فاصل من المواجهات الغاضبة داخل غرفة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض

حدة وجدل ومفاجآت بين المراسلين والمتحدث الرسمي

جاي كارني المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في فترة استراحة  قبل بدء الموجز الإعلامي اليومي (نيويورك تايمز)
جاي كارني المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في فترة استراحة قبل بدء الموجز الإعلامي اليومي (نيويورك تايمز)
TT

فاصل من المواجهات الغاضبة داخل غرفة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض

جاي كارني المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في فترة استراحة  قبل بدء الموجز الإعلامي اليومي (نيويورك تايمز)
جاي كارني المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في فترة استراحة قبل بدء الموجز الإعلامي اليومي (نيويورك تايمز)

لا يستغرق النقاش بين جوناثان كارل وجاي كارني لبدء الموجز الإعلامي اليومي وقتا طويلا، وسط طقوس الجلسات الإعلامية في غرفة المؤتمرات الصحافية بالبيت الأبيض.
لكن كارل مراسل شبكة «إيه بي سي نيوز» الذي بدا مستاء من البيان الصادر عن المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني بشأن تعثر قانون الرعاية الصحية، قال «لكن، يا جاي، أريد تذكيرك مرة أخرى بشأن ما قاله الرئيس على وجه التحديد.» ومن خلال استخدام كلماته للتأكيد على ذلك، واصل كارل التشديد على هذه النقطة «قال الرئيس إنه يمكن للشخص تجنب التعامل مع نظام الموقع الإلكتروني والتقدم للبرنامج عن طريق الهاتف أو الحضور شخصيا، حيث يمكن الانتهاء من هذا الإجراء خلال 25 دقيقة».
واستخدم كارني المنفعل نفس لهجة كارل الساخرة في رده، وقال متهكما «يا جون، لقد فهمت الأمر»، مما أثار القليل من الضحكات الخافتة الممزوجة بالانفعال بين المراسلين المجتمعين. وفي المقابل رد كارل «سخريتك أمر ممتع، لكن الرئيس قال إنه يمكن التقدم بطلبك خلال 25 دقيقة (و) هذا الأمر غير صحيح». وعندما واصل كارل ضغوطه، قال له كارني، بفظاظة، إن أسئلته سخيفة. وقال كارني «يمكنك التحلي بهذه المناجاة بين جنبات نفسك»، مضيفا «اعتقد يا جون أن جميع الموجودين هنا يفهمون ما أعنيه، ومن المؤسف أنني لا استطيع قول نفس الشيء لك».
لقد اتخذ كارني، الهادئ عادة، موقفا عدائيا في بداية، وغالبا في نهاية، طرح الأسئلة المثيرة للغضب التي وجهها له كارل بشأن العديد من القضايا - مثل البدء في قانون الرعاية الميسورة التكلفة وإغلاق الحكومة ومنح الإجازات للموظفين الفيدراليين. وفي إحدى المرات، قام كارل بمضايقة كارني عندما قاطعه أثناء رد الأخير على أسئلة أحد المراسلين. ورد كارني عليه بالمثل على الفور قائلا «إنني أتحدث مع أحد الأشخاص الآن يا جون». ومع الوضع في الاعتبار وجود رئيس مجلس النواب جون بونر، النائب عن ولاية أوهايو، في المناقشة، وجه كارني تعليقا لاذعا إلى كارل قائلا «إنني متأكد أنك ستمثل ما كان سيقوله رئيس المجلس في أحد محاضر الاجتماع».
عندما مارس كارل الضغط على كارني بشأن مسألة تعليق إعانات الوفاة العسكرية أثناء أزمة إغلاق الحكومة، قال له كارني غاضبا «إذا كنت تريد معرفة الرأي حيال ذلك، فإن..». والجدير بالذكر أن كارني يدخل في جدال مع المراسلين الآخرين في بعض الأحيان - ومن بينهم تحديدا إيد هنري من وكالة «فوكس نيوز» – بيد أن مناقشاته مع كارل، على وجه الخصوص، غلب عليها طابع الحدة والغضب وعنصر المفاجأة في ضوء الإطار الإعلامي للبيت الأبيض والتهديد بأن تصبح تلك المناقشة بمثابة عرض مصغر من الموجز الإخباري التلفزيوني اليومي.
هل تعتبر تلك المواجهة مجرد تباه وتفاخر درامي جرى تمثيله من أجل العرض العام على شبكة التلفزيون الأميركية «سي سبان»؟ أو هل يوجد أي معنى أكبر لهذا الصدام المصغر؟ هل أدى إزعاج ومضايقة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض إلى تسليط المزيد من الأضواء على أعمال القوى الرئاسية؟
وفي هذا الصدد، ينتاب الارتياب بعض زملاء كارل الموجودين في غرفة المؤتمرات الصحافية بشأن اعتبار هذا الأمر تبادلا للآراء. ويتساءل أحدهم «ما هو المقدار المستهدف من (هذا الفعل) لنقل أخبار عن النجاح في وضع كارني تحت ضغوط؟.. وما هو القدر الذي يكون معه ذلك الحدث مسرحا للأحداث بهدف معرفة معدلات التصنيف لكي ينطبع في ذهن الرؤساء أو جذب الانتباه خلافا لذلك؟». وخلال تبادل رسائل البريد الإلكتروني بشأن هذا الموضوع، رفض كارني بشدة توجيه الأسئلة بخصوص علاقته بكارل ورد فعله تجاهه بهذه الطريقة قائلا «إن الإجابة عن الأسئلة الصعبة هي جزء من وظيفتي». ورفض الرد على أسئلة المتابعة.
يتسم كارل برحابة الصدر بشكل أكبر. وقال كارل في إحدى المقابلات التي جرت الأسبوع الماضي، إن هناك أسلوبا للتقارب وتبني منهج مثل منهجه هذا. وأضاف كارل «أعتقد أنه يجب علينا أن نكون جاهزين لطرح أسئلة صعبة، ولكن يجب ألا نكون دائما راغبين في قبول عدم وجود إجابات لتلك الأسئلة. عندما لا تأتي الإجابة سريعا، أعتقد أن من واجبنا مواصلة الضغط. لا أرى هذا الأمر على أنه مواجهة تصادمية (لكنه) إصرار شديد للحصول على الإجابة الصريحة».
وفي ما يتعلق بإجبار كارني على التراجع، قال كارل «لم أتعامل مع أي أمر من تلك الأمور بصورة شخصية، فنحن في بيئة مملوءة بالضغوط عندما تزداد المخاطر، ومع ذلك فإن كارني من الداعمين لهذا الأمر».
وفي ضوء المعايير الاحترافية بين الخصوم، يعتبر كارني، البالغ من العمر 48 عاما، وكارل، البالغ من العمر 45 عاما، خصمين مناسبين لبعضهما البعض. ويعتبر كارل صحافيا مرموقا ومحنكا في واشنطن (حيث قضى ثماني سنوات في الـ«سي إن إن» قبل أن يلتحق بشبكة «إيه بي سي» في عام 2003). ونفس الأمر ينطبق على كارني عندما ترك منصبه كرئيس لمكتب واشنطن السابق لمجلة «تايمز» وصار مدير اتصالات لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية عام 2008. الشخصان متشابهان ماديا بشكل كبير، فمن الأمور المشتركة بينهما أنهما يتمتعان بمظهر أنيق وشعر يميل إلى اللون الأصفر الرملي ويرتديان نظارة.
وفي الواقع، فعند الحديث بعيدا عن مناصبهما الرسمية، يقول كارل إنه وكارني صديقان مقربان، حيث يرجع تاريخ علاقاتهما إلى الحقبة التاريخية للرئيس الأسبق بيل كلينتون. وعلاوة على ذلك، فإن كلير شيبمان، زوجة كارني، زميلة لزوجة كارل في «إيه بي سي نيوز»، حيث كانت تغطي أخبار البيت الأبيض قبل التحاق زوجها به. ومن بين الأمور الأخرى، فإنه من القواسم المشتركة بين هذين الشخصين اهتمامهما بالسياسة والتاريخ الروسي.
وقال كارل «أكن الاحترام الشديد لكارني. وأعتقد، بالنسبة لبعض النواحي، أنه واحد من الأشخاص الأكثر ذكاء من بين من شغلوا هذا المنصب. اعتقد أنه لو كان في نفس موقفي، فإنه كان سيسأل بعضا من الأسئلة نفسها التي سألتها. أعتقد أنه يتفهم أننا لدينا مهمة نؤديها».
ومن المؤكد أن كونك أكثر الأشخاص الذين يوجهون أسئلة صعبة في غرفة المؤتمرات الصحافية يمكن أن تكون له فائدة بالنسبة لك. ففي هذا السياق، صار سام دونالدسون شخصا مشهورا نتيجة لجداله على شاشات التلفزيون مع مسؤولي البيت الأبيض، بما في ذلك تصرفه المشهور عندما وجه أسئلة استفزازية (قلما يُجاب عنها) إلى الرئيس رونالد ريغان. وهناك مثال آخر هو ديفيد غريغوري، الذي تحكم بالكاد في شعوره بالشكوك ونفاد الصبر خلال حديثه مع مجموعة من طاقم السكرتارية الصحافيين في فترة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وذلك أثناء فترة عمله كمراسل لمحطة «إن بي سي» في البيت الأبيض. وصار غريغوري الآن مقدم برنامج «ميت ذا برس».
وبالإضافة إلى ذلك، انتقل جيك تابير، الذي سبق كارل مباشرة في منصبه في «إيه بي سي»، من مراسل لتغطية أخبار البيت الأبيض إلى تقديم عرضه اليومي «ذا ليد» على قناة «سي إن إن» (ووصف تابير كارل بأنه «شخص متماسك وقوي وذو منزلة رفيعة، مع عدم وجود مثل هذه السمات بوفرة دائما في واشنطن العاصمة)». وبوصفه واحدا من أكثر الوجوه المميزة في شبكته، يقول كارل إنه لا يخفي طموحه الشديد بأنه ليس هناك شيء مهم في شبكة «إيه بي سي» أكثر من نقل الأخبار والتصريحات الخاصة بالمسؤولين بالبيت الأبيض. كارل لا يحتاج إلى المدة الزمنية الخاصة بالبرنامج والظهور غالبا في برنامج «صباح الخير يا أميركا» ونشرة الأخبار المسائية والبرنامج الإخباري «نايت لاين». كما أن كارل هو البديل لجورج ستيفانوبولوس كمقدم لبرنامج «هذا الأسبوع» الذي يُقدم يوم الأحد، وهو الدور الذي ساعد تابير في تحقيق طفرة في ظهوره على قناة «سي إن إن».
وفي شهر مايو (أيار)، وجد كارل أنه كان، بإيجاز، هو الشخص البارز بعد نقله لأخبار تفيد بأن البيت الأبيض قد كتب 12 نسخة من النقاط النقاشية الخاصة به في ما يتعلق بالهجمات الإرهابية التي وقعت في بنغازي وليبيا العام الماضي. وكان إنجازه متمثلا في تحقيق سبق رائع، باستثناء عنصر واحد: فقد نقل كارل أخبارا في البداية بأنه «استعرض» رسائل البريد الإلكترونية الداخلية التي أرسلها نائب مستشار الأمن القومي بين رودس، مع توضيح أن المراجعات جرت بناء على أمر من وزارة الخارجية.
وعلى ما يبدو، فإن ما حصل عليه كارل كان تلخيصا لرسائل البريد الإلكتروني المتوفرة من قبل مصادر جمهورية بالكونغرس تسعى للانتقاص من مكانة ومصداقية الإدارة. وفي تهكم بسيط، نقل تابير، زميل كارل السابق، أخبارا بشأن محتويات رسائل البريد الإلكتروني، والتي لم يرد بها مسمى وزارة الخارجية، على النقيض مما كشف عنه كارل.
لقد كان هذا الأمر زلة نادرة بالنسبة لكارل تسببت في تبسيط خطأه. وقال كارل «سأكتفي بما حدث سابقا بخصوص ذلك الأمر. وللأسف، كان هناك بريد إلكتروني غير صحيح. وبوصفك مراسل، فإنك تشعر بالأسف عند الحصول على أي شيء خاطئ.»
يتمثل التساؤل الأهم بشأن كارل وكارني والأخبار اليومية التي تخص البيت الأبيض فيما إذا كانت تلك الجلسات ستتسبب في ما هو أكثر من المواجهة العارضة التي تصلح للعرض على شاشة التلفزيون. وفي هذا الصدد، يقول رون فورنير، الذي كان واحدا من المراسلين المخضرمين لوكالة «أسوشييتد برس» بالبيت الأبيض، إن نقل الأخبار والتصريحات اليومية يكون ذا قيمة كبيرة بعض الشيء، حيث إن ذلك هو السبيل للحصول على الأخبار الفعلية، بيد أن هذا الأمر صار هو «الدعامة» للمراسلين - كبديل لنقل الأخبار الاستقصائية للكثير من الأمور المليئة بالنشاط.
ويتتبع فورنير، الذي يعمل الآن ككاتب لمقالات الرأي لدى «ناشيونال جورنال» عملية الانحدار التي أصابت عملية نقل الأخبار حتى عام 1995، عندما سمح مايك ماكيري، السكرتير الصحافي السابق للرئيس بيل كلينتون، «سي-سبان» بنقل حديث تلفزيوني لهم على الهواء. وأضاف فورنير «لقد أدى ذلك إلى تحويل الحدث إلى ما هو أكثر، من مجرد عرض ومكان للحصول على المعلومات. ونعلم جميعا أن المناقشة تُبث تلفزيونيا، ووصلنا جميعا إلى وضع شعرنا فيه باستعراض القوة ونشوة الانتصار، فهذه هي الطبيعة البشرية». ووفقا للإحصائيات التي ذكرتها مارثا جوينيث كومار، الأستاذة بجامعة توسون والتي تدرس الإعلام بالبيت الأبيض، يُخصص نحو ثلثي كل عملية من عمليات نقل التصريحات لتلقي الأسئلة من المراسلين من شبكات الأخبار والبث الإخباري، مثل «أسوشيتد برس» و«رويترز» وخدمات الأخبار. وتضيف كومار أن «هيمنة مراسلي التلفزيون أثناء نقل الأخبار والتصريحات لم تكن من قبل المصادفة. البيت الأبيض هو الأكثر اهتماما بهذا الأمر، بالإضافة إلى نقل رسائله عبر شاشة التلفزيون.»
ربما يشرح هذا الأمر جزءا من العروض التي جرت بين كارني وكارل، بيد أن كارل يقول إن هناك استفادة عامة من طقوس نقل الأخبار اليومية أيضا. وأردف كارل قائلا «يمكن أن يشتكي المراسلون من أن نقل التصريحات ليس مفيدا للغاية، بيد أننا سنكون أول يشتكي بشدة وبصورة مفرطة في حال اختفاء تلك التصريحات. هذا التوقيت مهم للغاية. واعتقد أنه من الضروري فهم ما يفكر فيه مسؤولو (البيت الأبيض) وما هي حجتهم (و) ردهم على منتقديهم».
* خدمة «نيويورك تايمز»



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.