وفد تركي رفيع إلى موسكو غداً... وبولتون في أنقرة مطلع يناير

تواصل الحشد على الحدود السورية وفي محيط منبج

عربات ومعدات عسكرية أميركية بالقرب من مدينة منبج شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
عربات ومعدات عسكرية أميركية بالقرب من مدينة منبج شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وفد تركي رفيع إلى موسكو غداً... وبولتون في أنقرة مطلع يناير

عربات ومعدات عسكرية أميركية بالقرب من مدينة منبج شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
عربات ومعدات عسكرية أميركية بالقرب من مدينة منبج شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

يقوم وفد تركي رفيع المستوى بزيارة لموسكو غدا (السبت) لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس حول الانسحاب الأميركي من سوريا وعملية شرق الفرات العسكرية التي تعتزم تركيا تنفيذها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، والتمهيد لزيارة محتملة للرئيس رجب طيب إردوغان لروسيا. وفي السياق نفسه يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أنقرة في مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل لإجراء مباحثات مماثلة.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، إن وفدا تركيا رفيعا يضم وزيري الخارجية مولود جاويش أوغلو والدفاع خلوصي أكار، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، سيزور موسكو السبت، وسيجري مباحثات، يتم في إطارها وضع خطة للقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف تشيليك، في مؤتمر صحافي ليل الأربعاء - الخميس، عقب اجتماع للجنة الإدارة المركزية بالحزب الحاكم، أن مشهدا جديدا ظهر على الساحة مع قرار انسحاب القوات الأميركية من سوريا. ولفت إلى أنه، في هذا الإطار، ستستمر الاتصالات بين تركيا وروسيا وإيران بشكل مكثف، بوصفهم شركاء في مسار آستانة، إضافة إلى تكثيف المباحثات مع مكونات جنيف.
وأوضح أن بلاده ستطلع حلفاءها على موقفها إزاء مكافحة الإرهاب عقب الانسحاب الأميركي من سوريا.
وفي السياق ذاته، قال تشيليك، إن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون سيزور تركيا مطلع العام المقبل، مشيرا إلى أن تركيا تقوم بتنسيق جاد مع الولايات المتحدة وروسيا، وتواصل لقاءاتها مع إيران أيضا.
وأضاف أن وفدا تركيا يترأسه سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، سيتوجه إلى الولايات المتحدة، (دون تحديد موعد الزيارة)، قائلا إن تركيا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية عقب الانسحاب الأميركي منها، وأن يكون هناك مستقبل كريم وآمن للشعب السوري، و«أولويتنا هي مواصلة محاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدد بلادنا وأمننا القومي».
وأشار إلى أن الهدف الوحيد لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري (الكردي) وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب)، هو تشكيل «دويلتهم الإرهابية الخاصة بهم»، وأن الشعب السوري، ليس له أي علاقة عضوية مع التنظيمات الإرهابية.
وأضاف تشيليك أن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، حققت قدرا كبيرا من النجاح، وبخصوص بقايا التنظيم فإن تركيا كانت تقول منذ البداية للأميركيين، تعالوا لنقاتل «داعش» سويا، ولا توجد أي حاجة للوحدات الكردية. وأكد أن الجهود المبذولة للتنسيق ستتواصل مع حلفاء تركيا بالشكل الذي يسهم بمحاربة الإرهاب. وتابع أن تطهير الساحة السورية من الوحدات الكردية وكسر نشاطها، مهم بقدر أهمية محاربة «داعش».
وحول إبداء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسفه لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، وتأكيده دعم بلاده لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها، أكد تشيليك ضرورة أن تكون فرنسا، في تنسيق مع تركيا فيما لو كانت تريد أن تسهم في تحقيق مستقبل آمن لسوريا، معتبرا أنه «لا يليق ببلد حليف أن يقدم الدعم لتنظيمات تعتبر عدوا لتركيا، ولا داعي لتكرار أخطاء دول أخرى في وقت سابق (في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة)».
في السياق، واصلت تركيا حشودها العسكرية على الحدود مع سوريا وحول مدينة منبج بالتنسيق مع فصائل الجيش السوري الحر الموالية لها، ووصل إلى ولاية كليس جنوب تركيا، أمس (الخميس)، مزيد من التعزيزات العسكرية المرسلة إلى الوحدات التركية المتمركزة على الحدود مع سوريا، تضم ناقلات جنود مدرعة جرى إحضارها من ولاية تشانكيري وسط تركيا.
وتتوالى تعزيزات الجيش التركي إلى المنطقة، وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في شرق الفرات فيما تشير دلائل إلى قرب شن عملية عسكرية في منبج لإخراج عناصر الوحدات الكردية فور انسحاب القوات الأميركية إذا لم تقم واشنطن بسحبهم تنفيذا لاتفاق خريطة الطريق بشأن منبج الموقع مع تركيا في يونيو (حزيران) الماضي قبل انسحابها من سوريا.
وكان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أعلن قبل يومين أنه تم الاتفاق مع واشنطن على الانتهاء من سحب الوحدات الكردية من منبج قبل انسحاب القوات الأميركية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.