على بعد ما يقرب من 140 كيلومتراً، جنوبي مدينة الغردقة (جنوب شرقي القاهرة)، تطل قلعة القُصير الأثرية على البحر الأحمر بمدافعها الحديدية القديمة وجدرانها العتيقة، شاهدة على حقبة تاريخية مهمة من العهد العثماني في مصر، بقلب المدينة التي تحمل اسمها. وتسعى وزارة الآثار المصرية حالياً إلى ترميم قلعة القصير الأثرية وتطويرها، واستغلالها بشكل مثالي لتكون مقصداً سياحياً مهماً ومركزاً ثقافياً بالمدينة، بجانب تطوير كل آثار المدينة، بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر، بعد حل معوقات التطوير التي تتمثل في تداخل شبكات المياه والصرف الصحي مع المواقع الأثرية.
وتفقد، أمس، الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، آثار مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر؛ للوقوف على الإجراءات المتخذة لدراسة مشروع تطوير المدينة. وقال مصطفى في بيان صحافي: «تجري حالياً دراسة مشروع متكامل لتطوير آثار مدينة القصير بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر، بجانب إعداد دراسات خاصة لترميم قلعة القصير الأثرية وتطويرها». وتعد قلعة القصير من أهم آثار محافظة البحر الأحمر، فهي إحدى القلاع العثمانية التي بنيت في عام 1571م؛ بغرض مراقبة ميناء القصير وحماية المدينة وساحلها، بالإضافة إلى تنظيم رحلات الحج المتجهة إلى مكة وتأمينها».
وفى القرن الـ18 الميلادي أُهمل الحصن إلى أن جددته الحملة الفرنسية بعد الاستيلاء عليه خلال حملتها على مصر في عام 1799، كما قصفته السفن الإنجليزية بالمدافع، إلا أن الفرنسيين صدوا الهجوم. وفي سنة 1820 قام محمد على باشا، حاكم مصر آنذاك، ومن بعده ابنه إبراهيم باشا بإصلاح وترميم القلعة، واستمر استغلال الحصن من قِبل خفر السواحل حتى عام 1975، إلى أن تم تسجيله أثراً في سجلات الآثار الإسلامية والقبطية.
وبعد تعرّض القلعة لإهمال شديد في العقود الماضية، تعمل وزارة الآثار على الاستفادة من إمكاناتها التاريخية والأثرية خلال الفترة المقبلة؛ إذ إنها تعد ملاذاً ثقافياً وتراثياً رائعاً لزوار القرى السياحية الواقعة جنوبي مدينة الغردقة.
من جهة أخرى، تم استئناف أعمال الحفر الأثري لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، لأول مرة منذ 7 سنوات، بمختلف المواقع الأثرية في أنحاء مصر، وذلك في إطار خطة الوزارة لدعم العمل الأثري والبعثات الأثرية المصرية.
مصر تطوّر قلعة القُصير الأثرية على البحر الأحمر
بُنيت لحماية المدينة في العصر العثماني
مصر تطوّر قلعة القُصير الأثرية على البحر الأحمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة