عباس يحض ترمب على الالتزام بالشرعية الدولية

بطريرك اللاتين يدعو الفلسطينيين إلى التمسك بأرضهم

الرئيس عباس يتقدم الحضور في قداس الميلاد (وفا)
الرئيس عباس يتقدم الحضور في قداس الميلاد (وفا)
TT

عباس يحض ترمب على الالتزام بالشرعية الدولية

الرئيس عباس يتقدم الحضور في قداس الميلاد (وفا)
الرئيس عباس يتقدم الحضور في قداس الميلاد (وفا)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن على الرئيس الأميركي دونالد ترمب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها خلال قداس الميلاد في بيت لحم.
وفي المناسبة نفسها، دعا رئيس الأساقفة والمدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بيير باتستا بيتسابالا، الفلسطينيين إلى عدم هجر أراضيهم، وذلك خلال قداس منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية في كنيسة المهد في بيت لحم.
وأقام بيتسابالا القداس، بمشاركة لفيف من المطارنة والأساقفة وكبار رجال البطريركية، وعدد من أبناء الرعية، ووفود دبلوماسية، وزوار من دول مختلفة، للاحتفاء بهذه المناسبة. وحضر القداس أيضا رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وممثل العاهل الأردني وزير الداخلية سمير مبيضين، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية وحشد من المواطنين.
وأكد عباس، خلال كلمته أن قرارات ترمب خاصة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «مخالفة تماماً للشرعية الدولية». وأشار إلى قرار ترمب وقف الدعم المالي عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومساندته الاستيطان الإسرائيلي. وقال: «قلنا له (ترمب) إن هذا الكلام لا يمكن أن نقبل به، ونحن نريد منه أن يتراجع عن هذا وأن يطبق الشرعية الدولية». وأضاف: «نحن لسنا أعداء لأحد ولا أعداء لأميركا، نريد صداقة أميركا وعلاقات طيبة معها، ولكن عليها أن تنظر إلينا بعين العدل، ولا نريد أكثر من ذلك، فقط أن تكون عادلة وأن تطبق أي قرار من القرارات الكثيرة التي اتخذتها الأمم المتحدة».
وأكد عباس التزامه بالمساعي السلمية ونبذ العنف والإرهاب، مشيرا إلى توقيع 83 بروتوكولاً أمنيا لمحاربة الإرهاب مع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة. وينسجم خطاب عباس مع موقفه القاضي باستبعاد الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية عقب قرار ترمب بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
وفي عظته خلال قداس الميلاد، قال البطريرك بيتسابالا: «في هذه الليلة المقدسة، نحتفل بميلاد يسوع المسيح في بيت لحم، ونعلن مع الملائكة محبة الله لهذه الأرض، ولمدنها. ونريد أن نستجيب للدعوة الموجَهة إلينا وهي أن نكون صانعي سلام، وأنبياءَ رجاء، وشهوداً مقتنعين وقادرين على الإقناع بضرورة المشاركة والحوار»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وتابع بيتسابالا: «نريد أن نسكن هذه الأرض مع يسوع المسيح، فلا نهجرها. نريد أن نشارك في آلامها ومخاوفها وأحزانها وآمالها. نريد أن نسير معاً في طريق الخلاص، مستعدِين لبذل كل جهد والتزام كل مبادرة تجعل مدننا مزدهرة ومضيافة، حيث يقدر الجميع أن يجدوا بيتاً وعملاً وحياة كريمة ومكتفية».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».