إسرائيل تُجري صيانة للسياج التقني إثر تفجير نفق

تجمع لعربات عسكرية إسرائيلية قرب الجدار الكونكريتي الفاصل مع لبنان في الخامس من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
تجمع لعربات عسكرية إسرائيلية قرب الجدار الكونكريتي الفاصل مع لبنان في الخامس من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تُجري صيانة للسياج التقني إثر تفجير نفق

تجمع لعربات عسكرية إسرائيلية قرب الجدار الكونكريتي الفاصل مع لبنان في الخامس من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
تجمع لعربات عسكرية إسرائيلية قرب الجدار الكونكريتي الفاصل مع لبنان في الخامس من الشهر الحالي (أ.ف.ب)

شرعت القوات الإسرائيلية، أمس، في عملية صيانة للسياج التقني الذي يفصل مستعمرة «شتولا» عن بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان، بعد تعرضه لأضرار نتجت عن التفجير الذي نفّذه جنود إسرائيليون لتدمير نفق قالت تل أبيب إن «حزب الله» حفره انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت مساء أول من أمس (الأربعاء)، أنها فجّرت نفقاً لـ«حزب الله»، تم اكتشافه مقابل بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان. وحمّل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر»، «الحكومة اللبنانية مسؤولية حفر الأنفاق وتداعيات هذه النشاطات، والحديث عن خرق فادح للقرار 1701 وسيادة إسرائيل»، مؤكداً تفجير النفق.
وحسب الادعاءات الإسرائيلية، يعد هذا النفق هو الخامس الذي يتم اكتشافه ضمن حملة «درع الشمال».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الجيش الإسرائيلي فجّر إحدى الحفر التي استحدثها في خراج بلدة عيتا الشعب، وبأنه كان قد أعلن عبر مكبرات الصوت أنه سيقوم بالتفجير.
وقال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، في اتصال مع «الوكالة الوطنية»: «إن اليونيفيل موجودة على الأرض لضمان استتباب الوضع، وهي تعمل مع الأطراف لضمان الاستقرار». وقال: «إن جنودنا منتشرون على طول الخط الأزرق، حيث يعملون بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية على الأرض. كما أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، على تواصل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة، والوضع الآن هادئ».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.