تحولت حالة الجدل المصاحبة لإطلاق فنانة مصرية لفيديو كليب يسخر من أغنية أطلقها زميل لها، من ساحة «التراشق الغنائي»، إلى مربع «الاتهام بالعنصرية»، ودخل على خط الأزمة المشتعلة فنانون ونقاد، أبدوا انتقادات وتأييداً لطرف على حساب آخر.
وبثت الفنانة المصرية بشرى، أغنية بعنوان «كوبرا»، قبل يومين، عبر منصاتها الرسمية بموقع الفيديوهات «يوتيوب»، وبمواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن متابعين ربطوا بين طريقة تصويرها وكلماتها، وأغنية أخرى للفنان محمد رمضان، ورأوا أن الأغنية الأحدث تنطوي على سخرية من المحتوى الذي قدمه زميلها؛ بل وزاد بعضهم أنها «تحمل قدراً من التنمر والعنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء»، مستندين إلى مشهد ظهور أحد الممثلين في أغنية بشرى بقناع أسود على الوجه. وجاء كلمات أغنية بشرى لتتضمن عبارات مثل: «أسدك هبشته (عضته) قطة»، و«ملك الغابة لدغته كوبرا»، بينما كان رمضان قد قدم أغنيتين بعنوان «نمبر وان»، و«أنا الملك أنا الأسد».
وتحدثت مصادر قريبة من كواليس إعداد عمل بشرى إلى «الشرق الأوسط»، وأوضحت أن السبب الرئيسي وراء طرح هذه الأغنية، هو الرد من الفنانة بشرى، رئيسة عمليات مهرجان الجونة السينمائي، على تصريحات رمضان الشهيرة ضد المهرجان، بعد أن تم سؤاله عن سبب عدم مشاركته في فعاليات المهرجان، فرد قائلاً: «لا أعلم إن كانت قد وُجهت لي دعوة لمهرجان الجونة من عدمه، فتلك الدعوات ترسل إلى الشؤون المعنوية لاعتباري جندياً بالقوات المسلحة، لا أحضر أي احتفالية رسمية إلا بموافقة من إدارة الجيش». ورمضان يخضع للتجنيد الإجباري، ولا يزال بصفوف الجيش المصري.
وعقب نشر أغنية بشرى، رد رمضان بفيديو لبعض محبيه أثناء أدائهم لأغنياته، ملمحاً إلى وقوف طرف لم يحدده وراء أغنية زميلته.
ودفعت حالة الجدل الفني والجماهيري بشأن الأغنية، الشاعر الغنائي أمير طعيمة، إلى التعليق عليها عبر حسابه الرسمي، على «تويتر»، إذ قارن بين العملين، وقال: «المؤكد أن أغاني محمد رمضان أفضل ودمها أخف، ومعمولة بشكل أحسن ولائق عليه، مع تحفظي على التعالي اللي فيها».
وفي المقابل، دافعت بشرى عن موقفها، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأغنية ليس بها إهانة لأي شخص»، وأضافت أن إعجابها بالأغنية جاء لحبها فكرة المبارزة الشعرية التي كانت متداولة في المنطقة العربية منذ مئات السنين.
وتابعت: «العرب أبرز من اشتهروا بالمبارزات الشعرية، فجميعنا درس في طفولته أبيات الشعر الشهيرة لجرير والفرزدق، وكل منهما يهجو الآخر».
وأكدت: «ليست لدي أي خلافات مع محمد رمضان؛ بل إن فكرة المبارزة بين الفنانين موجودة في كل دول العالم، وتعرف باسم (song battles)، ومن يتابع الفن الأميركي والغرب فلن يستغرب من الأغنية».
وعن سبب عودتها للغناء في الوقت الراهن، بعد مشاركتها في مهرجان الجونة، ردت قائلة: «المهرجان ليست له أي علاقة بالأغنية، وأنا اشتهرت في الساحة الفنية كمطربة، وقدمت عشرات الأغنيات، كما إنني كنت أحضِّر لألبوم غنائي جديد، ولولا احتراق الاستوديو الذي كنت أسجل فيه أغنيات ألبومي، لكان ألبومي قد طرح في الأسواق المصرية والعربية منذ عدة أشهر». واختتمت حديثها: «ليست لدي أي ضغينة من رد محمد رمضان على الأغنية بأغنية جديدة؛ لأن هذا ما يحدث في الأوساط الغنائية عالمياً».
أما الملحن أحمد عاطف، صاحب فكرة أغنية «كوبرا»، فقد كشف لـ«الشرق الأوسط» أسرارها، فقال: «بدأت فكرة الأغنية تتخمر في عقلي عقب مشاهدتي لأغنية الفنان محمد رمضان (أنا الملك)، فولدت لدي رغبة في تقديم عمل يبرز هزيمة ملك الغابة الأسد من أي حيوان آخر، وأبرز تلك الحيوانات هو الثعبان الذي قد يلدغه ويتسبب في موته».
وأضاف: «جلست في تنفيذ الأغنية مع شاعر الأغنية أحمد يوسف، إلى أن خرجت بالشكل الذي شاهده الجميع»، مؤكداً على أنه يحترم كثيراً محمد رمضان والفن الذي يقدمه، ويراه أفضل من قدم موسيقي «راب» خلال الفترة الأخيرة بمصر والوطن العربي.
لكن الناقد الموسيقي طه حافظ، تحدث عن أغنية بشرى قائلاً: «من الناحية الفنية، لا يوجد مقارنة بين أغنيتي الفنان محمد رمضان (أنا الملك) و(نمبر وان) وبين أغنية بشرى (كوبرا)، فرغم التعالي الشديد في أعمال محمد رمضان، فإن الأغنيتين على المستوى الفني بهما قدر من الجودة، ولهما فكرة يريد إيصالها لجمهوره، أما أغنية بشرى فليس لها محل من الإعراب، وليس بها أي قدر من الجودة الفنية».
أضاف: «تبارز المطربين بالأغنيات موجود في كافة دول العالم، ولكن يقدم بشيء من الاحترام، فأغنية (كوبرا) بها إساءة شديدة لأصحاب البشرة السمراء، فما الداعي لإظهار بطل الكليب وهو يرتدي (ماسك) كامل باللون الأسود، فهذه إهانة لا تغتفر، ولا يجب أن تمر مرور الكرام».
«تراشق غنائي» بين فنانَين مصريين يتطور لاتهامات بالعنصرية
بشرى ومحمد رمضان يتبادلان التعليقات
«تراشق غنائي» بين فنانَين مصريين يتطور لاتهامات بالعنصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة