نتنياهو يأمل بالمحافظة على ائتلافه الحكومي عبر انتخابات مبكرة

الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع في أبريل لاختيار «كنيست» جديد

نتنياهو خلال اجتماع حزبه في الكنيست أمس (إ.ب.أ)
نتنياهو خلال اجتماع حزبه في الكنيست أمس (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يأمل بالمحافظة على ائتلافه الحكومي عبر انتخابات مبكرة

نتنياهو خلال اجتماع حزبه في الكنيست أمس (إ.ب.أ)
نتنياهو خلال اجتماع حزبه في الكنيست أمس (إ.ب.أ)

وافق قادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، الاثنين، على إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة في أبريل (نيسان) القادم، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يسعى إلى تشكيل تحالف حكومي يميني، مماثل للائتلاف الحالي.
وقال الناطق باسم حزب «ليكود» اليميني الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي، إن «قادة أحزاب الائتلاف الحكومي قرروا حل الكنيست، وتقديم الانتخابات إلى بداية أبريل 2019»، بدلا من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويأتي القرار بعد أزمة مع الأحزاب الدينية التي ترفض مشروع قانون رئيسي متعلق باليهود المتدينين المتطرفين، الذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي مثل نظرائهم العلمانيين. كما تسببت استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الشهر الماضي في أزمة حكومية. وبعد انسحاب ليبرمان مع حزبه «إسرائيل بيتنا» باتت غالبية ائتلاف نتنياهو تقتصر على مقعد واحد في الكنيست الذي يضم 120 مقعداً.
وتعرضت حكومة نتنياهو الأكثر تطرفاً ويمينية في تاريخ إسرائيل، لعدة أزمات ودعوات للإطاحة بها.
وجاءت توصية مدعي عام الدولة شاي نيتسان، قبل أربعة أيام، إلى الادعاء العام بتوجيه الاتهام رسمياً بالفساد إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، دون إعطاء تفاصيل إضافية حول القضية.
وصرح عدة وزراء من أحزاب مختلفة، بأنه لا يمكن لرئيس الحكومة أن يستمر فيها إذا ما قدمت ضده لائحة اتهام، غير أن نتنياهو بأمل في إعادة خلط الأوراق من خلال انتخابات مبكرة قد تعزز مواقعه في السلطة.
وقال نتنياهو بعد الإعلان عن قرار قادة أحزاب الائتلاف الحكومي حل الكنيست، وتقديم الانتخابات إلى بداية أبريل 2019، إنه «يأمل في أن يكون الائتلاف الحالي لحكومته نواة للتحالف المقبل». ويعتبر هذا الائتلاف الأكثر تطرفاً ويمينية في تاريخ إسرائيل.
وأضاف نتنياهو أنه في نوفمبر الماضي، رفض الدعوات «غير المسؤولة» لإجراء انتخابات مبكرة، بسبب ما وصفه بأنه وضع أمني صعب تواجهه إسرائيل، وقال: «أردنا أن نفكك سلاح (حزب الله)، سلاح الأنفاق الذي استثمرت فيه (حماس) قبل ذلك كثيراً، وفككناه».
وأكد أنه في ذلك الوقت لم يستطع أن يفصل على الملأ الخطوات الحساسة التي يتم اتخاذها: «ولكن الجميع الآن يعلم عنها».
واستعرض نتنياهو أعمال حكومته الحالية، وركز على قوة إسرائيل العسكرية، إذ «تحتل إسرائيل المرتبة الثامنة في العالم، وهذا أمر لا يصدق». كما تحدث عن مشكلات إسرائيل مع إيران و«حزب الله»، وقال: «نحن نعمل باستمرار على منع تموضع إيران في سوريا».
وأشار إلى علاقة إسرائيل القوية مع واشنطن، قائلاً: «إن تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة في ذروته، وهو أقوى من أي وقت مضى». كما تحدث عن نمو الاقتصاد الإسرائيلي خلال فترة رئاسته للحكومة، وقال إنه «ردم الهوة بين الفقراء والأغنياء التي باتت الأصغر منذ عشرين عاماً»، ورفع معدل متوسط دخل الفرد «الذي أصبح أعلى بكثير من الدول الغربية»، وفق تعبيره.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.