محكمة مصرية تصدر حكمها اليوم بحق 159 من «الإخوان»

متهمون بحرق سيارات شرطة في قضية «الخلايا العنقودية»

إحدى جلسات محاكمة أعضاء من {الإخوان} بالقاهرة في 26 الشهر الحالي (رويترز)
إحدى جلسات محاكمة أعضاء من {الإخوان} بالقاهرة في 26 الشهر الحالي (رويترز)
TT

محكمة مصرية تصدر حكمها اليوم بحق 159 من «الإخوان»

إحدى جلسات محاكمة أعضاء من {الإخوان} بالقاهرة في 26 الشهر الحالي (رويترز)
إحدى جلسات محاكمة أعضاء من {الإخوان} بالقاهرة في 26 الشهر الحالي (رويترز)

تصدر محكمة جنايات شمال العسكرية في مصر اليوم (السبت)، حكمها في محاكمة 159 متهماً؛ بينهم أمين الإعلام بحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان» المنحل، في القضية المعروفة إعلامياً باسم «الخلايا العنقودية».
تعود وقائع تلك القضية إلى 2014، حينما قامت قوات الأمن بالتعاون مع الجيش بالقبض على المتهمين بعدد كبير من الجرائم العدائية ضد الدولة؛ منها حرق سيارات شرطة وسيارات خاصة لرجال الأمن والقضاء بالإسماعيلية، وتم ضبط المتهمين وبحوزتهم عدد كبير من الأسلحة، وكميات من المفرقعات، والمولوتوف، والمواد المشتعلة، التي كانت تستخدم لتنفيذ أغراضهم الإرهابية.
وأسندت النيابة للمتهمين تهم إضرام النيران بعدد من السيارات الخاصة برجال الشرطة والقضاء ومقهى في محافظة الإسماعيلية شرق دلتا مصر، وحيازة أسلحة ومفرقعات ومولوتوف ومواد مشتعلة.
وعزل محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً عن السلطة في عام 2013. ووجهت النيابة العامة إلى المتهمين تهماً كثيرة؛ منها الانضمام لحركات تخريبية تحت تسميات «مجاهدون، وولع، وجيفارا، ومجهولون».
وأكدت تحقيقات النيابة أن المتهمين ارتكبوا عدداً من التهم؛ منها تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
إلى ذلك، تستكمل محكمة جنايات القاهرة، اليوم (السبت)، جلسات محاكمة المتهمين بالتعدي على كمين المنوات. وأسندت النيابة العامة للمتهمين، أنهم في الفترة من أبريل (نيسان) 2016 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2017 بمحافظتي القاهرة والجيزة، انضموا إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بأن انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، وتلقوا تدريبات عسكرية لتحقيق أغراضها. وبايع تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء تنظيم داعش في عام 2014 وغير اسمه إلى «ولاية سيناء».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) الماضي، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة موالية لتنظيم داعش، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وكانت النيابة قد أسندت للمتهمين في القضية تهم تلقي وإمداد الجماعات الإرهابية بالأموال، بقصد استخدامها في ارتكاب جريمة إرهابية، ووفروا ملاذات آمنة لأعضائها.
إلى ذلك، نجح الأمن العام بالتنسيق مع أمن الدقهلية بدلتا مصر في ضبط سجينين هاربين من سجن «أبو زعبل» خلال أحداث ثورة «25 يناير (كانون الثاني)» التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 أثناء تنفيذهما عقوبة بالسجن المؤبد في قضية «قتل عمد» خلال يناير 2011. جاء ذلك استمراراً لجهود الأجهزة الأمنية في ضبط المحكوم عليهم الهاربين، لا سيما الهاربين من السجون العمومية في البلاد.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.