أوضاع الفلسطينيين تزداد تدهورا في «اليرموك» وعباس يدعو لإدخال المساعدات

تفشي المجاعة في المخيم وسكانه يأكلون العشب

احد الشوارع المدمرة في المخيم
احد الشوارع المدمرة في المخيم
TT

أوضاع الفلسطينيين تزداد تدهورا في «اليرموك» وعباس يدعو لإدخال المساعدات

احد الشوارع المدمرة في المخيم
احد الشوارع المدمرة في المخيم

تزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق، بعد فشل تنفيذ اتفاق أبرم بين الحكومة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، نص على فتح «ممر آمن للسكان» لإدخال ما يحتاجه المخيم من مواد غذائية وأدوية بصفة عاجلة، مقابل سحب المظاهر المسلحة والمقاتلين من داخله، تمهيدا لإعادة النازحين منه.
وعلى الرغم من تعهد الطرفين بالالتزام بتنفيذ اتفاق الهدنة وإخلاء المخيم ومحيطه من المسلحين، فإنه لم يشهد أي خطوات عملية تسهم في إعادة الحياة الطبيعة إلى المخيم. ويصف أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، لـ«الشرق الأوسط»، الوضع الإنساني في المخيم بـ«المجاعة»، مشيرا إلى أن «الناس يأكلون العشب بسبب انعدام أي مواد غذائية تبقيهم على قيد الحياة».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار أول من أمس إلى «موت خمسة مواطنين، بينهم مسن وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة ومواطنة، جراء نقص الأغذية والعلاج اللازم نتيجة الحصار المفروض من قبل القوات النظامية منذ أشهر على مخيم اليرموك». وسبق أن أعلنت مصادر أهلية في المخيم موت 18 شخصا بسبب الجوع الذي سببه الحصار.
ويحمّل أبو العردات جميع الأطراف مسؤولية «فشل تطبيق بنود الاتفاق الذي يضمن تحييد المخيم وإنقاذ المدنيين المحاصرين في داخله»، مؤكدا «وجود 30 ألف فلسطيني مدني في اليرموك يحتاجون إلى مواد غذائية وطبية». وأعرب عن اعتقاده أن «الحل الوحيد لإنقاذ هؤلاء يكون بتطبيق الاتفاقية التي عقدت مع الحكومة السورية».
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الأغا، زار العاصمة السورية على رأس وفد من المنظمة في العاشر من الشهر الماضي، وأجرى مفاوضات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومسؤول الأجهزة الأمنية السورية اللواء علي مملوك.
وتوصلت المفاوضات إلى بلورة اتفاقية بخصوص مخيم اليرموك تقضي بانسحاب الجيش الحر إلى خارج مخيم اليرموك، وإعلانه منطقة هادئة، إضافة إلى منع دخول القوات النظامية ومقاتلي الجبهة الشعبية، الموالية للنظام، إلى داخل المخيم. كما تنص على فتح الطريق من وإلى المخيم وإدخال مواد غذائية وطبية عاجلة، فضلا عن الإفراج عن معتقلين فلسطينيين لدى النظام وتسوية أوضاع من يريد من مقاتلي الجيش الحر.
لكن بنود هذه الاتفاقية لم تطبق وتواصلت المعارك في المخيم بشكل شبه يومي، مما أجبر عشرات آلاف الأشخاص من سكانه على مغادرته ليصبح عدد المهجرين من أحياء اليرموك المحاصرة في داخل سوريا وخارجها نحو 150 ألف فلسطيني.
هذا الواقع دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس إلى مطالبة السلطات السورية بـ«تسهيل دخول المواد الإغاثية والتموينية إلى مخيم اليرموك في سوريا لإغاثة سكانه الذين يتعرضون لظروف معيشية صعبة».
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن «عباس طلب من سفير فلسطين لدى سوريا والجهات المسؤولة تسهيل دخول المساعدات بشكل فوري إلى المخيم».
وتحول مخيم اليرموك منذ بدء الأزمة في سوريا إلى ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأهالي أحياء العاصمة دمشق التي تعرضت للقصف، كمدن ببيلا ويلدا في الريف، وكأحياء التضامن والحجر الأسود والقدم والعسالي وغيرها، لكن القوات النظامية سرعان ما قادت حملة عسكرية على المخيم بعد تقدم قوات المعارضة في الأحياء الجنوبية في دمشق، مما استدعى هجوما مضادا من قبل الجيش الحر طرد خلاله القوات النظامية والعناصر الموالية لها من أحياء اليرموك. ليدخل المخيم بعدها في حصار قاس أدى تدريجيا إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لسكانه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.