عبد العزيز الفيصل... نجم سباقات السيارات وعاشق الألعاب المختلفة يقود دفة الرياضة السعودية

الأمير الشاب يعشق ميلان الإيطالي... ولا يفرق بين أندية الوطن

الأمير عبد العزيز الفيصل لدى إشرافه على سباق «فورمولا إي» الذي أقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
الأمير عبد العزيز الفيصل لدى إشرافه على سباق «فورمولا إي» الذي أقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

عبد العزيز الفيصل... نجم سباقات السيارات وعاشق الألعاب المختلفة يقود دفة الرياضة السعودية

الأمير عبد العزيز الفيصل لدى إشرافه على سباق «فورمولا إي» الذي أقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)
الأمير عبد العزيز الفيصل لدى إشرافه على سباق «فورمولا إي» الذي أقيم مؤخراً في السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أيام قليلة من نجاحه اللافت في الإشراف على تنظيم سباق «فورمولا إي» التاريخي بالدرعية، نال الأمير الشاب عبد العزيز بن تركي الفيصل ثقة ولاة الأمر، ليتم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، خلفاً لتركي آل الشيخ الذي عُيّن رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه ضمن سلسلة قرارات ملكية في السعودية، أمس.
ورفع الفيصل الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده، بمناسبة صدور الأمر الملكي بتعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضية، وأعرب عن فخره واعتزازه بهذه الثقة الغالية، متمنياً أن يحالفه التوفيق لخدمة الوطن، ووعد ببذل كل ما من شأنه رفع اسم المملكة في المحافل العالمية، بما يتوافق مع دعم واهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الرياضي، وحرصها على الارتقاء بهذا القطاع، وتطويره لتحقيق أفضل النتائج والإنجازات في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.
وقدم الرئيس الجديد للهيئة العامة للرياضية شكره وتقديره لتركي آل الشيخ الرئيس السابق للهيئة الرياضية على ما شهدته الرياضة في المرحلة الماضية من عمل متميز في كل الألعاب والمنافسات، إلى جانب استضافة وتنظيم العديد من الأحداث الرياضية النوعية وغير المسبوقة.
وكان الأمير تركي الفيصل شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وتولى عدة ملفات رياضية، من بينها احتراف اللاعبين المحليين في الخارج، كما أنه كان رئيساً للمكتب التنفيذي لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية العربية السعودية.
وكانت آخر نجاحات الأمير عبد العزيز الفيصل اللافتة النجاح الباهر للنسخة الخامسة من سباق «فورمولا إي»، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، مطلع الشهر الحالي، في مدينة الدرعية التاريخية، وإلى جانب التظاهرة العالمية التي استضافتها الأراضي السعودية، وجود الفعاليات المصاحبة، وهي عبارة عن مزيج من التراث والتقنية والتسوق والتعليم والثقافة والترفيه، ويعتبر رئيس الهيئة الرياضية السعودية أحد أبناء هذه اللعبة، حيث شارك في عدة سباقات للسيارات، وحقق مراكز متقدمة وبطولات عدة.
ويمزج رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الجديد بين العلوم السياسية والثقافة الرياضية والحنكة الإدارية، إذ تلقى تعليمه في مراحله الأولى في ثانوية الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض، ليتجه بعدها لجامعة الملك سعود، ويتحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، بيد أن شغفه الرياضي حوَّله من السياسة وعلومها، إلى سباق السيارات، وشارك في عدة سباقات وحقق عدة مراكز، حيث نال في عام 2011 المركز الأول في بطولة «FIA GT3» في البرتغال، وحقق المركز الثاني في سباق لومان الـ24 ساعة، وحل في المركز الرابع في سباق دانلوب الـ24 ساعة في دبي، وفي المركز الثالث في سباق نوربورغرينغ لـ1000 كم.
كما فاز بالمركز الأول في سباق كأس «إطارات تويو» في الإمارات العربية المتحدة، كما حاز على كأس بطولة «تحدي بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط» عام 2012، وشارك مرتين في «سباق الخليج» وفاز عام 2014 بالمركز الأول، والمركز الثاني عام 2015، وبعدها نال المركز الثاني في «سباق SLS AMG GT3» عام 2016، ونال درعاً فخرياً من الشركة العربية لتجارة المواد البترولية (آبسكو)، كما وقعت شركة «شل» عقداً معه ليكون السفير الرسمي لبرنامج السلامة على الطريق في المملكة العربية السعودية.
ولم تكن هذه النجاحات لتأتي لولا شغف النجاح وحب هذه الرياضية، حيث يرى الرئيس الجديد للهيئة الرياضية السعودية أن الاستعداد الجيد سواءً كان بدنياً أو لياقياً وذهنياً خلف كل النجاحات التي حققها والبطولات التي تُوّج فيها، وبالإضافة إلى اهتمامه برياضة السيارات، فإنه يولي الرياضيات الأخرى جانباً كبيراً من اهتمامه، حيث يُعتبر مهتماً برياضة المشي والجري، ومتابعاً لألعاب كرة القدم والسلة والطائرة، ولم يُخفِ الأمير عبد العزيز الفيصل ميوله الرياضية العالمية لنادي ميلان الإيطالي، لكن قلبه يتسع لجميع الأندية السعودية.
وينتظر الرئيسَ الجديد للهيئة الرياضية السعودية عملٌ كبير، بعد النجاح الذي حققه تركي آل الشيخ في الفترة الماضية، وسيواجه العديد من الملفات المهمة، أبرزها مشاركة الأخضر السعودي في كأس آسيا 2019 في الإمارات، وما يُعقَد عليه من آمال عريضة في إعادة الهيمنة السعودية على القارة الصفراء بعد أن ظلَّت هذه البطولة عصية على الصقور الخضر في العقدين الأخيرين، حيث يُعتبر المنتخب السعودي من أكثر المنتخبات تحقيقاً للقب الآسيوي، بواقع ثلاث بطولات، ووصل للنهائي في 6 مناسبات، وستنطلق البطولة مع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل في أبوظبي العاصمة الإماراتية.
وإلى جانب المنتخب السعودي الأول ومشاركته الآسيوية، ينتظر الأمير عبد العزيز الفيصل العديد من الملفات الأخرى، التي لا تقل أهمية عن المنتخب الأول، وتُعتبر اللبنات الأولى في بناء قاعدة صلبة للرياضية السعودية، التي وقَّع أولى صفحاتها الرئيس الأسبق بابتعاث المواهب الصغيرة للمدارس الأوروبية العريقة، لصقل مواهبهم وعودتهم لخدمة المنتخبات الوطنية والأندية المحلية، ومشروع دوري المدارس الذي أعلن عنه أخيراً، وهو المشروع المنتظر، ومن المتوقَّع أن يضخ هذا الدوري مواهب كروية مميزة للأندية المحلية قبل وصولهم للمنتخبات السنية سواءً من اللاعبين السعوديين أو المواليد.
كما سيعمل الأمير عبد العزيز الفيصل على استكمال مشروع مشاركة الأندية الخليجية في الدوري السعودي الموسم المقبل، بمشاركة أندية المحرق البحريني والكويت الكويتي ونادٍ ثالث إماراتي لم يُعلن عنه، ومنح الاتحاد الآسيوي أخيراً موافقته بمشاركة المحرق البحريني في الدوري المحلي السعودي، وينتظر موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لمشاركة الأندية؛ البحريني والكويتي والإماراتي، في المنافسات السعودية، وهي سابقة لم تحدث في المنطقة العربية، وستمنح الدوري السعودي أبعاداً أخرى ومتابعة واسعة.
وجميع هذه الملفات الضخمة وغيرها من الخطط طويلة المدى للنهوض بالرياضة السعودية في جميع ألعابها ستكون على طاولة الرئيس الجديد للهيئة الرياضية، كما أنه سيعمل على مشروع الحكام السعوديين وتطويرهم، لعودتهم مجدداً لقيادة مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بالإضافة إلى استمرار استضافة المملكة العربية السعودية للتظاهرات والبطولات العالمية الكبرى، وعلى الرغم من تعدد الملفات الرياضية الضخمة، فإن رئيس مجلس إدارة الهيئة الرياضية لن يغفل أهمية مواصلة الدفع بعجلة كرة القدم السعودية من خلال المنتخبات السنية أو المنتخب الأول، والأندية المحلية والوصول للهدف المنشود من ولي العهد ببلوغ الدوري السعودي أحد المراكز الست الأولى على المستوى العالمي، بعدما حل في المركز السادس في الترتيب الأخير من ناحية القيمة السوقية.


مقالات ذات صلة

عبد الله صالح: على جيرارد أن يحسّن الوضع أو يستقيل من الاتفاق

رياضة سعودية عبد الله صالح نجم فريق الاتفاق السابق خلاله تكريمه (تصوير: عيسى الدبيسي)

عبد الله صالح: على جيرارد أن يحسّن الوضع أو يستقيل من الاتفاق

طالب عبد الله صالح نجم فريق الاتفاق السابق من مدرب فريقه جيرارد بأن يحسّن وضع فريقه أو أن يتقدم باستقالته ويرحل.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية يارا الحقباني لاعبة التنس بشعار الأهلي (حساب اللاعبة منصة إكس)

من الاتحاد إلى الأهلي... رحلة الحقباني إخوان تستمر في جدة

رحلة قد تبدو مستغربة، الأسماء الأبرز في رياضة التنس على صعيد الساحة السعودية يارا الحقباني وشقيقاها عمار وسعود يغادرون صفوف نادي الاتحاد.

«الشرق الأوسط» (جدة )
رياضة سعودية ماتياس يايسله عبّر عن سعادته بدعم الجماهير له (تصوير: عيسى الدبيسي)

يايسله: دعم جمهور الأهلي «تاريخي» وسعيد بهذا التناغم

أعرب الألماني ماتياس يايسله مدرب فريق الأهلي عن شكره وامتنانه لجمهور ناديه والثقة والدعم اللذين قدماها مبيّناً سعادته وتقديره للقيم الإيجابية التي يتحلى بها.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية جيرارد قال إن اكتساب الثقة أمر مهم لتحقيق الفوز (تصوير: عيسى الدبيسي)

جيرارد: لاعبو الاتفاق بحاجة للثقة

أوضح الإنجليزي ستيفن جيرارد مدرب فريق الاتفاق أن تباين مستوى الفريق من مباراة لأخرى، يعود إلى حاجة اللاعبين لاكتساب الثقة في أنهم يستطيعون الانتصار.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية فيغا يحتفل بهدفه في شباك الاتفاق (تصوير: عيسى الدبيسي)

الدوري السعودي: الأهلي يزيد أوجاع الاتفاق بثنائية غابري وفيرمينو

استعاد فريق الأهلي نغمة انتصاراته وظفر بفوز ثمين خارج أرضه على حساب مستضيفه فريق الاتفاق بثنائية مقابل هدف في اليوم الأول لمباريات الجولة الـ16 من الدوري

على القطان (الدمام )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».