تركيا تحشد قواتها قرب {وحدات الشعب} شمال سوريا

TT

تركيا تحشد قواتها قرب {وحدات الشعب} شمال سوريا

واصلت تركيا الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات والقوات الخاصة وناقلات الجنود والدبابات إلى مواقع قواتها على جانبي الحدود مع سوريا.
وبثت قنوات تركية أمس (الاثنين) مشاهد دخول قوافل عسكرية إلى شمال سوريا عبر بلدة كاراكاميش في غازي عنتاب (جنوب تركيا)، وأشارت إلى أن جانبا من العتاد العسكري والجنود تم نشره في نقاط للجيش التركي على الحدود، فيما عبر البعض إلى داخل سوريا من خلال منطقة البيلي شمال غربي مدينة منبج السورية التي تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية.
وفي السياق ذاته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول رتل عسكري تركي إلى الأراضي السورية، مؤلف من عشرات الجنود وأكثر من 50 آلية عسكرية، بعضها شاحنات وناقلات جنود وبعضها الآخر آليات تحمل على متنها عربات مدرعة، إضافة إلى الذخيرة، وأن الرتل اتجه نحو ريف منطقة منبج، على خطوط التماس مع مناطق سيطرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية غالبية قوامه، وقوات التحالف الدولي للحرب على «داعش».
وأشار أيضا إلى تصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية من جهة «قسد»، تحسبا لأي عملية عسكرية أو هجوم قد تنفذه القوات التركية في المنطقة، الواقعة في غرب نهر الفرات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني، جماعة المعارضة الرئيسية المدعومة من تركيا، أن مقاتلين تدعمهم تركيا عززوا مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج في إطار استعدادهم لانسحاب القوات الأميركية.
واتفقت أنقرة وواشنطن على التنسيق بشأن الانسحاب الأميركي من سوريا. وجعل قرار ترمب المفاجئ بالانسحاب من سوريا، تركيا، في وضع يسمح لها بشن هجوم واسع النطاق على وحدات حماية الشعب الكردية، سواء في منبج (غرب الفرات) أو في مناطق سيطرتها شرق الفرات، عبر الحدود.
وكانت منبج نقطة شائكة رئيسية بين تركيا والولايات المتحدة. وفي 4 يونيو (حزيران) الماضي، توصل البلدان الشريكان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى اتفاق حول خروج وحدات حماية الشعب من منبج إلى شرق الفرات لكن تركيا قالت إن الاتفاق لم ينفذ بالكامل. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 14 ديسمبر (كانون الأول) الجاري إن القوات التركية ستدخل منبج إذا لم تخرج الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد منها.
وذكر حمود أن القوات الأميركية ما زالت في منبج وأن المقاتلين المدعومين من تركيا لن يتقدموا إلا بعد أن تنسحب.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا. لكن أنقرة تعتبرها تنظيما إرهابيا وامتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في تركيا منذ ثمانينات القرن العشرين.
وعقب قرار ترمب، أعلن إردوغان أن أنقرة ستؤجل العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب شرق الفرات في شمال سوريا بعد قرار الانسحاب الأميركي.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستاء في الآونة الأخيرة، لإحساسه بالفشل في تقسيم سوريا.
وأضاف جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي في تونس أمس، أن «نتنياهو تعاطف كثيراً مع حزب العمال الكردستاني (المحظور) في الآونة الأخيرة، لأنه كان يرغب في تقسيم الأراضي السورية من خلالها». وتابع: «عندما فشلت خططهم بدأ بالاستياء، لاحظوا أن نتنياهو بدأ في الفترة الأخيرة باستخدام اسم «إخوتنا الأكراد» كأداة للتهجم على الرئيس التركي».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.