اعتبر مفتي مصر الدكتور شوقي علام أن «الأمة الإسلامية ابتليت بفرق ترفع رايات متعددة وشعارات متباينة، ظاهرها الرحمة وباطنها الحقيقي الهلاك»، مشيراً إلى أن «الخطر الحقيقي ليس في الاختلاف، كونه ضرورة عقلية وظاهرة صحية، وإنما في ظاهرة إقصاء الآخر المخالف والحكم عليه بالكفر، ما يضعف الأمة ويهدد سلامتها وأمنها ووحدتها».
وشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على رعايته «مؤتمر الوحدة الإسلامية» الذي اختتمت فعالياته في مكة المكرمة، ونظّمته رابطة العالم الإسلامي التي قال إنها «تصدت لتحديات مصيرية تواجهها الوحدة الإسلامية». وأكد أن دعمه الدائم للسعودية «أمر تمليه العروبة والإسلام».
ونوّه علام بمضامين ومحاور مؤتمر «الوحدة الإسلامية... مخاطر التصنيف والإقصاء»، قائلاً إن «رابطة العالم الإسلامي تعقد هذا المؤتمر المهم في ظروف عصيبة تمر بها الأمة الإسلامية، فالتحديات المحيطة بنا والأخطار المحدقة من حولنا أصبحت ماثلة للعيان لا يستطيع أن يتجاهلها أو أن يشكك فيها أي إنسان عنده مسكة من عقل، أو ذرة من إيمان، وتداعي الأحداث وتزايد الأخطار وتتابع المحن التي تواترت على الأمة الإسلامية، استنهض همم المخلصين الجادين من العلماء والمفكرين والباحثين في مشارق الأرض ومغاربها لبحث كيفية الخروج بأمتنا الإسلامية وشعوبها المسالمة من أتون هذه الفتن ونيران تلك المؤامرات سالمة غانمة مطمئنة منتصرة».
وأشار إلى أن «هناك إنذاراً يؤيده الواقع الماثل أمامنا، من خطر جسيم يتهدد الأمة، ألا وهو خطر الاختلاف والانقسام والاقتتال والتنازع والتدابر الذي ينتج عن فتنة التصنيف التي حذَّرنا الله تعالى منها في الكتاب الكريم».
وحذّر «مما ابتليت به الأمة الإسلامية من فِرق، ما أنزل الله بها من سلطان، تحت أسماء مختلفة، وراياتٍ متعددة، وشعارات متباينة، وغايات وأهداف، ظاهرها الرحمة وباطنها وحقيقتها الهلاك والعذاب، ذلك أن كل جماعة وفرقة من هذه الفرق قد حصرت الحق في منهجها وحده دون غيره، وحكمت على مخالفها بالهلاك وفساد المنهج والمعتقد».
وقال: «إذا أردنا أن نتعلم فقه الاختلاف الصحيح ونجنب الأمة خطر هذه الجماعات التي فرقت الأمة الإسلامية، وقسمت صفّنا، ووهنت عزمنا، وأضعفت قوتنا، فأمامنا المنهج العلمي الصحيح الذي استقرت عليه اجتهادات جهابذة الأمة الإسلامية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وهو أن الاختلاف إذا كان في الأمور الاجتهادية الظنية التي لا تمس ثابتاً من ثوابت الدين أو العقيدة، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة، ولا تخرق إجماعاً قطعيّاً؛ فإن الأمر فيها هين، والخلاف حولها مستساغ، وهو من قبيل اختلاف التنوع، وليس من قبيل اختلاف التضاد».
وناشد «العلماء أصحاب الرأي والفكر والإرشاد أن يوجهوا كل طاقتهم إلى ترسيخ ثقافة قبول الاختلاف، في توجيه الأمة إلى فقه السلف الصالح الذي يفرق بين الثابت والمتغير والقطعي والظني في أمور الخلاف»، مشيراً إلى أن «الأمة الإسلامية تنظر بشغف بالغ إلى نتائج المؤتمر في توصياته».
مفتي مصر: الإسلام ابتلي بفرق ظاهرها الرحمة وباطنها الهلاك
مفتي مصر: الإسلام ابتلي بفرق ظاهرها الرحمة وباطنها الهلاك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة