تظاهر مئات اللبنانيين في مدينة بيروت أمس احتجاجاً على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وسوء الأوضاع المعيشية في بلد لم تتمكن القوى السياسية فيه منذ 7 أشهر من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، رافعين شعارات: «لا للطائفية... كلنا بدنا بطاقة صحية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، التي تطورت بعد الظهر إلى صدامات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي منعتهم من إقفال الطرقات والتعرض للأملاك العامة.
وخلال الأيام الماضية، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للتظاهر ضد الطبقة السياسية والفساد في مؤسسات الدولة، من دون أن يعرف مصدر الدعوة. وأمام مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت، هتف المتظاهرون مطالبين بإصلاح النظام ومحاربة الفساد ووقف هدر المال العام، وارتدى عدد محدود منهم السترات الصفراء، احتذاء بالاحتجاجات التي تشهدها فرنسا منذ أسابيع.
وحصل صدام بين القوى الأمنية والمتظاهرين أمام السرايا الحكومي، في محاولة منهم لإزالة العوائق الحديدية، كما ألقوا عبوات المياه على القوى الأمنية. وتداعى بعضهم إلى إقفال بعض الطرقات عند تقاطع «الرينغ» في وسط بيروت وتقاطع «بشارة الخوري»، بمستوعبات النفايات والحجارة، وأضرموا النيران في مستوعبات النفايات، قبل أن تصل القوى الأمنية وعناصر الجيش الذين عملوا على فتح الطرقات.
وأعلنت قيادة الجيش، في بيان صدر عن «مديرية التوجيه»، أنه «مع تأكيدنا على احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي وأحقية المطالب المعيشية التي يطالب بها المتظاهرون، فإننا ندعو إلى التظاهر السلمي وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة». وأكدت القيادة: «إننا لن نسمح بالتعرض لهذه الأملاك، كما ندعو المتظاهرين إلى عدم الخروج عن السياق المطلبي المحدد للتظاهر».
وفي نحو الثانية والربع بعد الظهر، بدأ المتظاهرون يغادرون ساحة رياض الصلح تدريجيا. وتوجه المتظاهرون لاحقاً إلى شارع الحمراء، وأغلقوا الطريق الرئيسية ووقعت صدامات محدودة مع قوى الأمن اللبنانية التي منعتهم من مواصلة طريقهم. ومع إعلانهم التوجه إلى وزارة الداخلية، استقدم الجيش والقوى الأمنية تعزيزات. ووضع المتظاهرون مستوعبات النفايات في وسط الطريق المؤدية إلى «الحمرا»، وأشعلت النيران بداخلها، مرددين الشعارات الداعية إلى تأمين البطاقة الصحية، إضافة إلى مطالب معيشية أخرى، ومنها تأمين العمل والحد من العمالة الأجنبية.
كما ناشدوا الناس بالنزول من منازلهم ومشاركتهم في الحراك، مشيرين إلى أنهم قد ينصبون خياماً في ساحة «رياض الصلح» حتى تحقيق المطالب، وأكدوا أن التحرك مستمر، ووجهوا الدعوة إلى إعادة التحرك ظهر يوم الأحد المقبل.
ويخرج اللبنانيون بين الحين والآخر إلى الشوارع للتعبير عن امتعاضهم من الطبقة السياسية الحاكمة. وقد تظاهر المئات الأحد الماضي بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني للاحتجاج على فساد الطبقة السياسية رافعين مطالب معيشية.
مئات المتظاهرين في بيروت يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية
مئات المتظاهرين في بيروت يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة