مقتل جندي تونسي في هجوم مسلح على ثكنة عسكرية

المتحدث باسم وزارة الخارجية: يمكن إجلاء المصريين العالقين على الحدود مع ليبيا في غضون ثلاثة أيام

جموع من الأجانب يفرون من الحرب في ليبيا من خلال الحدود الجنوبية لتونس عند معبر راس جدير (أ.ف.ب)
جموع من الأجانب يفرون من الحرب في ليبيا من خلال الحدود الجنوبية لتونس عند معبر راس جدير (أ.ف.ب)
TT

مقتل جندي تونسي في هجوم مسلح على ثكنة عسكرية

جموع من الأجانب يفرون من الحرب في ليبيا من خلال الحدود الجنوبية لتونس عند معبر راس جدير (أ.ف.ب)
جموع من الأجانب يفرون من الحرب في ليبيا من خلال الحدود الجنوبية لتونس عند معبر راس جدير (أ.ف.ب)

قتل جندي تونسي إثر هجوم إرهابي مسلح، استهدف منتصف الليلة قبل الماضية الثكنة العسكرية بمدينة سبيطلة من ولاية (محافظة) القصرين (غرب تونس)، كما أصيب شخص كان مارا خلال ساعة الهجوم بشظايا رصاصة في يده. وأطلق جندي الحراسة الرصاص على العناصر الإرهابية التي واجهته بسيل من الطلقات التي أصابته إصابات قاتلة، ولم تفلح جهود أطباء كانوا بالمكان في إنقاذه.
ورجحت مصادر أمنية تونسية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن يكون الإرهابيون قد اتخذوا أحد المسالك القريبة من الثكنة العسكرية، سواء بالتوجه شرقا نحو جبل سمامة أو جنوبا نحو جبل السلوم، وهي من الجبال القريبة من جبل الشعانبي التي تتحصن به المجموعات الإرهابية المسلحة. وأكدت المصادر الأمنية ذاتها تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المجموعة الإرهابية.
وجرت العملية على مستوى مفترق طرق تربط بين سبيطلة وعدة مدن تونسية، وغير بعيد عن حي شعبي كبير. وأعقب الهجوم حملات أمنية مكثفة على المناطق المجاورة لمسرح الهجوم، حيث ألقت قوات الأمن والجيش القبض على عشرة متهمين قالت إنها «متأكدة من ضلوعهم في العملية الإرهابية».
وشهدت مدينة سبيطلة فجر أمس عمليات تفتيش ومداهمة لبعض المساكن بحثا عن متعاونين محتملين مع المجموعات الإرهابية، وألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من العناصر السلفية التي احتفلت بالعملية الإرهابية من خلال إطلاق الأعيرة النارية. وذكر بيان مشترك لوزارتي الدفاع والداخلية التونسية أن مجموعة إرهابية، من أربعة عناصر إرهابية، حاولت اقتحام الثكنة العسكرية باستعمال سيارات رباعية الدفع، وتبادلت إطلاق النار مع قوات أمنية والجندي الذي كان مكلفا حراسة مدخل الثكنة العسكرية.
وأشار البيان إلى تعرض مركز الحرس الحدودي المتقدم «الطباقة»، الواقع في منطقة حيدرة التابعة للولاية نفسها، لهجوم إرهابي مماثل خلال الليلة ذاتها، لم يسفر عن ضحايا. وأقرت الوزارتان اللتان تخوضان حربا متواصلة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة، باحتمال التخطيط لتوجيه ضربات متزامنة لقوات الأمن والجيش خلال ليلة الأحد، وذلك من خلال تواتر الأعمال الإرهابية في أكثر من موقع بهدف تشتيت إمكانات الأمن والجيش وإرباك تدخلاتهما.
وتبدي تونس مخاوف جدية من احتمال انتقال المواجهات المسلحة من الجبال إلى المناطق السكنية داخل المدن. وتشير تقارير أعدها خبراء في مجال الأمن الشامل إلى إمكانية توسع خريطة الإرهاب بدخول الخلايا النائمة المعركة. وتقول المصادر ذاتها إن تلك الخلايا النائمة الحاضنة للإرهابيين قد يرتفع عددها إلى 400 خلية في العاصمة التونسية وحدها، وذلك وفق تقديرات مازن الشريف رئيس قسم الاستشراف ومكافحة الإرهاب بالمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل. لذلك، دعا الأطراف الأمنية والعسكرية إلى تغيير استراتيجيتها وتكتيكها في المواجهات المسلحة مع المجموعات الإرهابية.
من ناحية أخرى، وبشأن تطورات أزمة اللاجئين على الحدود التونسية - الليبية، قال المختار الشواشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية، إن قرار الغلق والفتح المتكرر لمعبر رأس جدير تمليه ضرورة التأكد من عبور أي مخاطر إرهابية إلى تونس، وأشار إلى مجموعة من الإجراءات المتخذة من قبل الجانب التونسي من بينها إبعاد اللاجئين عن مدخل المعبر، وتعزيز الإمكانات البشرية والمادية بالمعبر الحدودي لضمان سيولة أفضل للعابرين الفارين من المواجهات المسلحة في ليبيا. وكشف الشواشي لـ«الشرق الأوسط» عن استعداد تونسي للتسوية الفورية لوضعية العالقين المصريين على الحدود الليبية، وقال إن عددهم مقدر بنحو ستة آلاف شخص، وبالإمكان إجلاؤهم جميعا في غضون ثلاثة أيام في حال تفعيل الاتفاق الحاصل بين تونس ومصر وليبيا في هذا المجال. وتابع أن مصر التزمت بتوفير ست رحلات في اليوم، وهو ما يعادل قرابة ألفي مسافر من مطار جربة التونسية في اتجاه مطار القاهرة. وأضاف أن تونس لا تنتظر غير تفعيل الجانب المصري محتوى الاتفاق المذكور للحد من أزمة اللاجئين على الحدود.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.