العالم في 2019: دول الخليج 2019... تجاوز للأزمات وآفاق للدبلوماسية

الإمارات تبدأ العد التنازلي لمرحلة الفضاء والكويت بهواجس البرلمان والبحرين في نمو

قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض الشهر الجاري (واس)
قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض الشهر الجاري (واس)
TT

العالم في 2019: دول الخليج 2019... تجاوز للأزمات وآفاق للدبلوماسية

قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض الشهر الجاري (واس)
قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض الشهر الجاري (واس)

تشهد دول الخليج في عام 2019 تنوعاً في مشروعاتها وخططها على المستويات السياسية والاقتصادية، وكذلك التنمية المعرفية والثقافية، ولعل البارز أن الدول كافة تسير في خططها للإصلاح والتنمية الفاعلة، وسيكون العام المقبل للبحرين فرصة إثبات تجاوز الأزمة المالية.
الإمارات ستفتتح عامها بالرياضة وكأس آسيا في تجمع هو الأكبر، وسيكون لمعرض «إكسبو2020» فرصة الاستطلاع قبل أن يبدأ عده التنازلي مع مرحلة للفضاء أكبر في صعيد الدولة، الكويت هي الأخرى لن يتنازعها سوى العلاقة بين المجلسين التشريعي والتنفيذي، في ظل الهواجس الدائمة بإمكانية حلّ مجلس الأمة (البرلمان)، وكذلك قدرة الدبلوماسية الكويتية للوصول إلى حلّ في قضايا عالقة، بينها الوصول إلى اتفاق بشأن المناطق المقسومة مع السعودية.

الإمارات... تسامح وفجر الفضاء
تستعد الإمارات في العام المقبل لإطلاق مبادرات متعددة حول مفهوم «التسامح»، التي ستخصص له حراكاً بهدف تعزيز قيم التسامح باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة.
كما ستشهد البلاد في يناير (كانون الثاني) أيضاً إقامة بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي ستكون بمثابة كأس آسيا السابعة عشرة، وهي بطولة كرة القدم الدولية للرجال التي ينظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كل أربع سنوات، حيث ستكون لأول مرة، يلعب البطولة النهائية لكأس آسيا 24 فريقاً، بعد أن تم توسيعها من 16 فريقاً الذي تم استخدامه من عام 2004 إلى عام 2015.
تترقب البلاد دخولها في قائمة الدول المهتمة بالفضاء عندما ينطلق أول رائد فضاء إماراتي في شهر أبريل (نيسان) إلى الفضاء في مهمة مدتها عشرة أيام، ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة «سويوز إم إس – 12» الفضائية.
وتم اختيار رائدي فضاء إماراتيين، هما هزاع المنصوري وسلطان سيف النيادي، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، وذلك من بين 4000 شاب وشابة إماراتيين تقدموا للاختبارات، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الهادف إلى تأهيل وإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى الفضاء الخارجي لتنفيذ مهام علمية.
كما يشهد شهر أبريل المقبل العد التنازلي لانطلاق المعرض الدولي «إكسبو2020»، الذي سينطلق في العاشر من شهر أبريل 2020، حيث تعمل دبي على بناء مدينة متكاملة لاستضافة الحدث، الذي يتوقع أن يكون أفضل نسخة، والتي تشير التوقعات إلى استقطابه نحو 25 مليون زائر يتوافد 70 في المائة منهم من خارج الدولة، ويقام على مساحة 438 هكتاراً في «مركز دبي التجاري - جبل علي» في الطرف الجنوبي الغربي لإمارة دبي.

البحرين... الاقتصاد هرم أكبر
ستشهد البحرين في عام 2019 تحولات سياسية واقتصادية عدة، أبرزها في الجانب السياسي وصول أول سيدة بحرينية إلى رئاسة البرلمان البحريني، حيث نجحت النائبة فوزية زينل في الوصول إلى رئاسة مجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان.
في الجانب الاقتصادي، يتوقع أن يواصل الاقتصاد البحريني معدلات النمو التي تتصاعد منذ سنوات عدة؛ فالحكومة البحرينية نجحت في تجاوز أزمة مالية خانقة خلال النصف الثاني من العام الحالي بمساعدة كل من السعودية، والإمارات، والكويت.
لذلك؛ سيجنب برنامج التوازن المالي في 2019، المنامة حالة عدم التوزان بين الموارد والمصروفات، ويستمر البرنامج الذي خصصت له الدول الثلاث 10 مليارات دولار حتى نهاية عام 2022، كذلك ستبدأ البحرين في تطبيق نظام الضريبة المضافة من بداية العام.
وتشهد شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، التي ستصبح قريباً أكبر مصهر للألمنيوم في العالم في موقع واحد، مختلف الأنشطة والأعمال التي تمهد الطريق لإنتاج أول معدن منصهر بتاريخ 1 يناير 2019 في خط الإنتاج السادس قبل الموعد المخطط له بستة أشهر وبتكلفة تبلغ 3 مليارات دولار أميركي. وسيعزز خط الإنتاج السادس لشركة «ألبا» الطاقة الإنتاجية السنوية بإضافة 540 ألف طن متري؛ مما سيرفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 1.5 مليون طن متري سنوياً.
وفي قطاع النفط، يتم العمل على عدد من المشروعات المهمة، وعلى رأسها اكتشاف حقل خليج البحرين الغني بالنفط الصخري الخفيف والغاز الذي تم الإعلان عنه في أبريل من 2018، والذي يعد أكبر اكتشاف في تاريخ البحرين، كذلك مشروع تحديث مصفاة شركة نفط البحرين (بابكو) بقيمة تبلغ 4.2 مليار دولار، التي ستزيد من الطاقة الإنتاجية من 267 ألف برميل يومياً على 380 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع خلال أربع سنوات.

الكويت... حكايا بين السلطات
مع تراجع التهديدات الأمنية والإقليمية، تبرز في الكويت ثمة تحديات رئيسية لعام 2019، أولى تلك التحديات هي مواجهة الفساد الذي تعهدت الحكومة بمكافحته، وفي ملف المنطقة المقسومة، استبق وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، تباشير العام الجديد (2019) بالإعلان في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018، أن بلاده والسعودية ستتوصلان في القريب العاجل إلى اتفاق بشأن موضوع المنطقة المقسومة.
وتراجعت التحديات الأمنية، وبخاصة بعد هزيمة تنظيم داعش في العراق، الذي شكّل مصدر تهديد مستمراً لدولة الكويت المجاورة، ونجحت السلطات في الحد من تنامي التأثير المتطرف للجماعات المتشددة، بما في ذلك حرمانها من مصادر الدعاية والتنظيم وفرض رقابة على تدفق الأموال.
لكن التحديات الأشد ستكون على ما يبدو خلال العام المقبل داخلية، تتعلق أولاً بالمشكلات الاقتصادية، الناجمة عن تراجع أسعار النفط، يذكر أن الكويت أعلنت نهاية يوليو (تموز) 2018، أن الميزانية العامة سجلت عجزاً فعلياً بلغ 3.247 مليار دينار (10.73 مليار دولار).
أما التحدي الآخر، فهو ملف الفساد، ففي أواخر فبراير (شباط) 2018، وضع تقرير منظمة الشفافية الدولية بعنوان: «مؤشر مدركات الفساد لعام 2017»، الكويت في المرتبة الـ85 من أصل 180 دولة في المؤشر، حيث تراجع ترتيبها من المرتبة الـ75 دولياً في 2016، كما تراجع موقع الكويت عربياً من المرتبة الـ7 عام 2016 إلى المرتبة الـ8 عام 2017.
العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تبقى مصدراً للتوتر الداخلي، وسط توقعات بإمكانية اللجوء إلى حل مجلس الأمة إذا ساءت العلاقة بين السلطتين.
ورغم تحذير أمير الكويت أعضاء المجلس من الذهاب إلى توتير العلاقة مع الحكومة، منتقداً نواباً بـ«تجاوز الدستور»، والسعي للتكسب الانتخابي وتحقيق مصالح شخصية.


مقالات ذات صلة

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

الخليج ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

وجّهت أمانة «مجلس التعاون» دعوة إلى وزير الخارجية المغربي لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الخليج وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.

ميرزا الخويلدي (الرياض)
رياضة سعودية إيكامبي نجم الاتفاق الكاميروني يحتفل بأحد هدفيه في مرمى العربي (الشرق الأوسط)

«أبطال الخليج»: الاتفاق يضرب العربي بثنائية ويواصل انطلاقته المثالية

واصل الاتفاق السعودي انطلاقته المثالية في المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال الخليج لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)