جيرو يبدو متناغماً مع تشيلسي... لكنه في حاجة إلى تسجيل الأهداف

لاعب قلب الهجوم يبذل جهوداً دؤوبة... غير أن رفاهية إهدار الفرص يتعذر على أي نادٍ تحملها

جيرو يبذل جهداً كبيراً لصناعة الفرص... لكنه يحتاج إلى تسجيل أهداف (رويترز)
جيرو يبذل جهداً كبيراً لصناعة الفرص... لكنه يحتاج إلى تسجيل أهداف (رويترز)
TT

جيرو يبدو متناغماً مع تشيلسي... لكنه في حاجة إلى تسجيل الأهداف

جيرو يبذل جهداً كبيراً لصناعة الفرص... لكنه يحتاج إلى تسجيل أهداف (رويترز)
جيرو يبذل جهداً كبيراً لصناعة الفرص... لكنه يحتاج إلى تسجيل أهداف (رويترز)

مرت لحظة خلال المؤتمر الصحافي للإيطالي ماوريسيو ساري، مدرب تشيلسي، وبعدما كال الثناء لنجمه البلجيكي إيدن هازارد وتحدث عن تحديه معه حول أنه سيسجل 40 هدفاً هذا الموسم، واجه المدرب سؤالاً حول خطر الاعتماد على لاعب واحد، وأجاب ساري بأنه بمقدور كل من بيدرو وويليان تسجيل 10 أهداف. ويبدو هذا قولاً منصفاً. حتى الآن، سجل بيدرو ثلاثة أهداف خلال بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم، بينما سجّل ويليان هدفاً واحداً. وليس ثمة ما يمنع من أن يتمكن أيهما أو كلاهما من مضاعفة هذا الرقم على مستوى جميع المسابقات التي يشتركان فيها (الأمر الذي شدد ساري أنه يتحدث عنه؛ فهو لا يتوقع أن يحرز هازارد 40 هدفاً خلال بطولة الدوري فقط). إلا أن ما لم يقله بدا على القدر ذاته من الأهمية، فقد تساءل الكثيرون فيما بينهم حول كم من الأهداف يعتقد المدرب أن المهاجمين أوليفييه جيرو وألفارو موراتا باستطاعتهما تسجيله هذا الموسم؟
الملاحظ، أنه بالنسبة لجيرو على الأقل، فإنه يحاول تعويض نقص الأهداف التي يحرزها بصورة مختلفة. وقبل كل شيء، لم يسبق أن فازت فرنسا ببطولة لكأس العالم بينما لم يسجل لاعب قلب الدفاع لديها هدفاً واحداً. وربما يصبح بمقدور جيرو ادعاء أنه فاز بكأس العالم وكونه خليفة ستيفان غيفارش، المهاجم الذي لم يكن يحرز أهدافاً، والعنصر غير الأناني بالفريق الذي كانت تحركاته واستعداده لشنّ هجمات قوية ضد المدافعين والاستحواذ على الكرة والحفاظ عليها، تخلق مساحات وفرصاً أمام اللاعبين المخادعين القادمين من خلفه. وجاء أداء أشبه بما قدمه البرازيلي سيرجينهو عام 1982، لكن مع لمسة أفضل، أو دور فليمينغ بولسن عام 1992. إن جيرو باختصار المهاجم الذي لا يسجل أهدافاً، لكنه يمكّن فريقه من اللعب على نحو جيد.
بيد أن إنجاز ذلك في إطار بطولة تتألف من ستة أو سبعة مباريات يختلف عن الاضطلاع بهذا الدور في إطار بطولة دوري. وربما لا يتوافق أداء جيرو مع المقاييس الإحصائية؛ ذلك أن الإحصاءات لا تقيس الحركة على جانبي الملعب لاجتذاب مدافعي الخصم بعيداً عن مراكزهم وفتح مساحة أمام هازارد. كما أنها لا تقيس الضغط المستمر للاعب قلب دفاع، ولا الهجمات المستمرة على خط دفاع حتى تبدأ قوة لاعبيه في التهاوي. لا تقيس الإحصاءات سوى الأهداف والتمريرات والأهداف التي عاون اللاعب في إحرازها. وبناءً على هذه المقاييس، فإن أفضل وصف يمكن إطلاقه على أداء جيرو مع تشيلسي حتى الآن بأنه جاء على مستوى الحد الأدنى. وفي المباراة الأخيرة ضد كريستال بالاس لمس الكرة 18 مرة. وجاء نصف هذه اللمسات داخل النصف الخاص به من الملعب، واثنتان فقط كانتا داخل منطقة جزاء ليفربول.
وكانت واحدة من هاتين اللمستين كرة بالرأس خرجت عن مسارها بين منطقتي الـ6 والـ18 ياردة. وحاول جيرو تمرير الكرة 14 مرة، وجدت طريقها لهدفها المقصود ستة مرات. واستعرض مهارة التحكم في الكرة مرة وسقط في فخ التسلل مرة. كما فاز في أربع مواجهات بالرأس. ولم يحقق استخلاصاً للكرة أو اعتراضاً أو إعاقة لتمريرة من جانب الخصم أو إنقاذاً لمرماه من فرصة محتملة. ومع هذا، يبدو ساري راضياً عن أدائه بما يكفي. ومع جيرو على الأقل، يبدو أن ثمة شعوراً بأن عدم تسجيله أهدافاً ليس ذات أهمية؛ لأنه ينجز مهمة أكبر وأهم. بالنسبة لموراتا، الذي أتى لمعاونته، فإن ثمة شعوراً بأنه لاعب أهدر الثقة الموجهة إليه منذ وقت مضى، وليست لديه أدنى فكرة عن كيفية استعادتها، حتى وإن كان قد سجل أهدافاً على الأقل هذا الموسم.
وربما ما دام بقي هازارد على مستواه الحالي، لن يشكل هذا الأمر أهمية تذكر. وربما كان أفضل ما يمكن للاعب قلب هجوم في «تشيلسي» تحقيقه في الوقت الراهن، الخروج عن طريق هازارد، والملاحظ بالفعل أن الأهداف من المساحات الواسعة أصبحت تشكل جزءاً مهماً من كرة القدم الحديثة على نحو متزايد. ومثلما أوضح سير أليكس فيرغسون منذ عقد مضى، في خضم تفسيره السبب وراء استعانته بواين روني في مساحات واسعة، فإنه أحياناً يكون من الأكثر خطورة دفع مهاجم ما لشنّ هجوم من الخارج نحو الداخل، بدلاً من البدء من نقطة مركزية، ثم الانطلاق بحثاً عن مساحة واسعة.
ويعتبر شنّ هجوم على منطقة القطر أحد السبل لخلق مساحة للإسراع من وتيرة اللعب عندما تكون المساحات ضيقة، وغالباً ما يعني ذلك وجود مهاجم يستهدف لاعب ظهير صريحاً على جانبه الأضعف.
والملاحظ أن حركة جيرو تيسر هذا الأمر وتجتذب المدافعين بعيداً. ومع هذا، فإنه تأتي لحظات يصبح لزاماً على لاعب قلب الهجوم فعل ما هو أكثر عن ذلك. والواضح أن جميع مهاجمي «تشيلسي» يتعين عليهم العيش في ظل اثنين من أسلافهم العظماء. والملاحظ أن كل من ديدييه دروغبا ودييغو كوستا كانا بارعين، بصورتين مختلفتين، في مسألة خلق مساحات أمام اللاعبين الآخرين والضغط على الخصوم والفوز في المواجهات للاستحواذ على الكرات المرتفعة في الهواء. وفعل كل منهما كل شيء يفعله جيرو بفاعلية، وبدرجة فاعليته ذاتها على الأقل، لكن الاختلاف أن كليهما سجل أهدافاً.


مقالات ذات صلة

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خرج سيتي بالفعل من كأس الاتحاد الإنجليزي ويحتل المركز 22 في جدول دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوارديولا: لن أرحل في هذه الظروف... لست نادماً على تمديد عقدي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه لا يشعر بأي ندم بعد تمديد عقده لمدة عامين رغم معاناة الفريق الحالية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».