البيت الأبيض يبحث حظر مبيعات «هواوي» قريباً

لندن «قلقة» من مشاركة العملاق الصيني في نشر شبكات الجيل الخامس

سيدة تستخدم هاتفها خارج متجر لـ{هواوي} (رويترز)
سيدة تستخدم هاتفها خارج متجر لـ{هواوي} (رويترز)
TT

البيت الأبيض يبحث حظر مبيعات «هواوي» قريباً

سيدة تستخدم هاتفها خارج متجر لـ{هواوي} (رويترز)
سيدة تستخدم هاتفها خارج متجر لـ{هواوي} (رويترز)

يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترمب إصدار أمر تنفيذي في العام الجديد لإعلان حالة «طوارئ وطنية» يتم بموجبها منع الشركات الأميركية من استخدام معدات اتصالات من إنتاج شركتي «هواوي» و«زد.تي.إي» الصينيتين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة.
وستكون هذه أحدث خطوة تتخذها إدارة ترمب لإغلاق السوق الأميركية أمام شركتي «هواوي تكنولوجيز ليمتيد» و«زد.تي.إي»، وهما من أكبر شركات معدات الشبكات الصينية. وتزعم الولايات المتحدة أن الشركتين تعملان بتوجيه من الحكومة الصينية، وأنه يمكن استخدام معدّاتهما في التجسس على الأميركيين.
وقالت مصادر بقطاع الاتصالات والإدارة الأميركية لـ«رويترز» إن الأمر التنفيذي، الذي يجري بحثه منذ أكثر من ثمانية أشهر، قد يصدر بحلول يناير (كانون الثاني) وسيوجه وزارة التجارة إلى منع الشركات الأميركية من شراء معدات من الشركات الأجنبية المتخصصة في صناعة معدات الاتصالات، التي قد تمثل خطرا جسيما على الأمن القومي.
واستبعد أحد المصادر أن يرد اسم «هواوي» أو «زد.تي.إي» في الأمر التنفيذي، إلا أنه توقع أن يُفسّره المسؤولون في وزارة التجارة على أنه تفويض بالعمل للحد من انتشار المعدات التي تصنعها الشركتان. وقالت المصادر إن الصيغة النهائية لنص الأمر التنفيذي لم تكتمل بعد. ويفعّل هذا الأمر التنفيذي قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية، وهو قانون يمنح الرئيس سلطة وضع قواعد تنظيمية للتجارة استجابة لحالة طوارئ وطنية تهدد الولايات المتحدة.
ويكتسب هذا الأمر التنفيذي ضرورة جديدة ملحة، في وقت تبحث فيه الشركات الأميركية المشغلة للخدمات اللاسلكية عن شركاء في إطار استعدادها لتطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس للشبكات اللاسلكية.
ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، التعليق على الأمر التنفيذي الأميركي «لأنه غير مؤكد رسميا حتى الآن». وأضافت: «من الأفضل أن ندع الحقائق تتحدث عن نفسها عندما يتعلق الأمر بمشكلات أمنية». وقالت: «تزعم بعض البلدان ضمنيا، من دون وجود أي أدلة وباستغلال الأمن القومي، وجود جرائم لتسييس بل وعرقلة وحجب الأنشطة العادية في مجال تبادل التكنولوجيا».
ولم ترد «هواوي» و«زد.تي.إي» على طلبات «رويترز» للتعليق، ونفت الشركتان من قبل مزاعم بأن منتجاتهما تستخدم للتجسس.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون عن «قلقه الشديد» لمشاركة شركة «هواوي» الصينية العملاقة في نشر تقنية الجيل الخامس لشبكات الاتصالات الخلوية «5 جي» في المملكة المتحدة، على ما أوردت صحف محلية أمس.
وقال الوزير خلال زيارة إلى أوكرانيا: «لدي مخاوف كبيرة بشأن توفير هواوي شبكة الجيل الخامس من شبكات الاتصالات الخلوية في بريطانيا، إنه أمر سيترتب علينا النظر فيه من كثب جدا»، بحسب ما نقلت صحيفة «تايمز». ويشير مسؤولون غربيون بالاتهام إلى هواوي، أحد المزودين الرئيسيين في العالم للتجهيزات والخدمات في مجال تكنولوجيا الأجهزة الجوالة، للاشتباه بارتباطها بأجهزة الاستخبارات الصينية.
وقال غافن ويليامسون: «لا بد لنا من الإقرار (...) بأن الدولة الصينية تتصرف أحيانا بشكل سيء النية». وكان رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية «إم آي 6» أليكس يانغر انتقد في مطلع ديسمبر (كانون الأول) مشاركة هواوي في نشر تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات في بريطانيا، فيما أعلنت مجوعة «بي تي» البريطانية للاتصالات مؤخرا تخليها عن أجهزة هواوي في شبكتها للهواتف الجوالة.
وواجهت المجموعة الصينية الضخمة خلال الأشهر الماضية قرارات بالعدول عن استخدام أجهزتها في الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وفرنسا وألمانيا.
وتطمح هواوي لأن تصبح رائدة عالمية في عملية نشر الجيل الخامس من شبكات الاتصالات، التي ستمر عبر مرحلة اختبارية على نطاق واسع في منطقة «ميدلاند الغربية» وسط إنجلترا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.