الكونغو الديمقراطية لاختيار رئيس جديد بعد تأجيل الانتخابات 3 مرات

النتائج تعلن بعد أيام... والعنف يرجئ التصويت في منطقتين

ناخبون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكتب اقتراع في منطقة كباري أمس (أ.ف.ب)
ناخبون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكتب اقتراع في منطقة كباري أمس (أ.ف.ب)
TT

الكونغو الديمقراطية لاختيار رئيس جديد بعد تأجيل الانتخابات 3 مرات

ناخبون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكتب اقتراع في منطقة كباري أمس (أ.ف.ب)
ناخبون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكتب اقتراع في منطقة كباري أمس (أ.ف.ب)

بعد تأخير 3 سنوات، نظمت الكونغو الديمقراطية، أمس، انتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد، خلفاً لجوزيف كابيلا الموجود في السلطة منذ اغتيال والده عام 2001. وهذه المرة الأولى التي قد تشهد فيها الكونغو انتقالاً سلمياً للسلطة منذ استقلالها عام 1960.
واصطف المقترعون خارج مكاتب التصويت، أمس، للمشاركة في انتخابات يطبعها أمل التغيير والخوف من العنف والتأخير والمشكلات التقنية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فيكتور باليبوا، الموظف الحكومي البالغ 53 عاماً وأحد أوائل الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في لوبومباشي: «أشعر بما يشبه التحرّر، أشعر بأنني تحرّرت، أفلتّ من قيود».
وبدأت عمليات التصويت في عاصمة المناجم، كما في كل مناطق شرق البلاد في الصباح الباكر. وأدلى الرئيس بصوته في كينشاسا، حيث حضر إلى جانب وزير داخليته السابق والمرشح المدعوم منه إيمانويل رامازاني شاداري.
وبعد ساعتين، حضر أحد زعيمي المعارضة البارزين المرشح مارتن فايولو للإدلاء بصوته، قائلاً إن «هذا يوم كبير بالنسبة لي لأنه يوم نهاية الديكتاتورية والاستبداد، يوم نهاية 18 عاماً من نظام جوزيف كابيلا». ومن المقرر أن يقترع المرشح المعارض البارز الآخر فيليكس تشيسيكيدي عند الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي في أحد الأحياء الأكثر شعبية في المدينة.
ولم تسجل حوادث تذكر حتى وقت كتابة هذا التقرير في هذا البلد الكبير ذي التاريخ المضطرب، فيما أرجئت عملية الاقتراع في بيني في الشرق ويومبي في الغرب، بسبب أعمال عنف شهدتها المنطقتان، وفق السلطات.
ونظّمت مجموعة شباب في بيني تصويتاً وهمياً للاحتجاج، وقال أحدهم إن «مدينة بيني موجودة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولا يمكنهم حرماننا حق الانتخاب».
وسجلت بعض حالات التأخير في مراكز الاقتراع، حيث أمضى المقترعون وقتاً في البحث عن أسمائهم على اللوائح الانتخابية. وشهدت «آلة التصويت» التي تتعرض لانتقادات منذ أكثر من عام سقطات عدة خلال النهار. وقالت صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية إن شاشة توقفت عن العمل في أحد مراكز الاقتراع في كينشاسا. وقالت امرأة متقدّمة في العمر لدى خروجها من وراء العازل إن «الآلة المستخدمة للتصويت معقدة جداً. لقد ضغطت (على الشاشة) من دون أن أرى وجه أو رقم المرشح الذي صوتت له».
وعبّر مقترعون آخرون عن حماستهم للمستقبل «لأن الكونغو مرت بصعوبات كثيرة فنحن نستحق التغيير»، كما قال في غوما الفني باتريس نزانزو.
وكان لأربعين مليون ناخب في الكونغو حق الاختيار بين 21 مرشحاً، معظمهم لم يخوضوا حتى حملة انتخابية.
وتخلى كابيلا عن المطالبة بولاية ثالثة يحظرها الدستور، لكن قراره جاء متأخراً، بعدما أرجئت الانتخابات ثلاث مرات منذ انتهاء ولايته الثانية قبل عامين في ديسمبر (كانون الأول).
ويتوقّع أن تعلن النتائج الجزئية في 6 يناير (كانون الثاني)، وستليها حتماً شكاوى ترفع إلى المحكمة الدستورية. وتتوقع استطلاعات الرأي هزيمة مرشح الرئيس وفوز فايولو. وتجري انتخابات تشريعية ومحلية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
ورفضت كينشاسا أي مساعدة لوجستية من الأمم المتحدة المنتشرة منذ عشرين عاماً في الكونغو، كما رفضت أي بعثة مراقبين غربية في هذه الانتخابات. واستعداداً ليوم الانتخابات، أعلنت السلطات إغلاق حدودها البرية والبحرية والنهرية مع الدول التسع المجاورة لها، من الكونغو برازافيل إلى أنغولا مروراً برواندا.
في المقابل، لم يتم قطع الإنترنت خلافاً لما يجري عادة في الأيام التي تشهد توتراً شديداً. وتخلّلت الحملة أعمال عنف أوقعت نحو 10 قتلى، حسب جمعية للدفاع عن حقوق الإنسان، لكن السلطات تنفي ذلك.
ورفض مرشحا المعارضة مساء السبت توقيع وثيقة تهدف إلى الحؤول دون وقوع أعمال العنف بعد الانتخابات، بمبادرة من مراقبين أفارقة.



إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.