تشييع الوزير السابق محمد شطح وسط تدابير أمنية مشددة

بيروت «الشرق الأوسط»  (تصوير: نبيل إسماعيل)
بيروت «الشرق الأوسط» (تصوير: نبيل إسماعيل)
TT

تشييع الوزير السابق محمد شطح وسط تدابير أمنية مشددة

بيروت «الشرق الأوسط»  (تصوير: نبيل إسماعيل)
بيروت «الشرق الأوسط» (تصوير: نبيل إسماعيل)

يشيع لبنان اليوم الأحد الوزير السابق محمد شطح، السياسي البارز في قوى 14 آذار المناهضة لدمشق والمقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اغتيل الجمعة في تفجير كبير في وسط العاصمة بيروت.
ووصل جثمانا شطح ومرافقه الشاب طارق بدر إلى مسجد محمد الأمين حيث ستقام الصلاة عليهما. وقد نقل جثمان شطح في موكب تقدمه دراجون من قوى الأمن الداخلي من مستشفى الجامعة الأميركية غرب العاصمة، وجثمان بدر من مستشفى كليمنصو.
ولف النعشان بملاءة خضراء عليها آيات قرآنية، ووضع على كل منهما طربوش في تقليد معروف في لبنان.
واستقبل الجثمانان بالدموع وصرخات "لا اله الا الله والشهيد حبيب الله". ووقف نجلا شطح قرب نعشه وهما يبكيان، واضعين أيديهما على النعش، بينما جلست زوجته مع النساء في جانب آخر من المسجد، وبدا التأثر واضحا على الحضور.
ووصل في وقت سابق الى المسجد اركان قوى 14 آذار وبينهم قياديو تيار المستقبل، الذي ينتمي اليه شطح ويرأسه سعد الحريري، وأبرزهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، بالاضافة الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي نادرا ما يتنقل بسبب التهديدات الأمنية.
وفور دخول الجثمانين إلى المسجد، ارتفعت انشودة تتضمن كلاما مقتبسا من النشيد الوطني اللبناني "كلنا للوطن".
ثم بدأت تلاوة آيات قرآنية، كل ذلك في ظل اتخاذ القوى الامنية اللبنانية تدابير مشددة.
وانتشرت الآليات العسكرية والجنود في شوارع العاصمة، بينما أقفل محيط المسجد امام حركة مرور السيارات.
ووضعت أسلاك شائكة حول الباحة التي ارتفعت فيها شجرة عيد الميلاد المزينة، وصور لشطح مع العلم اللبناني الى جانبه وعبارة "شهيد الاعتدال".
عرف محمد شطح بخطابه الهادئ ووصفه حلفاؤه وخصومه بأنه "رجل الحوار".
وسيوارى جثمان شطح الثرى الى جوار رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي قتل عام 2005، بالقرب من مسجد محمد الامين.
ويضم ضريح الحريري ايضا مرافقيه الذين قتلوا معه وجثمان المسؤول الامني الكبير اللواء وسام الحسن المقرب من تيار المستقبل الذي قتل في عملية تفجير في الاشرفية في شرق بيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.
ومنذ 2005، قتل بعد الحريري ثماني شخصيات من قوى 14 آذار، بالاضافة الى ثلاث شخصيات امنية وعسكرية.
وحسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، وجهت قوى 14 آذار الاتهام في هذه الجريمة الجديدة الى دمشق وحليفها حزب الله.
وتسبب انفجار الجمعة الذي وقع على بعد مئات الامتار من مكان التشييع وتم بسيارة مفخخة، بمقتل خمسة اشخاص غير شطح ومرافقه.
ويذكر أن شطح المتحدر من مدينة طرابلس في شمال لبنان، شغل مناصب وزير المالية وسفير لبنان في واشنطن ومسؤوليات عدة في صندوق النقد الدولي.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».