مقتل 10جنود لبنانيين على الأقل في اشتباكات بمنطقة عرسال الحدودية مع سوريا

الجيش اللبناني: لن نسكت عن محاولات (المسلحين) الغرباء تحويل بلدنا إلى ساحة للإجرام

مقتل 10جنود لبنانيين على الأقل في اشتباكات بمنطقة عرسال الحدودية مع سوريا
TT

مقتل 10جنود لبنانيين على الأقل في اشتباكات بمنطقة عرسال الحدودية مع سوريا

مقتل 10جنود لبنانيين على الأقل في اشتباكات بمنطقة عرسال الحدودية مع سوريا

تدور معارك تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة اليوم (الأحد) بين الجيش اللبناني الذي قتل 10 على الأقل من جنوده ومسلحين على أطراف بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، في اليوم الثاني من الاشتباكات التي اندلعت أمس (السبت) بعد توقيف الجيش عنصرا متطرفا سوريا بارزا.
وتعد هذه الأحداث التي شملت أيضا احتجاز عناصر من قوى الأمن الداخلي بعد اقتحام مسلحين لمركزهم داخل عرسال وقتل مدنيين اثنين منذ اندلاع الصراع السوري قبل ثلاثة أعوام، مما دفع الجيش إلى التحذير من رد «حاسم» لمنع «نقل المعركة» من سوريا إلى لبنان.
وتتشارك جرود عرسال حدودا طويلة ووعرة مع منطقة القلمون السورية، والتي تشهد معارك بين مسلحين غالبيتهم من المتطرفين متحصنين في المناطق الجبلية، والقوات الأسدية السورية وعناصر من حزب الله.
ومن جانبه، قال الجيش اللبناني في بيانات متتالية اليوم إن وحداته «تابعت طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها. وقد سقط للجيش خلال هذه الاشتباكات ثمانية شهداء وعدد من الجرحى».
وأشار إلى أن عرسال «تعرضت خلال الليل ولا تزال إلى قصف متقطع بمدافع الهاون مصدرها المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش، وتقوم وحدات الجيش بالرد (...) بالأسلحة المناسبة».
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية من خلال مصادر لها في بلدة اللبوة المجاورة لعرسال، بأن مدفعية الجيش كانت تقوم بقصف تلة مرتفعة على رأسها ثمانية منازل يعتقد أن المسلحين يتحصنون فيها. ولم يتمكن المراسل من دخول عرسال نظرا لقطع الطريق المؤدي إليها من قبل الجيش.
وكانت المعارك اندلعت السبت إثر توقيف الجيش سوريًا اسمه عماد أحمد جمعة. وعلى الأثر قام مسلحون يعتقد أنهم جهاديون ينتمون إلى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، بمحاصرة حواجز الجيش قبل الاشتباك معه.
وفي حين قال الجيش إن جمعة هذا أقر بانتمائه إلى جبهة النصرة، تداولت حسابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي شريطا مصورا قالت إنه لجمعة، يعلن فيه مبايعته زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وبدا في الشريط خلف جمعة، عشرات المسلحين بالزي الأسود يرفعون أعلاما كتب عليها «دولة الخلافة الإسلامية».
كما قام المسلحون الذين دخلوا عرسال السبت، باقتحام فصيلة تابعة لقوى الأمن الداخلي، وقتلوا مدنيين اثنين حاولا منعهما من ذلك، بحسب مصدر أمني.
وأكد مصدر أمني اليوم أن المسلحين اقتادوا عددا من العناصر الموجودين داخل الفصيلة، رافضا تحديد عددهم.
وكان الجيش أكد أمس على أثر هذه الهجمات أنه «سيكون حاسما وحازما في رده ولن يسكت عن محاولات (المسلحين) الغرباء عن أرضنا تحويل بلدنا ساحة للإجرام وعمليات الإرهاب والخطف والقتل».
وأضاف أنه لن يسمح «لأي طرف بأن ينقل المعركة من سوريا إلى أرضه، ولن يسمح لأي مسلح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا بأن يعبث بأمن لبنان».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.