انتقد الاتحاد الأوروبي بشدة موافقة السلطات الإسرائيلية على بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية. وقالت متحدثة باسم المنسقة الأوروبية للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، أمس: إن أي نشاط استيطاني في المنطقة يعد وفقاً للقانون الدولي أمراً غير شرعي ويقوّض خطط حل الدولتين، كما يقوّض أي رؤية للسلام طويلة الأجل. في الوقت الذي اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع قادة المستوطنين في الضفة الغربية، ذكرت حركة «سلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، في تقرير لها أمس، أن «مجلس التخطيط الأعلى» في «الإدارة المدنية»، الذراع التنفيذية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، صادقت خلال اليومين الأخيرين، على مخططات لبناء 2191 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات. وأوضحت الحركة، أن 87 في المائة من هذه الوحدات السكنية ستبنى في مستوطنات «معزولة»، أي تقع خارج الكتل الاستيطانية، وأن 1908 وحدات سكنية يخطط لبنائها في مستوطنة تقع شرقي جدار الفصل العنصري في الضفة، و283 وحدة سكنية في مستوطنات تقع غربي هذا الجدار.
ومن بين هذه المخططات، جرت المصادقة على بناء 150 وحدة سكنية في المستوطنات الواقعة في منطقة جبل الخليل في جنوب الضفة الغربية، و300 وحدة سكنية في مستوطنة «غفعات زئيف» شمالي القدس المحتلة، و300 وحدة سكنية في مستوطنتي «نافيه دانييل» و«كرمي تسور» في الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون» جنوبي بيت لحم. كما صادقت على مخططات لبناء 129 وحدة سكنية في مستوطنة «أفني حيفتس» قرب طولكرم، و121 وحدة سكنية في مستوطنة «يتسهار» جنوبي نابلس التي تعتبر معقل غلاة المستوطنين المتطرفين، و55 وحدة سكنية في مستوطنة «تسوفيم» و42 وحدة في مستوطنة «ألفي منشيه» قرب طولكرم. وبحثت اللجنة في مخططين لإقامة منطقتين صناعيتين بالقرب من مستوطنتي «أفني حيفتس» و«بيتار عيليت». وأضافت «سلام الآن»: إن مخططين يقضيان بمنح الشرعية لبؤرتين استيطانيتين عشوائيتين وإعطائهما «مكانة قانونية»، وهما البؤرتان «إيبي هناحال» و«غفاعوت»، وسط الضفة الغربية. بينما تقضي خطة أخرى بإقامة مستوطنة جديدة قرب البؤرة الاستيطانية العشوائية «متسبيه داني» على شكل مؤسسة تربوية داخلية تشكل مساكن.
ودفعت سلطات الاحتلال مخططات بناء 5618 وحدة سكنية خلال عام 2018، بينها 4672 (83 في المائة) وحدة سكنية في مستوطنات «معزولة» تقع شرقي جدار الفصل العنصري؛ ما يؤكد رفض إسرائيل حلاً سياسياً للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وإيجاد واقع على الأرض يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وكان نتنياهو قد دعا إليه رؤساء البلديات والمجالس المحلية والإقليمية للمستوطنات؛ بغرض جذبهم إلى دعمه في الانتخابات القادمة لكي يحمي مشروعهم الاستيطاني الكبير. وقال لهم، إن وجوده على رأس الحكومة هو الضمانة الوحيدة لنجاح مشروعات الاستيطان. وحذّرهم من انتصار اليسار عليه في الانتخابات القادمة؛ «إذ إن أول مشروع لليسار سيكون تجميد البناء الاستيطاني والسعي لإقامة دولة إرهاب فلسطينية». وطلب منه قادة الاستيطان أن يخصص لمستعمراتهم ميزانيات إضافية تمكنهم من مواصلة البناء والازدهار، وطلبوا موارد لتعزيز الحماية الأمنية لهم في مواجهة ما أسموه «إرهاب الفلسطينيين».
وكانت إسرائيل استولت عام 1967 خلال حرب الأيام الستة على الضفة الغربية لنهر الأردن والقدس الشرقية. ويعيش حالياً في هذه المناطق أكثر من 600 ألف مستوطن إسرائيلي في أكثر من 200 مستوطنة.
إدانة أوروبية لموافقة إسرائيل على بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية
إدانة أوروبية لموافقة إسرائيل على بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة