها الميزانية العامة للدولة، حيث تحقق النمو في الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما أثبت متانة الاقتصاد السعودي، وأنه قادر على مواجهة التحديات والتقلبات الاقتصادية العالمية، سواء في انخفاض أسعار النفط أو ارتفاع التضخم العالمي وارتفاع أسعار السلع والخدمات، و«نتوقع نمواً تقريباً بنسبة 2.3 في المائة في مستهل عام 2019».
إلى ذلك، ذكرت الهيئة العامة للإحصاء أن إجمالي الصادرات غير النفطية السعودية بلغ 170.79 مليار ريال (45.54 مليار دولار) في أول 9 شهور من 2018، في وقت أكدت فيه السعودية مضيها قدماً لخفض اعتماد اقتصادها على النفط الخام، وتعزيز القطاعات غير النفطية عبر تحفيز الصناعة والصادرات.
ووفق الهيئة، «بلغ إجمالي قيمة الصادرات السعودية البترولية وغير البترولية نحو 812.9 مليار ريال (216.7 مليار دولار) في أول 9 شهور من العام الماضي». في وقت أكد فيه صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي أن السعودية قطعت خطوات جادة في إصلاحاتها الاقتصادية، ما يحفز النمو غير النفطي على المدى المتوسط.
وتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع نمو الاقتصاد السعودي إلى 2.4 في العام 2019، في حين أكدت وكالة التصنيف الائتماني العالمية «ستاندرد آند بورز» في تقريرها الأخير، إيجابية الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة للنهوض بالاقتصاد غير النفطي وضبط أوضاع الموازنة العامة، بفضل الإصلاحات الاقتصادية.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».