الاستطلاعات تعطي نتنياهو أكثرية تبقيه رئيس حكومة

TT

الاستطلاعات تعطي نتنياهو أكثرية تبقيه رئيس حكومة

بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات المقررة في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 9 أبريل (نيسان) 2019 دلت استطلاعات الرأي على أنه ما زال يتمتع بأكبر قدر من الأصوات وأنه يحافظ على قاعدته الانتخابية اليمينية وربما يزيد عدد هذه الأصوات.
وتشير هذه الاستطلاعات إلى أنه سيحافظ على قوته الحالية (30 مقعدا) وفي أحد الاستطلاعات يرتفع إلى 32 مقعدا من مجموع 120. فمع أن هذه النسبة تعتبر قليلة (ربع عدد النواب فقط)، لكن ضعف منافسيه وتمزق صفوفهم ورفضهم الاصطفاف وراء قائد واحد، يجعلهم ممزقين ومبعثرين ويتيح له العودة إلى الحكم.
ويشير استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» أمس الثلاثاء، إلى أن حزب «الليكود» بقيادة نتنياهو سيحصل على 30 مقعدا، والأهم من ذلك هو أن أحزاب الائتلاف الحكومي اليميني القائم اليوم ستخسر بعض أصواتها وتنخفض من 67 مقعدا (بمشاركة أفيغدور ليبرمان) إلى 63 مقعدا.
وحسب الاستطلاع، سيرتفع «الليكود» إلى 32 مقعدا وسيرتفع تحالف نتنياهو الحالي إلى 68 مقعدا (من مجموع 120). وستتراجع قوى المعارضة وفقا للاستطلاعين بشكل ملحوظ، إذ يهبط تحالف حزب العمل (المعسكر الصهيوني) من 24 مقعدا إلى 9 مقاعد، وتهبط القائمة المشتركة، التي تضم الأحزاب العربية الوطنية من 13 إلى 11 مقعدا.
وحتى إذا انضم بيني غانتس، رئيس أركان الجيش السابق، إلى المعركة الانتخابية فإن حزبا برئاسته سيفوز بـ13 مقعدا، لكن أصواته ستأتي بالأساس من الوسط واليسار على حساب الأحزاب المعارضة ولن يفوز بأكثرية.
وكانت أحزاب المعارضة رحبت بالإجماع بتبكير موعد الانتخابات، باعتبار أن ذلك سيسقط «أسوأ حكومة». وقال رئيس «المعسكر الصهيوني» آفي غباي، مبررا رفضه التحالف مع أي من أحزاب المعارضة الأخرى، إن الانتخابات القادمة هي بينه وبين رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو.
ورأى أن الانتخابات المقبلة مهمة جدا لمستقبل الدولة، ذلك أن «العقد الأخير ينتهي مع مجتمع إسرائيلي مفكك، ومع أجيال شابة من دون أمل»، وإنه هو بالذات سيقود إسرائيل إلى «مستقبل أفضل، مستقبل التغيير والوحدة».
من جهتها، رفضت رئيسة المعارضة البرلمانية الحالية، تسيبي ليفني، الاستطلاعات وقالت إن «المعارضة ستفوز في الانتخابات، وإن هذه الحكومة ستسقط أخيرا». وحذرت من أن نتنياهو في خروجه «سيحاول تدمير ما تبقى من الديمقراطية في إسرائيل»، وإن معسكرها سيمنعه من محاولة ذلك. وأضافت أنه «من الواضح أن نتنياهو سيحاول تجنيد الجمهور لمصالحه، ودورنا يكمن في القول إن هناك تعارضا، فمصالح نتنياهو ليست مصالح الجمهور».
وكان المعسكر الصهيوني قد رحب، في وقت سابق اليوم، بتقديم موعد الانتخابات لإنهاء ولاية نتنياهو. وقالت عضو الكنيست عنه، ميراف ميخائيلي، إن أسوأ حكومة سوف تنصرف، و«الدولة بحاجة إلى إعادة إعمار من كوارث هذه الحكومة وبسرعة». وبحسبها فإن الحديث عن «سلطة فاسدة دمرت الديمقراطية، وباعت أمن الدولة، وأوصلت إسرائيل إلى عزلة سياسية وعجز اقتصادي»، و«المعسكر الصهيوني سيبني الدولة مجددا من خرائب الديمقراطية». وقالت رئيسة حزب «ميرتس»، تمار زندبرغ، إنه حان الوقت لحل هذا الائتلاف، وإنها كانت تنتظر ذلك منذ مدة طويلة، مضيفة أنها متفائلة من اختيار الجمهور الإسرائيلي. وقال رئيس كتلة «إسرائيل بيتنا»، ووزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، إنه يرحب بقرار قادة الائتلاف الحكومي التوجه إلى انتخابات مبكرة. مضيفا أنه سبق وأن قال إن هذه الحكومة لا تقوم بدورها، وإنه من المهم أن تكون هناك حكومة جديدة ومستقرة.
وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق إن الجمهور الإسرائيلي سوف يمنح «الليكود» مجددا التفويض لتشكيل الحكومة المقبلة، وإن الائتلاف الحالي سيشكل نواة الحكومة المقبلة. وحاول أمس التركيز على مكانته كرئيس حكومة ووزير للأمن، فقام بزيارة إلى الحدود الشمالية مع لبنان. وراح يطلق التصريحات العسكرية ويهدد «حزب الله» وإيران.
وبالمقابل، أعلن عن تأسيس حزبين برئاسة جنرالين اثنين، بالإضافة إلى حزب بيني غانتس: الأول برئاسة موشيه يعلون، الذي كان وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو السابقة وأقاله نتنياهو بسبب خلافاتهما، والثاني برئاسة الجنرال يوم طوف ساميا، الذي شغل منصب قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي قبل سبع سنوات.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».