الأزهر: 13 لغة لتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة

وكيل المشيخة: تجديد الخطاب الديني في مقدمة الاهتمامات للتحصين من الإرهاب

TT

الأزهر: 13 لغة لتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة

أكد الأزهر، أمس، أنه قام بتحليل قضايا الإرهاب وعنف جماعات التطرف والإسلاموفوبيا واللاجئين بـ13 لغة شملت «الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإندونيسية، والأردية، والفارسية، والتركية، واليونانية، والبشتو، والعبرية، والإيطالية، والسواحيلية»، فضلاً عن تفنيد شبهات الجماعات المتطرفة في 90 بحثاً. وقال مركز «الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة» في تقرير له، أمس، إن «مكافحة الإرهاب من القضايا التي أولتها المشيخة اهتماماً كبيراً خلال عام 2018، وتم تسليط الضوء على أوضاع النساء اللائي لهن أقارب في التنظيمات المتطرفة خصوصاً «داعش» الإرهابي، وما يتعرضون له من اضطهاد ومعاناة ونقص في المساعدات الإنسانية، إضافة إلى منعهم من العودة إلى ديارهم، فضلاً عن متابعته لأحوال الإسلام والمسلمين... وقد حظيت قضية الإسلاموفوبيا باهتمام كبير من الأزهر، من خلال متابعة ما يتعرض له المسلمون من مضايقات في بعض البلدان الأوروبية.
وأضاف الأزهر أن باحثيه شاركوا في العديد من الفعاليات والمؤتمرات والندوات على المستويين المحلي والعالمي، وساهموا بعدد من الأوراق البحثية وخطط العمل التي عكست استراتيجية المشيخة في مواجهة خطر الفكر المتطرف ونشر ثقافة الحوار والتعايش.
لافتاً إلى أن مركز الفتوى الإلكترونية واجه خطاب الجماعات الإرهابية عبر تفنيد شبهاته وأباطيله، والإسهام في القضاء على فوضى الفتاوى وتصحيح الأفكار المغلوطة، من أجل تحصين المسلمين، لا سيما الشباب من السقوط في براثن التطرف، مع إمداد المسلمين بالفتاوى والعلوم الشرعية المنضبطة والصحيحة في شتى بقاع الأرض... وقد أعد قسم البحوث بالمركز نحو 90 بحثاً حول شبهات الجماعات المتطرفة وتفنيد ما تروجه من مفاهيم مغلوطة، كما قام قسم الفتاوى الهاتفية في المركز باستقبال 24051 فتوى هاتفية، إضافة 23618 سؤالاً تلقتها البوابة الإلكترونية للمركز عبر تطبيقها الهاتفي، و8630 سؤالاً شرعياً وردت عبر صفحة المركز على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كما أجابت أقسام الفتوى باللغات الأجنبية «الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية» على المئات من الفتاوى والأسئلة، التي تناولت عدة قضايا، مثل «العبادات، والأحوال الشخصية، والمعاملات، والفكر والأديان، وإفتاء النساء».
من جهته، قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، إن جهود الأزهر خلال 2018 تؤكد عالمية رسالة هذه المؤسسة العريقة، التي تضطلع بدور محوري كبير في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، ونشر الصورة الصحيحة للإسلام، إلى جانب دور الأزهر التعليمي الذي يؤديه بوسطية واعتدال منذ أكثر من ألف عام. مؤكداً أن جهود الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؛ داخلياً وخارجياً، كان لها تأثير كبير هذا العام في نشر قيم التسامح والسلام عالمياً، وتصحيح الصورة المغلوطة والمشوهة عن الإسلام.
وأضاف عباس في تصريحات له أمس، أن «تجديد الخطاب الديني جاء على رأس أولويات الأزهر في 2018؛ حيث عمل الأزهر على إظهار سماحة الإسلام ونشر صورته الصحيحة، من خلال خطابات شيخ الأزهر، وما يصدر عن المشيخة من بيانات، أو عبر وسائل الإعلام، وحلقات دروس العلم في أروقة الجامع الأزهر، والجامعة، والمجمع، والمعاهد». موضحاً أن الأزهر سيواصل جهوده التي بذلها خلال الأعوام الأخيرة بقيادة الدكتور الطيب، وأن تجديد الخطاب الديني سيظل دائماً في مقدمة اهتمامات الأزهر؛ لما له من أهمية كبرى في تحصين المجتمعات من خطر التطرف والإرهاب، ودعم قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».