ترمب يشيد بوزير الخزانة وينتقد الفيدرالي مجدداً

الرئيس الأميركي يدعو إلى اغتنام فرصة انخفاض الأسهم

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب المستثمرين إلى اغتنام فرصة هبوط الأسواق لشراء الأسهم الأميركية (رويترز)
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب المستثمرين إلى اغتنام فرصة هبوط الأسواق لشراء الأسهم الأميركية (رويترز)
TT

ترمب يشيد بوزير الخزانة وينتقد الفيدرالي مجدداً

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب المستثمرين إلى اغتنام فرصة هبوط الأسواق لشراء الأسهم الأميركية (رويترز)
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب المستثمرين إلى اغتنام فرصة هبوط الأسواق لشراء الأسهم الأميركية (رويترز)

عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن ثقته في وزير الخزانة ستيفن منوتشين وسط مخاوف بشأن ضعف الاقتصاد وهبوط أسواق الأسهم، لكنه جدد انتقاده لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وقال إنه يرفع أسعار الفائدة بوتيرة سريعة للغاية.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي مساء الثلاثاء إن الشركات الأميركية هي «الأعظم في العالم» وإنها توفر فرصا «هائلة» للشراء. وردا على سؤال حول ما إذا كان يثق في منوتشين، قال ترمب: «نعم أثق به. هو شخص موهوب للغاية. شخص ذكي جدا».
وجاءت تصريحات ترمب بعدما أجرى منوتشين اجتماعا عبر الهاتف يوم الاثنين مع جهات تنظيمية لبحث مسألة هبوط أسواق الأسهم الأميركية. ولم يقدم الاجتماع الكثير لطمأنة السوق، بل ربما يكون زاد توترها. فقد هبطت المؤشرات الرئيسية الكبرى الثلاثة بأكثر من اثنين في المائة قبل يوم عطلة عيد الميلاد. وتحدث منوتشين أيضا يوم الأحد مع رؤساء أكبر ستة بنوك أميركية، والذين أكدوا أنه لديهم سيولة كافية للاستمرار في الإقراض وتغطية كل أنشطة السوق الأخرى، وأن «الأسواق ما زالت تعمل كما ينبغي».
وأشاد ترمب بالشركات الأميركية، داعيا المستثمرين إلى شراء الأسهم الأميركية، في الوقت الذي تراجعت فيه أسعارها إلى أقل مستوياتها منذ نهاية العام الماضي، وقال إن سعر أسهمها المنخفض يوفر فرصة للمستثمرين. وأضاف: «لدي ثقة كبيرة جدا في شركاتنا. لدينا شركات، هي الأعظم في العالم، وتحقق أداء جيدا بالفعل. لدى هذه الشركات أرقام قياسية، ومن ثم أعتقد أن هذه فرصة كبيرة للشراء».
وكانت الأسهم الأميركية قد تراجعت بشدة خلال الشهور الأخيرة بفعل مخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي، بعد أن كانت قد وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق. وكان ترمب قد حظي بإشادة واسعة على خلفية الارتفاع الكبير لأسعار الأسهم في البورصات الأميركية خلال العام الحالي من رئاسته، لكن الرئيس الأميركي حمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي جزءا كبيرا من المسؤولية عن المشاكل الاقتصادية، وانتقد علنا رئيس المجلس جيروم باول الذي عينه هو بنفسه.
وأصبح مجلس الاحتياطي محل تركيز في عهد الرئيس ترمب مع استمراره في الزيادة البطيئة والمطردة لأسعار الفائدة استنادا إلى بيانات أداء الاقتصاد الأميركي. وقال ترمب: «هم يرفعون أسعار الفائدة بوتيرة سريعة للغاية لأنهم يعتقدون أن الاقتصاد جيد جدا. لكنني أعتقد أنهم سيفهمون الأمر قريبا»، وذلك في إشارة انتقاد من جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف الرئيس الأميركي أن «مجلس الاحتياطي مثل لاعب الغولف القوي الذي لا يمكنه أن يفوز لأنه يفتقد إلى اللمسة، فهو لا يستطيع وضع الكرة في الحفرة».
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قال في الأسبوع الماضي إن احتمالات استمرار الزيادة التدريجية لأسعار الفائدة ما زالت قائمة، لكنه خفض عدد مرات زيادة الفائدة خلال العام المقبل إلى مرتين وليس 3 مرات وفقا لتقديراته في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وجاء قرار مجلس الاحتياطي في الأسبوع الماضي بزيادة الفائدة، في ظل تزايد المخاوف من التهديدات الاقتصادية الناجمة عن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، في حين تواجه أوروبا احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في مارس (آذار) المقبل.
ورجحت تقارير إعلامية أن يكون ترمب وصل إلى حد مناقشة إقالة باول، وأبلغ رويترز في أغسطس (آب) بأنه ليس سعيدا به. وقال ترمب يوم الاثنين: «المشكلة الوحيدة التي يعاني منها اقتصادنا هي مجلس الاحتياطي الفيدرالي». ورفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة من جديد الأسبوع الماضي كما كان متوقعا على نطاق واسع.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه يوم الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».